قالت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن السكان الإسرائيليين في الشمال، خاصة في الجليل الأعلى وهضبة الجولان المحتلة يعيشون في حالة قلق وتوتر بسبب تدهور الأوضاع الأمنية على الحدود مع سوريا. ونقلت الصحيفة عن رئيس بلدية «كريات شمونة» قوله إن بلديته تأكدت من جاهزية الملاجئ في المدينة.
وعاد الملف السوري ليطرح نفسه بقوة مرة أخرى على أجندة الحكومة الإسرائيلية الحالية، ما يُشير إلى أنه قد يكون القضية الأولى التي سيتوجب على الحكومة المقبلة اتخاذ قرارات حاسمة بشأنها، ففيما كان وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، والرئيس شيمون بيريز يتحدثون في مؤتمر «دافوس» الاقتصادي عن أهمية التدخل الخارجي في سوريا، يعقد «نتنياهو» في تل أبيب اجتماعات أمنية «استثنائية» لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا، بينما تقوم قوات الجيش الإسرائيلي بنصب بطاريات «القبة الحديدية» في تل أبيب ومدن الجبهة الشمالية، المواجهة لسوريا ولبنان.
ونقلت «معاريف»، الثلاثاء، عن رئيس بلدية «كريات شمونة»، قوله: «أتابع الأخبار لحظة بلحظة ونستعد لما هو قادم»، مشيرًا إلى إرساله في الآونة الأخيرة دعوات إرشاد لرؤساء السلطات المحلية يدعوهم فيها للاستعداد الجيد من أجل النزول إلى الملاجئ وقت الطوارئ.
وقال رئيس البلدية إن بلديته قامت بفحص كل الملاجئ الموجودة في المناطق الشمالية، فيما تعمل البلدية على تأهيل عدد من الملاجئ التي ما زالت بحاجة إلى أن تكون جاهزة وقت الطوارئ.
وقالت صحيفة «معاريف»، الاثنين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي أوفد «على وجه العجل»، مستشاره للأمن القومي، يعقوب عميدرور، إلى موسكو، لبحث قضية الأسلحة الكيماوية السورية مع المسؤولين الروس، من بينهم وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، ومستشار الأمن القومي، نيكولاي بيتروشف، وأضافت الصحيفة أن «عميدرور» سيطالب المسؤولين الروس بالعمل على منع تسرب أسلحة كيماوية سورية إلى ما وصفته بـ«منظمات إرهابية».
وتتخوف إسرائيل من تسرب أو نقل الأسلحة الكيماوية السورية إلى أيدي حزب الله اللبناني أو تنظيمات أخرى معادية لإسرائيل، في حال سقوط النظام السوري.
وأجرى «نتنياهو» خلال الأيام الماضية عدة اجتماعات مكثفة و«استثنائية» مع القيادات الأمنية الإسرائيلية، لمناقشة تطورات الأوضاع في سوريا. كما التقى بالسفير الأمريكي لدى إسرائيل، دان شابيرو، لمناقشة الموقف معه.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن «الجهات المختصة في القدس (المُحتلة) تواصل متابعة الأحداث في سوريا بترقب لاسيما تدهور مكانة نظام بشار الأسد».
وطالب الرئيس الإسرائيلي، شيمون بيريز، الجامعة العربية، في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي العالمي، في منتجع «دافوس» السويسري، بإرسال قوة عسكرية عربية إلى سوريا لتدعيم حكومة انتقالية هناك، كما طالب وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، في كلمته أمام المؤتمر، بوجود تدخل دولي في سوريا.
ونصب الجيش الإسرائيلي، الأحد، بطاريات تابعة لمنظومة «القبة الحديدية» الدفاعية المضادة للصواريخ، في مدينة تل أبيب، ومدن خاضعة للجبهة الشمالية العسكرية، المُختصة بالحدود مع سوريا ولبنان، إلا أن مصادر في الجيش الإسرائيلي نفت أن يكون لها علاقة بما يحدث في سوريا.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ونائب رئيس الوزراء، وأحد أبرز المُرشحين لتولي وزارة الدفاع في الحكومة المقبلة، موشي يعالون، قوله: «إسرائيل تتابع تطورات الوضع في سوريا عن كثب.. قلقنا يتعلق بمصير الأسلحة الكيماوية والاستراتيجية الموجودة في سوريا»، وعن احتمالية توجيهه ضربة عسكرية لسوريا في حال توليه وزارة الدفاع قال «يعالون»: «إسرائيل تتصرف حين تشعر أنها مهددة، لكننا غير معنيين بالتدخل في سوريا».