كشف تقرير لجنة تقصي الحقائق للمركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، في أحداث المنصورة، التي وقعت مؤخراً أمام مبني ديوان محافظة الدقهلية، أن قوات الشرطة اعتقلت 127 ناشطًا خلال الأحداث، وأن أغلب شهود العيان أكدوا استهداف «الداخلية» المستشفيات الميدانية بالقرب من مسرح الأحداث.
وقال المركز، في بيان له، السبت، إن قوات الداخلية غضت الطرف عن التدخل أثناء قيام مجموعات من مؤيدي الرئيس محمد مرسي، وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين بالاعتداء بالشوم على النشطاء أمام مبني محافظه الدقهلية، كما قامت قوات الشرطة باقتحام مقار حزب التحالف الاشتراكي والتيار الشعبي واعتقال مصابين من داخل تلك المقرات.
وأوضح البيان، الذي صدر تحت اسم «ثمانية أيام من العنف بين مطرقة ميليشيات الإخوان وسندان الداخلية»، أن المتظاهرين المعتصمين منذ الأحد 24 فبراير، لمدة 8 أيام أمام مبني المحافظة، لم يحاولوا منع الموظفين من دخول مبني المحافظة ومباشره عملهم، حتى اليوم الأخير للأحداث، مؤكداً أن بعثة تقصي الحقائق اطلعت على دفاتر حضور وانصراف الموظفين، ووجدت أن نسبة حضور الموظفين لم تختلف كثيراً عن الأيام الاعتيادية للعمل، بعكس ما أعلنته جماعة الإخوان ومتحدثها الرسمي في الدقهلية.
واتهم البيان، قوات الأمن باستخدام الخرطوش ليلة الجمعة أول مارس بضراوة ومنع سيارات الإسعاف من إنقاذ المصابين، الذين كان من بينهم سيدتان هم مها صبري وسامية السيد، كما رصد حرق المتظاهرون ثلاث مدرعات شرطة ردًا على دهس مدرعة للشهيد حسام الدين عبد الله.
وكشف البيان أن قوات الداخلية امتنعت في البداية عن التدخل لفض الاشتباكات أمام مبنى المحافظة، وأنها تركت المجال لأعضاء الإخوان لمطاردة المعتصمين في الشوارع المحيطة لمبني ديوان المحافظة، وأنها لم تتحرك خلال الاعتداء على السيدات تحت نظرها، كما تم رصد امتناع معاون مباحث قسم ثان المنصورة عن التدخل لتخليص 3 شباب اعتدى عليهم أعضاء من الإخوان بقطع الرخام المكسور.
وأوضح البيان أن البلاغات التي حررت، والفيديوهات التي صورت، وشهادات شهود العيان تشير إلى أن قوات الداخلية استهدفت بشكل مباشر المستشفى الميداني الموجود في مقار حزب التحالف الاشتراكي والتيار الشعبي وطاردت سيارات المواطنين، التي تبرعت بتوصيل المصابين، ودمرت المكاتب والأجهزة ومعدات التصوير الموجودة بمقرات تلك الأحزاب، مضيفاً أن الداخلية أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع بشكل عشوائي وكثيف، ما تسبب في اختناق عدد من الأطفال حديثي الولادة، كما تم استهداف عيادة الدكتور جمال خطاب للولادة الموجودة ببرج المحافظة بقنبلة غاز مباشرة.
ونبه البيان إلى أن مدنيين ساعدوا قوات الداخلية في مطاردة المتظاهرين واقتحام مقار «التحالف الاشتراكي»، و«الكرامة»، و«التيار الشعبي» الخميس 28فبراير، وأكد شهود عيان للبعثة، أنهم ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين.