x

الإضراب العام يشل بنجلادش بعد مقتل 80 متظاهرًا برصاص الشرطة

الإثنين 04-03-2013 18:05 | كتب: أ.ف.ب |
تصوير : رويترز

أغلقت المدارس والمتاجر والمكاتب أبوابها، الإثنين، في أنحاء بنجلادش، في اليوم الثاني من الإضراب العام الذي دعا إليه المحتجون الإسلاميون، فيما قتل ثلاثة محتجين آخرين في أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ استقلالها.

وذكرت الشرطة أن ثلاثة أشخاص قتلوا في اشتباكات في جنوب وشمال غرب البلاد في احتجاجات متواصلة على الأحكام التي صدرت بحق زعماء إسلاميين أدينوا بارتكاب جرائم حرب، ما رفع عدد القتلى إلى 80 منذ 21 يناير.

وقتل 64 من هؤلاء منذ الحكم بالإعدام على نائب زعيم الجماعة الإسلامية، أكبر حزب إسلامي في البلاد، الخميس.

وقال مسؤول الحكومة المحلية، حسين شوكت، إن حرس الحدود في بلدة كولاروا الجنوبية قتلوا شخصين عندما حاولت مجموعة من نحو 1000 محتج مهاجمتهم بالعصي والطوب.

وفي بلدة أولابارا الشمالية الغربية، قتل أحد المحتجين أثناء نقله إلى المستشفى، بعد أن أصيب عندما أطلقت الشرطة النار على مئات الإسلاميين الذين طالبوا بوقف محاكمات الزعماء الإسلاميين. كما ألقى محتجون قنبلة حارقة قرب فندق يقيم فيه الرئيس الهندي براناب موخيرجي في دكا.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن «محتجين ألقوا قنبلة حارقة قرب بوابة الفندق الذي يمكث فيه الرئيس الهندي».

إلا أنه أكد أنه لم يصب أحد بأذى، وأن الرئيس سيواصل زيارته الرسمية لذلك البلد التي بدأت الاحد وتنتهي الثلاثاء. ولم يتضح ما إذا كان الرئيس الهندي متواجدًا في فندق سونارجاون أثناء إلقاء القنبلة.

واندلعت الاشتباكات في أنحاء البلد الفقير، بعد الحكم بالإعدام على دلوار حسين سيدي، نائب زعيم الجماعة الإسلامية، الذي يعد من أهم وجوه المعارضة، وأدين بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال في 1971.

وأدين المتهم السبعيني بثماني تهم، من بينها القتل والاغتصاب وإجبار هندوس على اعتناق الإسلام، أثناء الحرب الدامية في 1971 بين بنجلادش وباكستان، التي كانت دكا تتبعها تحت مسمى باكستان الشرقية.

وشكلت المحكمة كذلك من دون أي مشاركة أو إشراف للأمم المتحدة عليها، وهي متهمة بأنها صنيعة السلطة لدوافع سياسية، لا سيما أن أغلبية المحاكمين ينتمون إلى المعارضة. من جهتها، تؤكد الحكومة أن هذه المحاكمات ضرورية من أجل طي صفحة حرب الاستقلال.

ودعت الجماعة إلى إضراب لمدة يومين، بدأ الأحد في جميع أنحاء البلاد، احتجاجًا على الأحكام، وعلى قتل المحتجين من قبل الشرطة، وأدى الإضراب إلى شل البلاد جزئيا.

وأغلقت المدارس والشركات والمتاجر في أنحاء البلاد في اليوم الثاني من الإضراب.

وكان الطريق الرئيسي الواصل بين دكا وثاني مدن البلاد شيتاجونج، شبه مقفر، الإثنين، كما خلت الشوارع الداخلية من السيارات.

وجرى تعزيز الإجراءات الأمنية في جميع أنحاء البلاد خاصة في دكا، حيث انتشر نحو 10 آلاف من رجال الشرطة وعناصر من كتيبة الرد السريع، الإثنين.

وأغلق الإسلاميون طريقًا سريعًا يؤدي إلى منطقة كوكس بازار السياحية، حيث علق مئات من الأشخاص الذين يقضون عطلاً وبينهم أجانب، الاثنين.

وقال رئيس شرطة المنطقة، أزاد مياه، إنه رغم أن أكثر من ثلاثة آلاف سائح تمكنوا من مغادرة المنطقة، الخميس، معظمهم من خلال المطار المحلي، لا يزال 700 غير قادرين على المغادرة.

وذكرت الشرطة أن الاشتباكات الأخيرة كان وراءها شائعات بأن صورة وجه دلوار سيدي ارتسمت على سطح القمر، ما دفع الكثير من الإسلاميين إلى التأكيد على براءته.

وقال مفتش الشرطة، شمس الحق: «بعض الأئمة استغلوا هذه الشائعة لحشد القرويين ضد الشرطة». وحظرت الحكومة التظاهرات والتجمعات في أربع مدن كبيرة في الشمال على الأقل، لاحتواء العنف.

وأدت محاكمة أكثر من عشرة من زعماء الجماعة الإسلامية وحزب بنجدلاش القومي المعارض، إلى فتح جروح قديمة وقسمت البلاد، حيث تتهم المعارضة الحكومة بمطاردتها.

وتنفي الحكومة، التي تقول إن حرب 1971 أدت إلى مقتل ثلاثة ملايين شخص، هذه الاتهامات، وتتهم زعماء الجماعة الإسلامية بأنهم كانوا جزءًا من ميليشيات موالية لباكستان، ارتكبت معظم الفظائع خلال الحرب. وتشير تقديرات مستقلة إلى أن الحرب أسفرت عن مقتل ما بين 300 و500 ألف شخص.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية