ألقى تسريب موقع ويكيليكس مئات آلاف الوثائق العسكرية السرية الأمريكية التى تتهم القوات الأمريكية والعراقية منذ الغزو حتى الآن بارتكاب جرائم حرب ـ بحجر فى المياه الراكدة فى العراق، ليجد المسؤولون العراقيون أنفسهم أمام سيل من المعلومات التى تطالهم بشكل أو بآخر بتهمة تعذيب معتقلين وقتل مدنيين، والتى من شأنها أن تؤثر على جهود تشكيل حكومة جديدة منذ نحو 7 أشهر على إجراء الانتخابات البرلمانية فى مارس الماضى، بينما تعرضت بغداد وواشنطن لضغوط متزايدة من جهات دولية تطالبهما بالتحقيق فى تعذيب المعتقلين العراقيين بحسب التسريبات.
كان رئيس الوزراء نورى المالكى قد انتقد توقيت تسريب الوثائق، واعتبره محاولة لإفشال تشكيل الحكومة الجديدة عبر «تأجيج الغضب ضد الأحزاب الوطنية وزعمائها خصوصا ضد رئيس الوزراء»، ويواجه المالكى الذى اتهمته الوثائق بأنه قاد فرق تعذيب وقتل بأوامر منه وضعا صعبا، على الرغم من جهوده وجولاته الخارجية لدول الجوار للحصول على دعمها ليتولى رئاسة الحكومة مجددا فى مواجهة مطالب نظيره الأسبق إياد علاوى. وطالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش» العراق بالتحقيق فى الوثائق السرية الأمريكية التى كشفت أن قواته مارست أساليب تعذيب منهجى ضد المعتقلين.
وقالت المنظمة فى بيان إنه يتعين على العراق أن يقاضى هؤلاء المسؤولين عن التعذيب والجرائم الأخرى، وأضافت أن الحكومة الأمريكية يجب أن تحقق أيضا فيما إذا كانت قواتها خرقت القانون الدولى عندما سلمت معتقلين للقوات العراقية رغم وجود مخاطر مرتفعة لوقوع تعذيب. وقال جو ستورك، نائب المدير العام لقسم الشرق الأوسط فى المنظمة، إن الوثائق الجديدة تظهر أن التعذيب الذى تمارسه القوات العراقية متفش ويمر بلا عقاب.
بدوره، حث مقرر الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب مانفريد نواك، الرئيس الأمريكى على إصدار أمر بإجراء تحقيق فى وثائق ويكيليكس.
وتوالت ردود الأفعال الأمريكية الغاضبة على التسريبات، واكتفى الجنرال مايكل مولن، قائد الجيوش الأمريكية، بسطر واحد تعليقا على تسريب الوثائق قائلا على موقعه الإلكترونى: «نشر ويكيليكس المزيد من الوثائق السرية المسروقة يهدد حياة كثيرين ويوفر معلومات قيمة للخصوم».
وأظهرت وثيقة نشرها موقع ويكيليكس أن مروحية تابعة للجيش البريطانى كانت فى 2005، على وشك اعتقال أو قتل الأردنى أبومصعب الزرقاوى، زعيم القاعدة فى العراق، لكنها اضطرت للعودة لنقص الوقود. فى غضون ذلك، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن جوليان اسينج، مؤسس موقع ويكيليكس،
يعيش الآن كرجل مطارد يخشى أجهزة المخابرات الغربية، وقالت إنه طالب عددا قليلا من أصدقائه المخلصين باستخدام هواتف ثمينة مشفرة، كما أنه يدخل الفنادق بأسماء مستعارة ويصبغ شعره وينام على الأرائك والأرض، ويستخدم الأموال بدلا من بطاقات الائتمان التى عادة ما يستعيرها من أصدقائه.