x

النقل الثقيل.. وقت الراحة فى «البنزينة».. والصعيد خارج الخدمة

السبت 23-02-2013 23:50 | كتب: كمال مراد |
تصوير : محمود خالد

لايزال المنظر الذي رآه أمامه عالقاً بمخيلته، مشاجرة تنشب بين سائقى نقل على أولوية الحصول على السولار، بإحدى محطات تموين الوقود على الطريق الصحراوى، تنتهى بإخراج أحدهم سلاحاً أبيض ويسدده للآخر ليصيبه بجرح قطعي بالرقبة، فيسقط على الأرض غارقاً في دمائه.

شاب ثلاثيني يدعى سيد محمد، يعمل سائق نقل ثقيل على سيارة عملاقة لنقل البضائع بين المحافظات، على خط القاهرة - المنوفية، جلس على كرسى خشبى بجوار سيارته في انتظار تحميلها، حيث تقوم شركات النقل الثقيل المنتشرة بوسط البلد بشحن جميع أنواع البضائع والسلع التجارية لجميع المحافظات.

يقول وهو يضع يداً على الأخرى: «تعرضت لعدة مواقف صعبة على الطريق بسبب السولار»، اضطر سيد لشراء 5 لترات سولار بمبلغ 25 جنيهاً، حتى يتمكن من السير بسيارته، التي توقفت بمنطقة نائية، وخلال الأسبوع الماضى، اضطر لشراء صفيحة بمبلغ 75 جنيهاً، حتى يتمكن من العودة للقاهرة.

ينهى حديثه بلهجة كلها حزن: «أنا شايل هم السولار زى الأكل والشرب بالظبط»، أصبح الحصول على السولار حلماً يراود سائقى النقل الثقيل، الذين تعتمد عليهم حركة النقل والتجارة بين المحافظات.

داخل إحدى شركات نقل وشحن البضائع بمحافظة سوهاج تكدست البضائع من جميع الأنواع وملأت الطرقات، وأنهمك عدد من الرجال فى تحميل جرارات نقل عملاقة، متوقفة أمام الشركة، انشغل صاحبها في استلام البضائع من التجار، الذين تزاحموا على باب الشركة، يدعى محمد إبراهيم يقول: «شركات نقل البضائع هي شريان التجارة بين المحافظات»، تقوم هذه الشركات بنقل كل أنواع البضائع، ملابس، أحذية، بويات، مواد غذائية، وترتفع أسعار هذه البضائع فى المحافظات، في حالة تأخر وصولها، وهو ما يعكس أهمية هذه الشركات التي تنتشر في كل المحافظات.

يشير صاحب الشركة إلى الجرارات المتوقفة أمام الشركة ويقول: «قمنا بتزويد وتوسيع تنك الجرارات ليسع كمية أكبر من الوقود»، واضطرت شركات النقل الثقيل لتوسيع تنكات الوقود، لتسع كميات أكبر من السولار، حتى لا ينفد في الطريق، خاصة أن المحافظات تعانى من أزمات نقص وقود طاحنة».

أمام شركة أبناء أسوان لنقل البضائع، تجمع مجموعة من السائقين فى انتظار الانتهاء من تحميل البضائع، أحمد إسماعيل، أحد هؤلاء، شاب عمره 27 عاماً، يرتدى جلبابا صعيديا يقول: «بعد أسيوط لا يوجد سولار في الصعيد».

يعانى الصعيد من نقص شديد فى السولار، وهو ما يضطر سيارات النقل الثقيل إلى قضاء أوقات طويلة داخل محطات الوقود، تخرج هذه السيارات من القاهرة، بعد منتصف الليل، وتدخل للقاهرة عائدة من المحافظات قبل الساعة الرابعة صباحاً، وهو ما يجعل مواعيد تحركاتها غاية في الدقة، حتى لا تحصل على مخالفات مرورية، ولكن بعد أزمة السولار تبدل كل شىء.

قبل أن ينهي أحمد كلامه، قاطعه زميله محمد إبراهيم، وقال بانفعال شديد: «ما يحدث داخل محطات الوقود قلة أدب وبهدلة»، تسير عربات النقل الثقيل المحملة بالبضائع، في قوافل خلف بعضها خوفاً من السرقة، بسبب الانفلات الأمنى بعد الثورة، عندما ينفد السولار من سيارات النقل، تضطر لقضاء ساعات طويلة داخل محطات تموين الوقود، في صفوف طويلة قد ينفد السولار قبل حصولهم على نقطة واحدة منه، أو يستولي البلطجية والمسجلون عليه، أمام أعينهم بقوة السلاح، دون أن ينطق أحدهم بكلمة واحدة خوفاً من العقاب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية