x

«سيوة».. بوابة عبور «الترامادول الصيني» إلى مصر (تحقيق)

الأربعاء 20-02-2013 09:57 | كتب: أحمد عبد الفتاح |
تصوير : اخبار

بخبرة كبيرة في الدروب الصحراوية ومنطقة بحر الرمال الأعظم الواقع على الحدود بين مصر وليبيا مرورا بحقل الألغام الممتد بعرض 100 متر في تلك المنطقة راح قائد السيارة، القادمة من واحة جغبوب بشرق ليبيا والتي تقع على بعد نحو 150 كم من واحة سيوة عبر طرق ومدقات صحراوية، يجتاز الكيلومترات الستين التي تفصله من الحدود الليبية حتي واحة سيوة الواقعة علي الجانب المصري من الحدود لتصل السيارة قرية بهي الدين، أولى المناطق المأهولة بالسكان التابعة لواحة سيوة.

 

السيارة رباعية الدفع، تحمل نحو 100 ألف قرص من أقراص عقار «الترامادول» ذات تركيز  225 مليجرام صينية الصنع، والذي يعد المنتج الأكثر شعبية في تجارة المناطق الحدودية بين مصر وليبيا بعد تراجع كميات السلاح القادم من ليبيا إلى مصر والذي شهدت تجارته نوعا من الانتعاش بعد اندلاع الثورتين المصرية والليبية.

 

أدرج عقار «الترامادول» كجدول أول في العام الماضي، ضمن تصنيفات المواد المخدرة المحظور استعمالها إلا بتوصيات طبيب، بعد أن كان جدولا ثالثا، ووصل الأمر إلى معاقبة المتاجر والمهرب له بعقوبات تصل إلى الموبد والإعدام.

 

«المصري اليوم» حاولت طرق أبواب تلك التجارة الرائجة في المناطق الحدودية بين مصر وليبيا.

 

الحدود المصرية الليبية

 

«م.س» قائد سيارة الدفع الرباعي التي نقل الكمية التي سبق أن أشرنا لها في بداية تقريرنا، تحدث لـ«المصري اليوم» متناولا أسباب اتجاهه للعمل تلك الأنواع من التجارة وقال «بعد الثورة توقفت سوق السياحة والسفاري الذي كنا نعمل فيه،  واتجهنا للعمل في التهريب لدرايتنا الواسعة بالطرق الصحراوية ومنطقة بحر الرمال فبدأ البعض في تهريب السلاح، ومع تراجع كميات السلاح القادمة من ليبيا بدأ البعض في تهريب الترامادول».

 

يروي «م.س» أن تهريب «الترامادول» بدأ عبر واحة «سيوة» قبل عام تقريبا، مشيرا إلى أن أغلب كميات الترامادول القادمة من ليبيا «صينية المنشأ» تدخل إلى ليبيا بصورة قانونية دون جمارك ثم تهرب إلى مصر بأثمان بخسة.

 

 وبالرغم من عدم وجود إحصائيات حول كميات الترامادول المهربة من ليبيا إلى مصر عبر واحة سيوة إلا أن الكميات المضبوطة وانتشار «الترامادول» القادم من الصين والمهرب عبر ليبيا إلى مصر تشير جميعها أن الكميات المهربة عبر الواحة تكاد تكون خيالية.

 

اللواء مدحت النحاس قائد المنطقه الغربيه العسكريه، قال لـ«المصري اليوم» إن قوات حرس الحدود استطاعت خلال العام الماضي إحباط محاولات تهريب كميات كبيرة من عقار «الترامادول» القادم من ليبيا عبر واحة سيوة وصلت إلى ملايين الأقراص وكانت أكبر تلك العلميات في شهر يوليو من العام الماضي حين استطاعت قوات حرس الحدود إحباط محاولة تهريب مليون و 600 ألف قرص ترامادول قادم من ليبيا عبر سياريتن «لاند كروزر» إلا أن المهربين وقتها استطاعوا الفرار في إحدى السيارتين والعودة إلى ليبيا وترك «الترامادول» في السيارة الأخرى.


الحدود المصرية الليبية


الظروف اجتمعت لتجعل من واحة سيوة مركزا لتهريب وتجارة «الترامادول» خاصة الصيني منه في مصر، فموقعها الجغرافي النائي القريب من الحدود الليبية ووقوعها علي حدود منطقة بحر الرمال، يصعب على قوات الشرطة والجيش التحرك فيها ومراقبتها بشكل كامل في حين أن أبناء الواحة وخاصة العاملون منهم في مجال السفاري لديهم خبرات واسعة في التنقل في تلك المناطق ودروبها الصحراوية بصورة جعلت من سيوة النقطة الأهم في تهريب «الترامادول الصيني» إلى مصر.

 

شجعت كذلك العوائد الخيالية من تلك التجارة العديد من العاملين في مجال السفاري بعد كساد سوق السياحة في الواحة عقب الثورة، حيث أصبح المهرب يتقاضى في حدود 30 ألف جنيه، وفق أحد المهربين، عن كل عملية، فشريط الترامادول المحتوي على 10 أقراص تركيز 225 مليجرام يتم شرائه من ليبيا بنحو 5 جنيهات مصرية في حين يباع جملة في حدود 20 جنية للشريط ويصل إلى المستهلك في السوق السوداء بنحو 5 جنيهات للقرص الواحد.

 

«محمود» أحد سكان الواحة المنتمين إلى التيار السلفي، وعلى الرغم من ذلك يتاجر في عقار «الترامادول»، مؤكدا في حديثه لـ«المصري اليوم»، «كيف نحرم ما أحل الله فالترامادول عقار طبي ويستخدم كمسكن للآلام وعلاج للضعف الجنسي عند الرجال وقد استفتينا فيه مشايخنا وأفتونا بجواز التجارة فيه»، رافضا الإفصاح عن أسماء هؤلاء المشايخ.

 

وعند سواله عن مدى علمه بتجريم الاتجار وتهريب الترامدول قانونا قال محمود «لا يستطيع القانون أن يحرم ما أحل الله وما دام الأمر حلال فلا يهمنا قانون أو غيره».


حبوب الترامادول


«المصري اليوم» حصلت على شريط «ترامادول» من نوعية Tramadol 225  والمعروف شعبيا باسم «فراولة»، بسبب لونه الأحمر، مصنوع في الصين ومهرب إلى الواحة قادما من ليبيا بسعر 20 جنيه للشريط، وبعرضه على الدكتور عبد المجيد محمد أخصائي الطب النفسي وعلاج الإدمان أكد أن المادة الفعالة في ذلك العقار هي Tramadol HCL، وهي أحد مشتقات الترامادول الشهيرة والشعبية، وحول الآثار التي تنتج عن أستخدامه، أكد أن استخدام «الترامادول الصيني» غالبا ما يصاحبه ظهور أعراض كالتشنجات وحالات مشابهة لحالات الصرع وزيادة كهرباء المخ حتى مع استخدام تركيزات منخفضة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية