x

البلطجة والمخدرات والمجارى.. «ثالوث رعب» يحاصر مساكن طلعت مصطفى فى «العجمى»

الثلاثاء 22-06-2010 16:06 | كتب: نسمة علي |
تصوير : حازم جودة

على بعد عدة كيلومترات قليلة من المجلس المحلى الشعبى لحى العجمى، توجد مساكن طلعت مصطفى، التى تعد منطقة عشوائية، منعدمة المرافق، يعيش بها ما يقرب من 1000 أسرة، تغرق فى أطنان القمامة وشبكة الصرف الصحى المتهالكة، ووكر للصوص ومدمنى المخدرات، على حد قول الأهالى، الذين أكدوا أن معظمهم أصيبوا بالأمراض الصدرية نتيجة انبعاث الروائح الكريهة من مياه الصرف الصحى، المنتشرة طوال العام، خاصة فى فصل الشتاء.

فى البداية قالت فيروز محمد، من سكان المنطقة: «أعيش فى مساكن طلعت مصطفى منذ ولادتى وهى فى هذه الحالة، بل تزداد سوءاً يوماً بعد آخر، بسبب مواسير الصرف الصحى المتهالكة، التى أدت إلى تسرب كميات من المياه إلى البيوت، وتؤثر على البنية التحتية، وانتشار الروائح الكريهة، التى تهدد حياة أطفالنا، خاصة أنها مستمرة طوال العام».

وقال عمرو العشرى، طالب بكلية التجارة: «أضطر للوصول إلى الشارع الرئيسى أن أعبر من خلال المناور، لتجنب مياه الصرف الصحى وملوثاتها، التى تغطى الشارع طوال العام، خاصة فى فصل الشتاء».

وانتقد على السيد، أحد سكان المنطقة، الوضع وقال: أسكن أمام المستشفى الذى من المفترض أنه أحد أماكن الرعاية الصحية التى تخدم أهالى المنطقة، ورغم ذلك فالمياه الراكدة تحيط به من كل جانب، مما يؤثر بالسلب على حياتنا، بالإضافة إلى وجود إسطبل لـ«الحمير» خلف سور المستشفى ومعمل تحاليل يطل على المياه الراكدة وأكوام القمامة المنتشرة فى المساكن جميعها، وكأن هذه هى طرق العلاج الجديدة التى تستخدمها الدولة لعلاج المرضى، وأرى أن ما يحدث هو وسيلة للتخلص منا.

وقال الحاج أبومحمد، وهو يطل من نافذته، فى إحدى شقق المساكن، ذات الأدوار الأرضية: «نفسى أشوف المساكن نضيفة ولو مرة واحدة فى حياتى، وبعد ذلك أموت، حيث إننى أعيش بها منذ سنوات عديدة والمنظر كما هو، حتى الصلاة من الصعب أداؤها بسبب المرور فى هذه القاذورات، مما يبطل وضوئى، ولابد من إحلال وتجديد شبكة الصرف الصحى فى المنطقة علشان نقدر نعيش» - على حد قوله.

وأضاف فتحى محمد، عامل فى إحدى شركات المنطقة الحرة بالمحافظة: «أن لدىّ 4 فتيات فى أعمار مختلفة، ونتيجة لانتشار تجار المخدرات والمدمنين واللصوص أخشى عليهن الخروج من المنزل حتى لا يعترضهن أحد اللصوص»، وأضاف: «والله نسينا إننا بنى آدمين، وأصبحنا نخشى على أولادنا من الضياع، طيب أعمل إيه، ظروفى المادية لا تسمح بشراء مسكن صحى مناسب».

وتتدخل أم محمد، من السكان، فى الحديث وتقول: «أعيش فى الدور الأرضى فى إحدى عمارات المساكن، ونتيجة لانبعاث الروائح الكريهة من مياه الصرف الصحى المنتشرة فى الشوارع طوال العام، أصابتنى حساسية فى الصدر، علشان يرتاح المسؤولين».

وقال السيد حسنين، من سكان المنطقة ساخراً: «أسكن فى أهدأ مكان فى العالم، وشاءت الأقدار أن أكون من سكان مساكن طلعت مصطفى حيث يوجد أمامى ملعب المساكن، وما أدراك ما الملعب، الذى يتردد عليه تجار المخدرات ومدمنوها فى ظلام الليل، إلى جانب الأعمال المخلة بالآداب، وليس هذا فحسب وإنما لكثرة القذارة توجد أنواع غريبة من الزراعات بسبب اختلاط المجارى بالأتربة».

وقال حسام السيد، أحد السكان: «أعمل فى إحدى شركات القطاع الخاص بنظام الورديات»، وأضاف: «أعود إلى منزلى فى منتصف الليل بعد معاناة يوم طويل، مروراً بالطوب والأخشاب، لتجنب المياه، بينما أضع رأسى على وسادتى أسمع أحلى الأصوات والألحان، وأشم أجمل العطور، بسبب اقتراب مسكنى من إسطبل الحمير».

وانتقد ربيع محمد، أحد السكان، غياب الأمن وعدم وجود نقطة شرطة وسط المساكن، لحماية أهالى المنطقة من المشاجرات المستمرة بصفة دائمة بينهم وبين مدمنى المخدرات.

وتابع ربيع: «توجد أرض فضاء تابعة لجهاز حماية أملاك الدولة، منذ أكثر من عشرين عاماً، دون أى تطوير، مما أدى إلى استيلاء مجموعة من المواطنين عليها لتخصيصها كجراج، ومغسلة، وورش لإصلاح السيارات، رغم قرب هذه الأرض من الشارع الرئيسى ومسجد معاذ بن جبل، ونفسى أشوف مسؤول يقرب منها ويستغلها لصالح المواطنين».

وقال عدد من رواد مسجد الأهرام: «المسجد تم بناؤه فى نهاية المساكن لخدمة أهاليها، حيث صورته الجميلة من الداخل، وأسواره وأعمدته ذات الطابع الإسلامى، لكن عندما ننظر إليه من الخارج نجد مياه الصرف الصحى والقاذورات والقمامة أصبحت تقترب من رصيف المسجد وتكون هناك صعوبة فى أداء صلاة الجمعة، بسبب مياه المجارى، يعنى يرضى ربنا، حتى الصلاة نؤديها بصعوبة».

من جانبه، أكد سعد عبدالمولى الفقى، رئيس المجلس الشعبى المحلى لحى العجمى، وجود العديد من المشاجرات اليومية بين الأهالى ومدمنى المخدرات، ورغم وجود نقطة شرطة فوزى معاذ، فإن أكثر هذه المشاجرات ترجع إلى سلوك المواطنين، خاصة مدمنى المخدرات، وأن المجلس يحاول تقديم الخدمات المتاحة وتوفير الأمان لحماية المواطنين.

وأضاف عبدالمولى: «شبكة الصرف الصحى تعمل بصورة جيدة، وما حدث كان نتيجة عطل فى إحدى الماكينات الخاصة بالصرف، وتم تصليحها فى الحال»، مؤكداً أن شبكة الصرف الصحى تم إنشاؤها بالمنطقة باستخدام أحدث الآلات.

وأشار «عبدالمولى» إلى عدم وجود إسطبل للحيوانات، حيث كان يوجد صاحب محل جزارة أسفل إحدى عمارات المساكن، يضع عدة أبقار وحيوانات أمامه، مما أدى إلى تقديم الأهالى شكاوى إلى الحى، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لحل المشكلة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية