x

وقائع التحقيق فى تعذيب «محاسب» حتى الموت فى الجيزة

الإثنين 28-01-2013 20:27 | كتب: محمود عطا الله |
تصوير : محمد كمال

حصلت «المصرى اليوم» على نص التحقيقات فى قضية تعذيب مواطن حتى الموت داخل حجز قسم شرطة الجيزة، ما تسبب فى تجمهر أهالى منطقة المنيب أمام القسم محاولين اقتحامه للانتقام من الضباط. وأكد تقرير مصلحة الطب الشرعى أن الضحية ويدعى سعد سعيد سالم، محاسب، تعرض «للتعذيب والسحل والضرب حتى الموت، وتلاحظ وجود كدمات بالعينين اليمنى واليسرى وسحجات بالرأس والوجه أدت إلى الوفاة». وأضاف التقرير الذى يحمل توقيع الطبيب محمد نبيل سلمان أن الإصابات لا يمكن أن تحدث من قبيل المصادفة ويجوز حدوثها جراء الضرب بكعب طبنجة كما ورد بمذكرة النيابة العامة فى نفس توقيت الحادث، وأن السحجات الموجودة بمنطقة الظهر نتجت عن الاصطدام والاحتكاك بجسم صلب.

واستمعت النيابة لأقوال عدد من شهود العيان من الجيران والمحتجزين داخل قسم الشرطة. وقال ممدوح محمد مرسى، 30 سنة، صاحب مخبز: «كنت واقف قدام محل ألبان بشارع عمرو بن العاص لقيت الحكومة جت وبعد كده دخلوا بيت (سالم) وسمعت صوت ضرب نار من فوق البيت ولقتهم نازلين ومعاهم الضحية وضربه الضابط هشام عبدالجواد على دماغه بالطبنجة فوقع (سالم) على الأرض وفضلوا يضربوا فيه بالعصيان اللى معاهم وخدوه وهما بيجروه على الأرض فى الشارع لحد سيارة الشرطة، وكان فيه أمين شرطة اتصاب بعد ما طلعت طلقة من بندقية كانت مع أحد العساكر وجت فى أسفل بطنه تقريباً وسمعت العسكرى بيقول للظابط (أنا آسف يا فندم هى طلعت غصب عنى)، وبعد يومين عرفت أن الأمين المصاب اتهم (سالم) بأنه هوه اللى ضربه».

وأضاف والد الضحية، مدير مالى مساعد بشركة المقاولون العرب: كنت فى البيت ومعايا «سالم» دخلت الحمام وسمعت أصوات عالية فخرجت لقيت الحكومة على باب الشقة وماسكة ابنى فخرجت عشان أقول لهم إنه مالوش دعوة بالأحداث اللى حاصلة، لقيت الظابط اللى اسمه هشام عبدالجواد بيزقنى فوقعت على الكنبة، شتمنى وقال لى: أنت مالك، وضربنى على وش 4 مرات، كما ضربنى بطبنجته على راسى، وسابنى وخده، ونزلوا على السلالم، فدخلت عشان أغير هدومى بسرعة ونزلت مالقتش «سالم» تحت البيت، ولقيت المأمور واقف عند الشارع ورحت أتكلم معاه وأقوله ابنى مالوش دعوة، قال لى: بعدين نبقى نشوف الموضوع ده، وبعدها روحت على القسم وقابلت الظابط هشام عبدالجواد وعاتبته على اللى عمله فوق فى البيت، وقلت له إن إحنا ناس كويسين، وابنى مالوش دعوة بالقصة دى.

وتابع: أنا قابلت ابنى فى النيابة قبل ما يتحقق معاه، وقال لى: أنا اضربت جامد، فقلت له: مين اللى ضربك، قال لى: الحكومة هى اللى ضربتنى، وانت شفت بنفسك اللى جم وضربوك وانت فى البيت، بعد كده أنا رحت بيتنا وجانى خبر وفاته يوم 25 نوفمبر الماضى، وأنا أتهم الظابط هشام عبدالجواد إن هو اللى ضرب ابنى واتسبب فى موته.

واستمعت النيابة لأقوال 3 من المحتجزين فى قسم الشرطة وقال أحدهم: أنا كنت قاعد فى الحجز محبوس على ذمة القضية وبعد كده وأنا قاعد دخل علىَّ «سالم» وكان معه 3 أشخاص، وعرفنا بعد كده أنهم محبوسين فى القضية بتاعة المنيب، ولقينا «سالم» ماسك بطنه وطلبنا حد ييجى يكشف عليه أكتر من مره لكن ما حدش سأل أو عبرنا.. وكان تعبان وقتها، وبعدها نام، لقينا ناس بتحاول تشوفه وتصحيه ولقيوه مات، وكان عليه آثار ضرب، بس معرفش مين اللى ضربه.

وأكدت أجهزة الأمن فى تحرياتها أن مشاجرة وقعت فى منطقة المنيب، وانتقلت قوات الشرطة إلى المكان، وألقت القبض على عدد من المتهمين بينهم الضحية الذى حاول الفرار وأطلق النار على أمين شرطة وأصابه بطلق نارى، وعقب إيداع المتهمين حجز القسم لحين عرضهم على النيابة طلب الضحية طبيباً، وقال إنه يعانى من الألم فى البطن، وأرسلنا خطاباً لمسؤولى مستشفى أم المصريين لإحضار طبيب لتوقيع الكشف عليه، وردوا بأنه لا يوجد طبيب فى المستشفى فى ذلك التوقيت لإرساله، وأمرت النيابة باستدعاء الضابط المتهم لسؤاله فى الاتهامات المنسوبه إليه، ونفى ما وجهه إليه الأب، وقال إنه لم يتعد على الضحية أو الأب بالضرب، وقررت النيابة إرسال أوراق القضية إلى النائب العام للتصرف فيها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية