لخص المصريون العائدون من ليبيا، أسباب تعذيبهم وإهانتهم في مكان ذهبوا إليه طلباً للرزق في جملة واحدة: «كرامتنا المهانة في الداخل كانت دافعًا قويًا لإهانتنا في الخارج».
استقبلت «المصرى اليوم» على مدار يوم كامل، عشرات القصص لمصريين من أمام معبر السلوم البري، أشاروا في قصصهم إلى جرائم تعذيب جسدي ونفسي على يد رجال جمارك وشرطة ليبيين، تعمدوا كسر كرامتهم عبر حلق أنصاف شواربهم وحواجبهم، بجانب الضرب والصفع.
من أمام معبر السلوم البري التقت «المصري اليوم» سائقي شاحنات غذائية عالقين ببضائعهم أمام المعبر، تحولوا داخل الأراضي المصرية إلى ناشطين سياسيين، بعد أن ذاقوا بأنفسهم مرارة التعذيب.
.
«المصري اليوم» ترصد شهادات العائدين من «الجحيم الليبى
«اقلع حزام البنطلون».. كان ذلك هو آخر أمر تلقاه أحمد يسري، أحد العمال المصريين المرحلين من ليبيا من عساكر الجمرك الليبي، قبل أن يطلقوا سراحه للعبور إلى الجانب المصري والعودة إلى بلاده، وقال «يسري»: «الحزام كان آخر حاجة معايا، بعد ما استولوا على كل الفلوس اللي اشتغلت بيها هناك، وكمان الملابس الجديدة التي اشتريتها قبل العودة لمصر، لدرجة أنهم فتحوا شنط الملابس قدَّامي وقاسوها قطعة قطعة، واللي كان ييجي مقاس عسكري منهم يقولوا له (مبروكة عليك)»...المزيد
سائقو المقطورات فى انتظار الفرج
اتخذ وائل صابر، سائق من محافظة دمياط، العراء مأوى له منذ 13 يومًا، بعد أن صعد بحافلة الرخام التي يقودها إلى المنفذ ليجد المعبر مغلقًا، وعاد ليستقر بها أمام مقهى «6 أكتوبر» بطريق سيدي براني بمطروح، وائل الذي كان بصحبة آخرين من سائقي مقطورات الأسمنت والسيراميك لم يكن حاله أفضل من أصحابه، حيث استنفدوا في تلك الإقامة ما لديهم من أموال، لدرجة أنهم اقترضوا من صاحب المقهى مبالغ وصلت إلى 500 جنيه، تمكنهم من العيش في تلك الظروف القاسية...المزيد..
لجان شعبية تطبق المعاملة بالمثل على الليبيين فى مطروح
تجاهل الجانب المصري الرسمي صدى صوت صرخات الإهانة التي أطلقها المصريون على بعد أمتار من وطنهم، دفع مجلس عمداء ومشايخ محافظة مطروح إلى التحرك على المستوى الشعبي مع وفد ليبيي مماثل بينهم رئيس مجلس محلي مدينة مساعد الليبية، مستندين لصلات القرابة والنسب وعمق العلاقات التجارية بينهما...المزيد
التعذيب يحوّل «أنور» من سجين إلى ناشط
رغم وجوده وسط أهله من أهالي قرية النخيلة، بمحافظة مطروح، فإن أنور حسن لم ينس الإهانة التي تعرض لها في آخر زيارة عمل لدولة ليبيا، بعد ست سنوات من العمل فيها، قائلًا: «مش قادر أنسى منظر العسكري اللي ركلني بالرجل وأنا باتعشى جوة السجن»، بدافع نفسي ورغبة في التحرك للاعتراض على ما وصفه بـ«المهزلة في التعامل مع المصريين»، خرج «أنور» من منزله إلى طريق القرية العمومي، واستعان بزجاجة رش لكتابة دعوة على الطريق: «إلى شرفاء مطروح ندعو لوقفة احتجاجية ضد إهانة أبناء مطروح في ليبيا، يوم الخميس، أمام محكمة مطروح الساعة 12 ظهرًا»...المزيد