x

مخاوف في إسرائيل من «انتفاضة ثالثة».. والمعارضة تستغلها للضغط على «نتنياهو»

الأحد 24-02-2013 17:06 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : أ.ف.ب

تسارعت الأحداث بشكل كبير في أعقاب الإعلان عن وفاة الأسير الفلسطيني، المنتمي لحركة «فتح»، عرفات جرادات، السبت، في سجن مجدو الإسرائيلي، حيث شهدت عدة مناطق فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، احتجاجات، واشتباكات بين فلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، في المقابل، هاجم بعض المسؤولين الإسرائيليين، المحسوبين على المعارضة (المُحتملة)، رئيس الوزراء المكلف، بنيامين نتنياهو، وقالوا إنه مشغول تشكيل ائتلافه الحكومي أكثر من العمل على منع اندلاع هذه الانتفاضة.

وقال مصدر فلسطيني لـ«المصري اليوم»، مُطلع على ملف الأسرى إن جرادات تُوفي في سجن مجدو من شدة التعذيب الذي تعرض له على يد رجال الأمن العام الإسرائيلي، «الشاباك»، وأشار المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إلى أن «جرادات» قد تقدم بشكوى قبل ذلك عن طريق محاميه، اشتكى فيه من تعرضه للتعذيب داخل السجن.

وأضاف المصدر أن ضباط «الشاباك»، طلبوا من «جرادات» أثناء اعتقاله في المرة الأخيرة، أن يودع زوجته وأطفاله، وهو ما لم يحدث خلال مرات اعتقاله السابقة، وهو ما يعني أنه كانت هناك نية مسبقة لقتله، على حد قول المصدر الفلسطيني.

واستمرت، الأحد، المواجهات التي اندلعت بين فلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيلي، بعد الإعلان عن وفاة «جرادات»، في مدينة الخليل، وحلحول، وقرى بيت آمر، وبيت عنون، ومخيم العروب، وعدة مناطق أخرى.

وأصدر رئيس الأركان الإسرائيلي، الأحد، تعليماته بـ«استكمال كافة الاستعدادات الضرورية تحسبًا لاستمرار أعمال الشغب التي يقوم بها فلسطينيون، وتدهور الأوضاع أمنيًا في الضفة الغربية»، حسبما أوردته إذاعة الجيش الإسرائيلي.

وأعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية حالة التأهب في جميع السجون، عقب إعلان حوالي 4500 أسير فلسطيني الإضراب عن الطعام، احتجاجًا على وفاة الأسير «جرادات». وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الأسرى أعادوا وجبات الإفطار مرة أخرى لإدارات سجون الاحتلال التي يتواجدون بها.

وحذر، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، السابق، الجنرال جيورا آيلاند، من «انزلاق العلاقات الإسرائيلية- الفلسطينية إلى دوامة من العنف»، وأرجع ذلك إلى هشاشة الوضع الاقتصادي الذي تعاني منه السلطة الوطنية الفلسطينية، وقضية الأسرى الأمنيين الفلسطينيين، وبعض الممارسات العنصرية التي تقوم بها جماعات إسرائيلية متطرفة، إضافة إلى تصريحات يُمكن الاستغناء عنها خاصة بالاستيطان.

واستغل عدد من السياسيين الإسرائيليين، الذين أعلنوا في وقت سابق، رفضهم الانضمام للائتلاف الحكومي، الذي يسعى «نتنياهو» لتشكيله، الأحداث الجارية، في محاولة للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي المُكلف، لإبداء قدر من المرونة في البرنامج السياسي، الذي سيشكل القاعدة الأساسية للحكومة المُقبلة، خاصة مع عدم الإعلان رسميًا حتى الآن عن التوصل لاتفاق بين «نتنياهو»، ويائير لابيد، رئيس حزب «يش عاتيد»، الذي حل ثانيًا في انتخابات الكنيست، بحصوله على 19 مقعد من أصل 120.

وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، ورئيس الكنيست المؤقت، بنيامين بن أليعازر، (المنتمي لحزب العمل الذي حصل على 15 مقعد في الكنيست، والذي أعلنت رئيسته شيلي يحيموفيتش، رفضها الانضمام لائتلاف نتنياهو) من احتمالية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، وقال «بن أليعازر»، في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية، صباح الأحد، إن: «المنطقة تقع على حافة اندلاع انتفاضة ثالثة، أكثر دموية من سابقتيها». وطالب «بن أليعازر، رئيس الوزراء المُكلف، بنيامين نتنياهو، بضرورة العودة لطاولة المفاوضات و«قيادة عملية سلمية في المنطقة قبل أن يُملى عليه القيام بذلك».

وانتقدت زهافا جلاؤون، زعيمة حزب «ميرتس»، الذي رفض الانضمام إلى حكومة «نتنياهو»، ما قالت إنه انشغال «نتنياهو» بتشكيل الائتلاف الحكومي، في الوقت الذي تلوح فيه بوادر انتفاضة فلسطينية جديدة ضد إسرائيل. ونقلت صحيفة «جيروزاليم بوست»، عن «جلاؤون»، دعوتها لرئيس الكنيست، «بن أليعازر»، للطلب من «نتنياهو» أن يعرض أمام الكنيست الإجراءات التي قرر اتباعها لمنع الانتفاضة الثالثة، وأضافت: «في الوقت الذي يغرق فيه نتنياهو في مستنقع اتفاق ائتلاف حكومي فإن الأراضي الفلسطينية على وشك الانفجار بسبب الفشل السياسي والأمني للحكومة».

من جانبه، حاول رئيس الوزراء الإسرائيلي المُكلف، بنيامين نتنياهو، تجاوز شبح «الانتفاضة الثالثة» المُحتملة، واستغلالها سياسيًا من قبل خصومه السياسيين للتأثير على قدرته على تشكيل الائتلاف الحكومي، وبعث برسالة إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، عبر مبعوثه الخاص، إسحاق مولخو، يطلب فيها أن تهدئ السلطة الفلسطينية مُظاهرات الفلسطينيين.

وقال مسؤولون إسرائيليون، الأحد، لوكالة الأنباء الفرنسية، إن نتنياهو أمر أيضًا بتحويل الرسوم الضريبية لشهر يناير التي تجمعها إسرائيل نيابة عن السلطة الفلسطينية بعد أن احتجزتها، «حتى لا يكون عدم دفع أموال الضرائب التي تجمعها إسرائيل للفلسطينيين حجة للسلطة الفلسطينية بعدم تهدئة الوضع في مناطقها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية