عرض قائد المجلس العسكري الليبي السابق في طرابلس، عبدالحكيم بلحاج، الذي يتهم لندن بالتورط في اعتقاله وتسليمه لنظام العقيد الراحل معمر القذافي الذي قام بتعذيبه، التخلي عن الدعوى القضائية التي رفعها ضد السلطات البريطانية مقابل حصوله على تعويض رمزي قدره 3 جنيهات استرليني واعتذاراً رسمياً.
وكشفت منظمة «ريبريف» للدفاع عن حقوق الإنسان، عن أن «بلحاج» أرسل رسالة إلى الجهات الثلاث التي يلاحقها قضائيا، عرض فيها أن يسقط دعاويه مقابل حصوله على تعويض مادي رمزي، قدره جنيه واحد من كل من المدعى عليهم الثلاثة واعتذار وإقرار بالذنب.
وكتب «بلحاج»، في رسالته إلى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، ووزير الخارجية السابق جاك سترو، ومدير شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات البريطاني مارك آلن، أنه يقدم «عرضا مفتوحا لتسوية الخلاف»، مضيفا: «زوجتي وأنا مستعدان لإنهاء دعوانا المرفوعة ضد الحكومة البريطانية والسيدين سترو وآلن، مقابل تعويض رمزي قدره جنيه استرليني واحد من كل منهم واعتذار وإقرار بالمسؤولية عما جرى لنا».
و«بلحاج» هو الزعيم السابق للجماعة الإسلامية الليبية التي كانت تدعو إلى المقاومة المسلحة ضد نظام القذافي، واتهم الحكومة البريطانية السابقة، برئاسة توني بلير، بأنها سمحت لأجهزة الاستخبارات البريطانية بتزويد وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية «سي.أي.إيه» بمعلومات أتاحت في 2004 فرصة اعتقاله مع زوجته فى مطار بانكوك وتسليمهما إلى نظام القذافي.
وتم نقل الزوجين إلى طرابلس، حيث تعرض «بلحاج» للتعذيب، وواجه الاعتقال 6 سنوات في سجن «أبوسليم» قبل الإفراج عنه في مارس 2010 مع إسلاميين آخرين، فى إطار مبادرة «مصالحة» تبناها سيف الإسلام نجل العقيد الراحل.