مثلما كانت البداية مخيبة للغاية في التصفيات المشتركة السابقة بين كأس الأمم وكأس العالم ، حيث كان التعادل الأول مع منتخب زامبيا هو اللعنة التي طاردتنا طوال باقى مشوار التصفيات ، عاد المنتخب المصرى لسيرته الأولى بتعادل مفاجئ أمام سيراليون.
توقع الجميع فوزاً عريضاً على منتخب مغمور ، ولكن فاجأنا لاعبو منتخب سيراليون بأداء جيد ومجاراة لأكبر لاعبي القارة الإفريقية خبرة وسمعة ، بل وتفوقوا فى بعض أوقات المباراة عليهم.
لم يكن الإندفاع الهجومي الزائد عن الحد بعشوائية واضحة هو السبيل لتحقيق الفوز في مباراة افتتاح التصفيات لبطل القارة ، وزاد الأمر سوء وجود ثغرة دفاعية هائلة في وسط الملعب وضحت منذ بداية المباراة ، الأمر الذي كان سيكلف المنتخب الوطني الخسارة أمام لو نجحت محاولة من التي اقتنصها لاعبو سيراليون.
ومن خلال المتابعة الدقيقة للمباراة ، كانت الإحصائيات والأرقام تتحدث بوضوح عن حال الفريقين..
- لم تفلح 20 محاولة لتهديد المرمى السيراليونى في هز شباكه سوى مرة واحدة، وبرأس مدافع ، حيث كانت نسبة الدقة في التسديد ( 40 % ) فقط ، فى حين سدد منتخب سيراليون 8 مرات بنسبة دقة ( 25% ) ... ولكن بتحليل قوة وخطورة تسديدات الفريقين ، نجد أن 50% من تسديدات المنتخب المصري كانت بعيدة أو ضعيفة ولم تشكل الخطورة الكافية بالرغم من كثرتها ، في حين أن 75% من تسديدات المنافس شكلت خطورة فائقة وكانت قريبة للغاية من هز الشباك.
- أول تسديدة للمنتخب المصرى بين القائمين والعارضة كانت فى الدقيقة 20 من الشوط الأول ، فى حين كان التهديد السيراليونى لمرمى الحضرى قد بدأ مبكرا !!
- تساوى الفريقان كثيراً في عدد الأخطاء المرتكبة ، ووضح تماماً أن فراغ خط الوسط الدفاعى دفع بلاعبينا كثيراً لارتكاب أخطاء لإيقاف الهجمات المرتدة الخطرة، في حين لجأ المنافس لارتكاب أخطاء عديدة قرب نهاية المباراة لتعطيل اللعب بشكل احترافى كبير ومميز ..
- 8 ركنيات محتسبة للفريق الضيف مقابل 5 فقط للمنتخب المصري .. وهو ما عكس الخطورة والأداء الواثق من المنافس .. بالرغم من الاستحواذ الكبير وشبه المسيطر على المباراة من الجانب المصري ، ولكنه بشكل سلبي.
- بالرغم من تعدد محاولات التسديد على المرمى إلا أن أغلبها افتقر إلى الدقة ، وكانا أفضل وأكثر المسددين هما " أبو تريكه " و "أحمد فتحى".
- سيد معوض هو أكثر اللاعبين تمريراً لكرات فعالة ( خلق3 فرص للتهديف ) ، ثم كان أبو تريكه و المحمدي ووليد سليمان ، إلا أن لأبو تريكه ( تمريرة الهدف Assist ) .. وهو أفضل لاعبى المنتخب في تلك المباراة .
- أحمد حسن مكى "المهاجم" و وائل جمعه "المدافع" هما أكثر من ارتكبا أخطاء ضد المنافس .. وحصد جمعه وجدو وفتح الله على بطاقات صفراء مستحقة ..
- سيد معوض هو أبرز وأفضل اللاعبين في لعب الكرات العرضية ( دقة 100 % ) ، ومرر 5 تمريرات صحيحة تماما منها 3 فرص حقيقية للتهديف .. فى حين كانت التمريرات العرضية من المحترف المصرى الوحيد ( أحمد المحمدى ) غير جيدة أو متقنة ولعب عرضيتين صحيحتين فقط من إجمالى 6 محاولات ( دقة 33% ) !
- محمود فتح الله هو أكثر من استخلص وشتت الكرة من الخصم ، تلاه أحمد حسن .. ولكن إجمالى عدد الكرات التى تمكن لاعبو الوسط من قطعها كان ضئيلاً للغاية بما يعنى تفكك هذا الخط وهو أكبر أسباب نتيجة المباراة وشكل الأداء ..
- أحمد حسن هو أسوأ ممرر للكرة ( 13 تمريره خاطئة ) و بدقة 73% فقط ، وتلاه ( أحمد المحمدي ) بـ 11 تمريرة خاطئة و دقة 77% !
- أحمد حسن هو أكثر اللاعبين الممررين لكرات أمامية خاطئة ( 7 ) ، والمحمدى هو أكثر اللاعبين تمريرا خاطئا ناحية اليسار ( 7 ) وهو الأمر الغريب على لاعب يمكن القول بأنه من مواليد الجبهة اليمنى وأكثر من 85% من تمريراته تكون عادة إلى جهة اليسار !
- أكثر من 50 % من تمريرات المنتخب الخاطئة كانت أمامية ( 30 تمريرة من إجمالى 56 ) ، وهو ما أثر كثيرا على فعالية التمرير ..
- أفضل فترات التحكم فى المباراة من جانب المنتخب كانت خلال الربع ساعة الأخيرة من اللقاء ، ولكن لم يكن التركيز كافياً لإحراز ولو هدف واحد ، بالإضافة إلى أن المنتخب السيراليوني بالرغم من قلة تمريراته إلا أنها كانت سريعة وفعالة للغاية فى تشكيل خطورة كبرى بهجماتهم المرتدة ..
- ظل التمرير الخاطئ للمنتخب المصرى في تصاعد مستمر خلال الشوط الأول ، مما قلل كثيرا من قدراته ومنح المنافس الفرصة لقنص عدة كرات مرتدة أحرجت المنتخب المصرى كثيرا وأوضحت أن منتخب سيراليون ليس باللقمة السائغة ، وكان هو الأقرب للتهديف خلل هذا الشوط .. وبالرغم من تحسن مستوى دقة التمرير فى الشوط الثانى من الجانب المصرى ، إلا أنه عاد وزاد مرة أخرى فى نهاية المباراة بسبب التسرع والعشوائية فى الهجوم ..
- مرر الفريق 56 تمريرة خاطئة ، كان أكثرها ( 14 ) خلال الربع ساعة الأخير من الشوط الأول ..
** قدم الحضرى مباراة جيدة جدا كعادته دوما ، وتمكن من إنقاذ المنتخب المصرى من هدفين محققين ، الأول كان من نفس لعبة الهدف ( وهو غير مسئول عنه ) وتصدى لتسديدة قوية جداً داخل منطقة الجزاء ، ثم عاد في الثانية ليخرج من مرماه فى توقيت ممتاز للتصدى لإنفراد وأنقذ الفريق مجددا .. كما تعامل مع كرة عرضية خطرة للغاية فى نهاية الشوط الثانى بشكل جيد ..