x

الحوائط تتجاهل «الرئاسة».. وتخاطب «الشاطر» ومكتب الإرشاد

الثلاثاء 12-03-2013 19:44 | كتب: أحمد جمال سعد الدين |

لا يبدو أن رسّامى الجرافيتى يولون اهتماماً كبيراً للرئيس، رسائلهم التى تملأ الحوائط، سواء ما كان منها بالرسم أو كتابة بالإسبراى، لا تحاول أن تخاطبه بشكل مباشر.. على العكس فهى تكاد تتجاهله تماماً، مفضّلة الحديث عن مكتب الإرشاد مثلاً، وخيرت الشاطر، أو حتى «أم أيمن». وقت أحداث الاتحادية، وأثناء الاشتباكات الجارية، قام كثير من المؤيدين للرئيس بمسح كل الجرافيتى وكتابات الإسبراى الموجودة على حوائط قصر الاتحادية، التى قام بها المتظاهرون خلال فترة اعتصامهم أمام القصر.. جزء كبير من اعتراضهم، وغضبهم مما حدث على الأسوار، كان لأن هذه الرسوم والكلمات، تحمل ألفاظاً بذيئة، أو أن بها سخرية من الرئيس تزيد على القدر المسموح به، وفيها قدر كبير من إساءة الأدب، وتجاوز الحدود مع الرئيس.

الرسومات والكتابات الموجودة نفسها على سور الاتحادية لم تبد مهتمّة بالرئيس، بل كانت على الناحية الأخرى تحتفل، وتؤرّخ للوصول إلى السور نفسه.

علاقة «مرسى»، ومؤسسة الرئاسة، بالدعاية عن طريق الحوائط مرتبكة أصلاً منذ البداية، ربما يكون «مرسى» الوحيد بين مرشّحى الرئاسة لم يحظ برسم جرافيتى حقيقى، فى حين تبادل مؤيدو المرشحين التراشق اللفظى طوال الوقت، إما عن طريق تشويه الجرافيتى الخاص بالخصوم، أو عن طريق الدعاية بواسطته، وبقيت بوسترات «مرسى» وحدها ذات طابع واحد لا يتغيّر، وجهه، مرتدياً نظارته الطبّية، ومبتسماً بهدوء، ثابتة طيلة الوقت، فى كل مكان.

قبل جلسة الحكم فى قضية مذبحة بورسعيد، انتشرت على الجدران، وبتزامن مدهش على مستوى كل محافظات مصر، عبارة «الدم ثمنه دم» وتحتها تاريخ الجلسة.. أحياناً كان يُكتفى بالتاريخ وحده. كانت هذه واحدة من أكثر الرسائل وضوحاً.. حتى فى هذه الحالة لم تكن موجهة لشخص بعينه.. بدت موجهة للجميع بلا استثناء، وبالتساوى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية