شدد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، على ضرورة أن يكون أمين عام جامعة الدول العربية مصرياً، فيما وجه الوزير- عبر تصريحات له الجمعة- رسالة إلى رئيس الوزراء الإثيوبى ميليس زيناوى، أكد له فيها أنه لا توجد دولة قادرة على عزل مصر عن القارة الأفريقية.
وجدد أبوالغيط، استغراب مصر من تصريحات زيناوى الأخيرة، قائلا: «لقد استغربنا كثيرا من تصريحاته الأخيرة، والتى جاءت فى غير توقيتها، فهو يقول لمصر لكى تعيشى فى القرن الحادى والعشرين، فلتنسى القرن التاسع عشر، ونحن نقول مصر سوف تعيش وتبقى حتى القرن مائة وواحد وعشرين».
أضاف وزير الخارجية فى حوار لجريدة «الشرق» القطرية نشرته الجمعة، تعليقا على انعقاد قمة «الإيجاد» فى إثيوبيا ودون حضور مصر، أنه لا يمكن لدولة فى أفريقيا القدرة على عزل مصر عن المجال الأفريقى، منوها أن مصر هى ثانى أكبر الاقتصاديات الأفريقية وتضم أكبر قوات مسلحة فى القارة، فضلا عن أنها أكبر دبلوماسية عاملة فى أفريقيا، ولديها أكبر عدد من المؤهلات العلمية الموجودة على أرض أفريقيا ولا تقارن بالقدرات العلمية الموجودة فى أى دولة أفريقية.
وفى رده عن سؤال حول إذا ما يمكن أن تقبل مصر بمرشح غير مصرى لمنصب أمين عام الجامعة العربية، قال أبوالغيط: الجامعة العربية لها وضع آخر، فهى مستضافة من قبل مصر، وبالتالى دائما لكى ينجح هذا المرشح ويحقق الرغبة العربية فى تأمين جامعة عربية نشطة وقادرة يجب أن يكون مصرياً ونراه كذلك.
وعن رؤية مصر لأمن الخليج وكيف ترسم علاقاتها مع دوله فى ضوء علاقات تلك الدول مع إيران، شدد على أن أمن دول الخليج يأتى أولاً ومصر تعطيه أكبر قدر من اهتمامها، وقال: «مصر تعى وتعلم أن هناك مشكلة لدى إيران فى علاقاتها بالعالم الغربى، ومصر ترى أن تسوية المشكلات الإيرانية الغربية يجب أن تتم من خلال التفاهم والعمل الدبلوماسى والسياسى ويجب استبعاد العمل العسكرى والحرب».
وأضاف وزير الخارجية: «إيران لها الحق فى الاستخدامات السلمية للطاقة النووية وإيران جزء متكامل من معاهدة منع الانتشار النووى وبالتالى يجب ألا تفكر إيران فى تطوير برنامجها لكى يتحول إلى برنامج نووى عسكرى، فتحوله إلى برنامج نووى عسكرى يعنى الكثير من التهديدات».
وأشار إلى أنه لا يجب السماح بالتدخلات الإيرانية فى الشأن الداخلى لدول الخليج، و«نقول لإخوتنا فى إيران إذا ما كانت هذه الإشارات والإيحاءات والإيماءات صحيحة، فيجب أن يتوقفوا ويجب أن يتركوا العراق ولبنان فى حالهما، وألا تتعرض إيران للبحرين بأى شكل من الأشكال وأن تتيح الفرصة للمجتمعات العربية أن تنمو وأن تتطور، بعيدا عن أى أيد تحاول أن تستخدم هذه الدول وهذه البلاد العربية ككروت وأوراق فى تنافس بين إيران والقوى الغربية».
وفى القاهرة، أكد أبوالغيط أهمية مواصلة الحوار حول المسائل العالقة بين دول حوض النيل، وبما يضمن تحقيق مصالح جميع شعوب دوله وتنفيذ المشروعات المنشودة دون الإضرار بمصالح أى منها.
قال السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، إن أبوالغيط، استمع خلال لقائه الخميس بوزير العلاقات الخارجية والتعاون الدولى البوروندى أوجستين نسينزى، إلى رؤية الجانب البوروندى فيما يتعلق بدعم الحوار والتعاون بين دول حوض النيل.
أضاف زكى أن زيارة الوزير البوروندى تأتى فى إطار بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة وبوجمبورا، والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وأوضح أن أبوالغيط خلال اللقاء تناول مجالات التعاون المختلفة بين البلدين، ودور الصندوق المصرى للتعاون الفنى مع أفريقيا، حيث يتواجد فى بوروندى حالياً عدد 26 خبيراً مصرياً، كما تم خلال العام الجارى تدريب 42 من الكوادر البوروندية بمصر فى مختلف المجالات.
على جانب آخر، يجرى أبوالغيط اليوم السبت مباحثات مع وزير خارجية إريتريا عثمان صالح، تتركز حول آخر التطورات فى منطقة القرن الأفريقى والعلاقات الثنائية بين القاهرة وأسمرة، خاصة فى ظل اتفاق البلدين على إنشاء لجنة مشتركة وآلية للتشاور السياسى.