تقدم الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، باستقالته من الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وذلك لـ«انحرافها عن الهدف من إنشائها، وتحولها إلى كيان مواز للاتجاهات الإسلامية، وتبنيها مواقف سياسية، رغم أنها نشأت كهيئة تنسيقية بين تلك الاتجاهات»، حسب قوله، مطالبًا المهندس خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عضو مجلس أمناء الهيئة، بـ«رفع يده عنها».
وقال «برهامي»، بحسب بيان منشور على الصفحة الرسمية لحزب النور على موقع «فيس بوك»، الأربعاء، إن «الهيئة الشرعية قد أنشئت، كما أبلغني فضيلة الشيخ الأمين العام لها عند دعوتي للاشتراك فيها، على أنها هيئة تنسيقية بين الاتجاهات الإسلامية خاصة ذات المرجعية السلفية في الجملة»، مضيفا أنهم «حرصوا على دعمها لأداء هذا الدور، لكن لاحظنا منذ مدة تحولها عن هذه الصفة إلى كيان مواز للاتجاهات الإسلامية الموجودة على الساحة».
وأضاف أن «الهيئة أصرت على أن يكون لها موقف محدد في القضايا السياسية، مخالفا لكونها مجرد هيئة تنسيقية لا تتخذ قرارات ولا مواقف سياسية ولكن تحقق التواصل بين جميع الاتجاهات، وزاد الأمر صعوبة صدور تصريحات على لسان النائب الثاني لرئيس الهيئة، وغيره تتضمن مخالفات شرعية في غاية الوضوح، تدخل في حيز البهتان والغيبة والنميمة دون أي رد من الهيئة، مع أن هذا من واجباتها كواجب كل مسلم في إنكار المنكر».
وتابع: «رغم إرسال رسالة تنبه فضيلة الشيخ الأمين العام للهيئة بضرورة اتخاذ موقف شرعي من هذه المخالفات، لم يتم الرد عليها، بل فوجئت بأن التبرير لهذا السكوت المنكر هو الاكتفاء بالتنبيه على أن من يتحدث لا يتحدث باسم الهيئة، وأنه يعبر عن وجهة نظره»، مشيرا إلى «اعتبار ما وقع تعبيرا عن وجهة النظر، مع المخالفة الفجة للشرع، أدى إلى قناعتي بعدم جدوى استمرار عضويتي في الهيئة».
وأعلن «برهامي» استقالته من الهيئة، قائلا: «أتقدم باستقالتي من الهيئة، مع تثميني للاستقالات التي قد قدمت من جماعة من أعضاء الهيئة، الذين رأوا في سلوكها في الفترة الأخيرة انحرافًا عن مقصود نشأتها، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ محمد حسان، النائب الثالث لرئيس الهيئة»، مختتمًا بإرسال ما وصفه بـ«النصيحة» لخيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، عضو مجلس الأمناء بالهيئة، مطالبًا إيّاه فيها بأن «يرفع يده عن الهيئة» مخاطبا أعضاءها بأن «يعيدوا الهيئة إلى مسارها الأول».
وشهدت الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، في الفترة السابقة، استقالات جماعية من عدد من أعضائها، ومن بينهم الداعية محمد حسان، والمهندس علاء عامر، النائب البرلماني السابق عن حزب النور، وكل من الشيخ أحمد فريد، عضو مجلس أمناء الدعوة السلفية، والشيخ عادل نصر، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، بجانب المهندس صلاح عبدالمعبود، المتحدث الرسمي باسم الكتلة البرلمانية لحزب النور.