مكالمة تليفونية منذ أربعة أعوام بين المخرج عمرو عرفة والسيناريست نادر صلاح تحدد فيها موعد مع عادل إمام، وكانت المقابلة قصيرة ومحددة طلب فيها عادل فكرة فيلم جديدة ومختلفة، ولأن نادر كان يكتب لأبناء جيله من الشباب فقط، طلب مهلة عدة أسابيع لتحضير فكرة تناسب خبرة عادل إمام ومرحلته السنية، وكانت فكرة عقوق الأبناء للآباء التى تبلورت بعدما أعجبت إمام، لتصبح فكرة فيلم «زهايمر» الذى تأجل تنفيذه لعدة أسباب.
«المصرى اليوم» حاورت مؤلف الفيلم نادر صلاح الدين الذى كشف العديد من أسرار «زهايمر» وعلاقتة بعادل إمام.
■ كيف أقنعت عادل امام بأن يغير جلده تماما فى الأداء والشخصية؟
- عادل كان يتمنى أن يغير من نفسه، ولم يكن يرفض أن يقدم نفسه بجرأة لذلك قال على فيلم «زهايمر» «هعمله يعنى هعمله دا بتاعى» ولابد من الاعتراف بأنه يمتلك جرأة غير عادية جعلته يتخلى عن صورته المميزة والمتراكمة على مدار سنوات طويلة كان فيها نجم السينما الذى يظهر قويا وجذابا ومعشوقا للنساء، فقبل أن يظهر فى «زهايمر» مقهورا ضعيفا مريضا، ولا ننكر أننا جميعا كنا فى حالة رعب خوفا من صدمة الجمهور، إلا أنهم انبهروا بعادل وبجرأته فى التغيير.
■ لماذا استخدمت تكنيك الاختلاف بين عالمين: عالم فى النصف الأول للفيلم، ثم ينقلب لعالم آخر تماما فى النصف الثانى؟
- طبعا كان لابد من تغيير تكنيك السيناريو ليتناسب مع حداثة الفكرة والشكل الذى يظهر به الأبطال، وفكرة وجود عالمين متضادين متبعة فى الأفلام الأجنبية ونفذت فى بعض الأفلام المصرية، لكنها إذا لم تنفذ بحرفية، تشتت الجمهور ولا يتقبل فكرة انقلاب الأحداث بشكل كامل.
■ لكنك حولت الفيلم فجأة من قمة التراجيديا إلى قمة الكوميديا.
- هى مغامرة، وكل أبطال الفيلم كانوا يستشعرون خطرها وعلى رأسنا عادل إمام، لكن توقعنا أن يستوعب الجمهور الأمر، ويبكى فى بداية الفيلم على الرجل الطيب المقهور الذى لا يريد الاعتراف بالمرض ثم يستسلم للمرض والعلاج بعد أن يصل لمرحلة اليأس، وهذه التراجيديا دفعت الناس لأن يتمنوا أن يكون البطل غير مريض وبالتالى هذا شحن لهم لاستقبال الضحك بمجرد وصول البطل لحقيقة أنه غير مريض، وهذا ما راهنا عليه «الشحنة السالبة وهى التراجيديا ثم الاصطدام بالشحنة الموجبة وهى الكوميديا».
■ ابنا عادل إمام لم تتضح شخصيتهما ولم يبرر السيناريو محاولتهما تدمير والدهما وإيهامه بمرض ألزهايمر من أجل الحصول على أمواله؟
- نحن نقدم فيلماً سينمائياً وشخصيات درامية فنية، وليس فيلما تسجيليا عن عقوق الأبناء، وأعترف أن الابنين لم يظهرا كمجرمين يتعمدان إيذاء أبيهما، لكن كان لديهما عدة مبررات تقنعهما بما فعلاه أولها أنهما مدانان للبنوك وسيتعرضان للسجن إن لم يسددا الدين، كما أن الشر شيئ نسبى، فهما لا يستوعبان أن ما يفعلانه شر، وكانت الحجة أنهما فى النهاية سيرثان كل شىء، كما أن الدواء الذى يتناوله أبوهما ويظهره كمريض زهايمر غير ضار وسينتهى مفعوله بانتهاء تعاطيه.
■ عقاب الأب لابنيه بعد اكتشافه المؤامرة كان ضعيفا وتمثل فى أن «يحميهم ويصطاد بط ويغرقهم ويلاعبهم ملاكمة».
- أولا وأخيرا هو أب، ومهما كان عقابه لأبنائه لا يمكن أن يؤذيهم، واختيار تلك الوسائل فى العقاب جاء بسبب أنهم «فبركوا» له صورا وهو يلاكم أحد الأشخاص ويصطاد بطاً، ولهذا أراد أن يكون العقاب من جنس العمل وبنفس الطرق التى حاولوا أن يوهموه بها أنه مريض.
■ لماذا اعتقد البعض أن الفيلم مدته قصيرة وكان يجب أن يكون أطول من ذلك؟
- فعلا فوجئت بكثير من الآراء تقول إن الفيلم قصير رغم أن مدته الفعلية ساعتان إلا الربع تقريبا وهذا وقت طويل على الشاشة، وهذا يعنى أن الناس لم تمل من الأحداث، وهذا من حيث التقييم الدرامى والفنى فى صالح الفيلم ويدل على أن الناس ما زالت فى حالة اشتياق للكوميديا والتراجيديا فى فيلم واحد.
■ مشاهد السفر للبنان لإتمام صفقة المخدرات مقحمة، وظهر أن الهدف منها تغيير مكان التصوير؟
- لا أنكر أن مشاهد لبنان كان يمكن أن تتم فى مصر أو فى أى دولة، لكن فضلت لبنان لأوضح بعض معالم صفات الأب الذى كان تاجرا للأقمشة فى الموسكى وله علاقات خارج مصر خاصة فى لبنان التى كانت مشهورة بتصدير الأقمشة، كما أن لبنان كموقع تصوير أضاف لشكل الفيلم وهذه عناصر بصرية ضرورية.