قال خبراء مشاركون في المؤتمر السنوي لمبادرة الإصلاح العربي التي تتكون من 17 منظمة بحثية عربية، إن الأنظمة العربية وقفت كـ«سد لا يتراجع» أمام ثورات شعوبها خاصة في سوريا واليمن وليبيا، مؤكدين أن ما شهدته هذه البلدان ثورات وليس انتفاضات، واعتبروا أن جماعة الإخوان المسلمين لا تملك رؤية واضحة لإدارة شؤون الدولة في مصر.
وقال الدكتور ماجد عثمان، الرئيس السابق لمركز دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، إن «شهر العسل الذي جاء في بداية المائة يوم الأولى من حكم الرئيس محمد مرسي البلاد مع الشعب انتهى بإصداره الإعلان الدستوري المكمل، لتأتي بعدها مرحلة استقطاب حاد بعد الإعلان الدستوري انقسم المجتمع فيها إلى من انتخب ومن لم ينتخب الرئيس».
وأوضح «عثمان» أن «مرحلة الاستقطاب جاءت بعدها مرحلة تشكيل جبهة الإنقاذ التي وفقا لآخر الإحصائيات كشفت أن ثلث المصريين لا يعرفون عنها شيئا»، مشيرا إلى أن المرحلة الحالية هي «الفراغ السياسي» بعد تراجع شعبية الرئيس، وعدم قدرة المعارضة على ملء هذا الفراغ، متسائلا «من يستطع ملء هذا الفراغ في المرحلة المقبلة هل سيكون القوي الثورية، أم قوي إسلامية أكثر تشددا، أم عودة المؤسسة العسكرية للحكم؟».
وقال محمد المخلافي، وزير الدولة للشؤون القانونية في اليمن، إن الجماعات الدينية التي تتصدر المشهد العام في البلاد العربية لم تتوقع حدوث ثورات الربيع العربي، وبالتالي لم تكن مستعدة لها، لافتا إلى أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر ليس لديها رؤية واضحة عن كيفية إدارة شؤون الدولة والتفاعل مع المجتمع، وأنها تدير البلاد بأسلوب تعاملها أثناء وجودها في المعارضة.
ودعا «المخلافي» إلى إنشاء تكتلات واسعة في بلدان الربيع العربي تضم كل القوى السياسية بما فيها القوى الدينية التي تقبل بالتغيير الديمقراطي.
من جانبه قال الناشط السوري، موفق نيربية، إن الربيع العربي فاجأ الشعوب العربية والنخبة بما فيه نجاحاته الأولي سريعا في تونس ومصر، مشيرا إلى أن الأنظمة العربية في ليبيا واليمن وسوريا كانت «سدا لا يترجع» أمام ثورات شعوبها، مقارنة بالأنظمة في تونس ومصر.
وحذر «نيربية» من أن أهم الإشكاليات التي يعيشها العالم العربي حاليا الاستقطاب الإسلامي العلماني، قائلا «النخبة لم تحضر نفسها جيدا، وكأنها لم تحمل أملا حقيقيا في تغيير الأنظمة، وأُجهضت أي محاولات من الطرفين قبل الثورات للتوصل إلى اتفاق إسلامي علماني».