اشتد الغضب داخل نادى الزمالك، وزادت حالة الغليان ضد مجلس الإدارة برئاسة ممدوح عباس، بعد التصالح فى قضية «جدو» لاعب الأهلى، والتنازل عن حقوق النادى.
وعقد مجموعة من رؤساء النادى السابقين ورموزه جلسة مساء أمس ، داخل النادى، لمناقشة تردى الأوضاع، حضرها كل من المستشار (مرتضى منصور والمستشار جلال إبراهيم والدكتور محمد عامر) رؤساء النادى السابقين، بالإضافة إلى "عماد شرف" عضو المجلس السابق، والإعلامى "كامل البيطار" والمستشار "مجدى شرف" وعدد من أعضاء الجمعية العمومية البارزين، وتم خلال الجلسة إقناع مرتضى منصور بعدم التقدم ببلاغ للنائب العام حالياً، انتظاراً لما ستسفر عنه القضية المنظورة أمام القضاء يوم 15 سبتمبر المقبل، واتخاذ القرار السليم بعد مناقشة أعضاء الجمعية العمومية المقرر انعقادها أواخر الشهر المقبل.
ويواصل الرموز جمع توقيعات أعضاء الجمعية العمومية لإسقاط مجلس الإدارة فى الجمعية العمومية المقبلة، المقررة يوم 23 سبتمبر المقبل.
وتساءل الرموز ومعهم عدد كبير من الأعضاء داخل النادى: إذا كان التنازل بسبب التزوير فى العقود، وخوفاً على "حازم إمام" و"علاء مقلد" و"وليد بدر" المتهمين فى القضية، ومن ثم رئيس النادى الذى تحمل العقود توقيعه، فإن الأمر يتطلب محاسبة من ارتكبوا هذا الفعل، وكل الذين شاركوا فيه ووافقوا عليه، وكشفهم أمام الرأى العام، بل والتخلص منهم، حتى لو وصل الأمر إلى الاستقالة والإقالة
أما إذا كان التنازل قد تم فى إطار صفقة، وتسبب المجلس من خلالها فى إهدار حقوق وكرامة النادى، فإن الأمر كذلك لا يمكن السكوت عليه، ويتطلب محاسبة المسؤولين عما وصفوه بـ«الهزيمة القاسية والمدوية»، والتى أساءت للنادى الكبير.
وطرح عضو فى مجلس الإدارة «رفض ذكر اسمه» نفس التساؤلات، وطالب بكشف الحقيقة أمام الرأى العام ومحاسبة كل من تسبب سواء فى التزوير بالعقود أو فى إهدار حقوق النادى، وأيد ما ذكره زميله "صبرى سراج"، عضو المجلس، فى إحدى الجلسات، من أن هذه القضية لابد أن تتبعها استقالات وإقالات.
وفى هذا الإطار، دعا المستشار مجدى شرف، وكيل النادى الأسبق، رئيس وأعضاء مجلس الإدارة للاستقالة بعد فشلهم فى مهمتهم، وجر النادى إلى نفق مظلم حتى وصل الأمر إلى إهدار كرامة النادى فى قضية «جدو»، وتهديد مسؤولين بالحبس لأول مرة فى تاريخ النادى وقال " تلقيت اتصالات عديدة من عدد كبير من أعضاء النادى لتبنى مبادرة الدعوة لإسقاط مجلس الإدارة فى الجمعية العمومية المقررة الشهر المقبل، برفض الميزانية والدعوة لعقد جمعية طارئة بعدها بـ45 يوماً لسحب الثقة من المجلس، لكنه دعا أعضاء الجمعية العمومية لانتفاضة لإكمال النصاب القانونى ومحاسبة المجلس على التفريط فى حقوق النادى وعدم وفائه بوعوده الانتخابية .
وتساءل أين وعود عباس بالانتهاء من المبنى الاجتماعى خلال ثمانية أشهر، وقد تحول إلى «حفرة» استمرت سنوات؟! وأين وعود عباس وحربه ضد «الجرذان» فى أزمة أحمد عيد عبدالملك؟! وأضاف متسائلاً: لماذا يرعد ويبرق مجلس الإدارة فى المؤتمرات الصحفية ويتوعد، وفى النهاية ينتهى الأمر إلى مجرد فرقعة إعلامية وتصريحات غير مسؤولة، والخاسر الوحيد هو نادى الزمالك وأعضاؤه وجماهيره.
وقال مجدى شرف: أحب أن أوجه سؤالاً لرئيس النادى: من دفع المليون ومائتى ألف جنيه لـ«جدو»، ومن سدد المليون جنيه قيمة الغرامة الموقعة على اللاعب من اتحاد الكرة؟، وإذا ثبت صحة ما تردد عن دفع عباس المبلغ من جيبه الخاص لإنقاذ بعض المسؤولين من خطأ فادح بملء فراغات فى عقد «على بياض» يعاقب عليه القانون بالغرامة والإيقاف وفقاً للمادة 340 من قانون العقوبات، فلابد من محاسبتهم جميعاً، وأليس من باب أولى سداد متأخرات الرواتب الشهرية للاعبى اليد والسلة؟!
فيما أكد الدكتور محمد عامر رئيس النادى الأسبق أن حالة الغضب الشديد تجاه مجلس الإدارة ليس بسبب أزمة جدو فقط، إنما نتيجة تراكم أخطاء للمجلس وصلت إلى ذروتها وإلى درجة لا يمكن السكوت عليها، وقال إنه يفضل الصمت حتى لا يتهم بالسعى لتحقيق مكاسب شخصية.
واتهم الدكتور كمال درويش رئيس النادى الأسبق، ممدوح عباس بالغرور بعد نجاحه فى انتخابات مشكوك فى صحتها، واعتقاده بأنه قادر على تحريك الأمور وفقا لرؤيته دون العودة لأحد، وهو ما يدفع النادى ثمنه الآن، وقال عباس استبعد حتى أعضاء مجلس إدارته، مبديا اندهاشه من تصريحات رؤوف جاسر بأن أحداً لم يخطره بقرار التصالح وعلم به عبر وسائل الإعلام، والأولى به الرحيل بدلاً من الاكتفاء بالمشاهدة.
وراهن درويش على الجمعية العمومية التى سبق وطرحت الثقة فى الراحل حسن حلمى، وطالب جميع الرموز بعدم الحديث عن بلاغات، وإنما حشد جهودهم لمطالبة أعضاء الجمعية العمومية بالحضور يوم 23 من الشهر الجارى ورفض الميزانية وما يشوبها من مشاكل بعد رفع الرواتب السنوية للاعبين وبأسلوب مبالغ فيه، وبيع المحال التجارية بالأمر المباشر خلافا للقانون وغيرها من المخالفات. ومن جانبه تحدى ممدوح عباس رئيس النادى جميع من طالبوا الجمعية العمومية بالانعقاد، وقال بالحرف الواحد خلال لقائه ببعض الأعضاء «مفيش حد يقدر يجمع أعضاء الجمعية العمومية غيرى»، وأكد أنه اتخذ القرار الصائب فى أزمة جدو لصالح النادى.
فيما تسأل صبرى سراج عضو المجلس، من هم رموز النادى والذين يتردد أنهم سيجتمعون بالنادى لطرح الثقة فى المجلس، وقال: فى النادى الأهلى يساندون المجلس فى قراره، ولكن فى الزمالك الكثيرون يتربصون بالمجلس لتصفية حسابات شخصية وليس بحثا عن الصالح العام.
يأتى ذلك فى الوقت الذى سادت فيه حالة من الارتباك والخوف داخل النادى من دخول أى كاميرا سواء تليفزيونية أو صحفية خوفاً من قيام مرتضى منصور رئيس النادى الأسبق بجمع الأعضاء حوله، وكشف سلبيات المجلس لوسائل الإعلام.
وقامت إدارة الأمن بالنادى بمعاقبة سبعة من أفراد الأمن الخميس الماضى لسماحهم للكاميرا الخاصة بإحدى القنوات الفضائية بالدخول إلى النادى والتسجيل مع الأعضاء للهجوم على ممدوح عباس وأعضاء مجلس الإدارة بسبب قرار التصالح مع جدو.