استقبل أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة، الأربعاء، الرئيس حسنى مبارك، الذى وصل العاصمة القطرية الدوحة فى ثانى محطات جولته الخليجية.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن زيارة الرئيس للدوحة، ولقائه أمير قطر، طوت صفحة خلافات استمرت سنوات بين البلدين، مشيرة إلى أنها ستحمل ما وصفته بـ«أنباء سعيدة» للعمالة المصرية ومعتقلين مصريين بالدوحة.
كان الرئيس مبارك قد وصل الأربعاء، إلى العاصمة القطرية، في زيارة تستغرق يومين في إطار جولة خليجية شملت حتى الآن الإمارات وتختتم الخميس بالبحرين، حرص خلالها الرئيس على المبيت بالدوحة.
وطبقا لمصادر مصرية مقربة من المحادثات فقد طوت زيارة الرئيس مبارك للدوحة صفحة خلافات استمرت عدة سنوات بين البلدين، على خلفية قضايا ثنائية واقليمية أهمها تباين الرؤى حول الملف الفلسطيني ودخول قطر على خط الأزمة بدارفور، حيث تعتبر مصر الدخول على الملفين من أهم نقاط الخلافات باعتبارهما ملفين مصريين بامتياز.
وقالت المصادر في تصريحات خاصة لـ«المصري اليوم»، إنه جرت خلال الشهور الأخيرة محاولات تقارب بين البلدين حركت المياه الراكدة في علاقاتهما، وتمثل ذلك في تطابق مواقف البلدين في العديد من القضايا خاصة ملف تطوير الجامعة العربية ودعم قطر للأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، فضلاً عن موقف القيادة القطرية من العمالة المصرية بقطر واحتضانها لها وعدم انعكاس هذه الخلافات على أوضاع تلك العمالة حيث استمر فتح باب التأشيرات لها في ظل توجيهات مباشرة من الأمير الشيخ حمد نفسه بضرورة الاهتمام بهذه الشريحة من العمالة ورعايتها، وهو الامر الذي قوبل بإكبار من قبل القيادة المصرية خاصة الرئيس مبارك.
وتحدثت المصادر عن ما وصفته بـ«أخبار سعيدة» للعمالة المصرية بقطر ستترتب على تلك الزيارة، وكذلك أخباراً سارة لعدد من المعتقلين المصريين بقطر خاصة فيما عرف مؤخراً بـ«قضية التجسس الاقتصادي» التي اتهم فيها اثنان من المصريين العاملين بقطر، حيث حرص الرئيس مبارك على طرح هذا الملف على أمير قطر في إطار أخوي وإنساني، ووعد الأمير الرئيس مبارك خيراً خاصة مع قرب محاكمة الاستئناف لهما.
وقالت المصادر إن مباحثات الرئيس مبارك مع أمير قطر تناولت العديد من الملفات، وإلى جانب القضايا الإقليمية والوضع في فلسطين والسودان والعلاقات العربية مع إيران، كان الشق الثنائي الاقتصادي هو الأبرز حيث وعد أمير قطر بتوجيه الشركات التابعة لصندوق الثروة السيادية القطرية خاصة شركتي «الديار» و«بروة» على تكثيف استثماراتهما بمصر خاصة أن لهما بالفعل مشروعات كبيرة بها، وكذلك العمل على تيسير دخول الصندوق القطري على خط شراء بعض الشركات المصرية العامة التي قد تطرح للبيع قريباً على نسق ما قام به الصندوق القطري من ضخ استثمارات ضخمة قدرت بخمسة عشر مليار دولار مؤخرا في مؤسسات ومشاريع في أوروبا وأسيا خاصة في بريطانيا واليونان وألمانيا واندونيسيا وماليزيا وغيرها.
وأوضحت المصادر أن الرئيس مبارك طلب من أمير قطر كذلك تيسير دخول الشركات المصرية خاصة الحكومية ومنها المقاولون العرب و«حسن علام» و«النيل للطرق» إلى السوق القطرية العملاقة في مجال المقاولات والتشييد، خاصة إذا فازت الدوحة بتنظيم نهائيات كأس العالم 2022، حيث رصدت الحكومة القطرية مائة مليار دولار لهذا الحدث في مجال البنية التحتية وإنشاء عدد كبير من الملاعب والفنادق الأمر الذي يفتح مجالاً خصباً للشركات والعمالة المصرية.
وفي هذا الصدد أكد الرئيس مبارك دعمه للملف القطري، موضحاً أنه أعطى توجيهاته بتصويت مصر لصالح الملف القطري باعتبارها عضوا في لجنة الاختبار بالفيفا، كما وجه بضرورة تقديم كافة الخدمات الاستشارية والفنية للوفد القطري والتنسيق معه، حيث اعتبر فوز قطر مكسبا لجميع الدول العربية.
وقالت المصادر نفسها إنه قاد هذه المصالحة المصرية القطرية باقتدار وزير التجارة والصناعة المكلف بوزارة الاستثمار المهندس رشيد محمد رشيد، والذي قام في خلال الشهرين الأخيرين بزيارتين متتاليتين إلى قطر التقى خلالهما الأمير الشيخ حمد حيث تربطه علاقات شخصية قوية به، وأضافت أن القيادة القطرية أبدت عتبها لعدم قيام الرئيس مبارك بأي زيارة للدوحة منذ العام 2006، وهو ما نقله رشيد للقيادة المصرية التى رحبت بالزيارة وتم الإعداد لها في اطار الجولة الخليجية.
وتشير المصادر الى أن أمير قطر تحدث خلال مقابلتيه مع المهندس رشيد عن تقديره وحبه للرئيس مبارك وللشعب المصري، رغم عتبه على بعض الصحفيين والمسؤولين المصريين، مؤكداً له أن ثقافته مصرية بالأساس وأنه تأثر في فترة شبابه بالمد القومي الذي قاده الرئيس جمال عبدالناصر في الستينات، قائلاً: «الكثيرون يصنفوني حتى الآن ناصرياً».