قال الكاتب والمحرر ريتشارد بيهار في مجلة «فوربس» الأمريكية، إنه كان يجب على الرئيس محمد مرسي تعلم الدرس منذ أسبوعين، وهو «ألا يحاول عض اليد التي يحتاجها لمساعدته في إطعام بلده»، بعد تصريحاته التي قالها في فيديو يعود تاريخه إلى 2010 عن مقاطعة الولايات المتحدة، ووصفه لليهود بأنهم «قردة وخنازير».
وأشار إلى أن المشاحنات حول فيديو مرسي استمرت بعد الكشف عن الفيديو، بعد أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في عددها يوم 14 يناير الجاري عن خطاب آخر لمرسي، أيضا عام 2010، يدعو فيه المصريين إلى تربية أبنائهم وأحفادهم على كراهية اليهود والصهاينة، وهو ما دعا إدارة أوباما فيما بعد إلى إدانة مرسي الذي سارع إلى تفسير تصريحاته بأنها «اقتطعت من سياقها» من خلال وسائل الإعلام.
وأضاف «بيهار» أن «معاداة السامية ومعاداة الأمريكيين ليست أشياء سهلة يمكن إخفائها عندما يتعلق الأمر بكراهية الولايات المتحدة وإسرائيل واليهود عموما، كما يفعل مرسي وجماعته الإخوان المسلمين».
وأشار إلى أن «فوربس» اكتشفت أن هناك أدلة من تصريحات مرسي نفسها وظهرت على الموقع الرسمي للإخوان المسلمين باللغة العربية ويعود تاريخها إلى 2004، واصفًا إياها بأنها «تمتلئ بالكراهية ونادرًا ما التفتت لها وسائل الإعلام الغربية من قبل ومنها ما يظهر مرسي يتلاعب بالصدق كأنه مهرج يسير على حبل».
وقدم الكاتب صورة من مقطع فيديو لمرسي وكان المذيع يسأله بوضوح بشأن ما قاله عن عمله كمستشار لوكالة «ناسا» في الثمانينات، وإنكار مرسي بالكامل لهذا الموضوع رغم أن المذيع التلفزيوني قدم سيرة مرسي الذاتية وقرأ منها على الهواء، مشيرًا إلى أن هذه السيرة الذاتية نفسها مازالت منشورة على موقع الإخوان الرسمي.
ونشر بيهار، المتخصص في التحقيقات، ما قاله المتحدث باسم «ناسا» جوشوا باك إنه «من المحتمل أن يكون مرسي قد عمل متعهدًا لمكوك فضاء، لكن لا يمكن للوكالة التأكيد على ذلك أو نفيه بسبب دخول وخروج عدد من الشركات بسبب عمليات الدمج التي حدثت منذ ذلك الوقت»، فيما أوضح المحرر بـ«فوربس» أن «ناسا» لا تحتفظ أبدًا بسجلات مستشاري مكوك الفضاء لأسباب أمنية قومية.
ونشر «بيهار» أيضا مع مقاله في «فوربس» صورتين من مقطعين فيديو مختلفين، الأولى للرئيس مرسي وهو يقول إن من «أهم إنجازاته العمل كمستشار لوكالة ناسا»، والصورة الثانية لمرسي وهو ينفي نفيًا قاطعًا أن يكون قد قال أو كتب ما يفيد إنه عمل في «ناسا»، وقال إن هذا «لم يحدث على الإطلاق».
وأشار الكاتب والمحرر إلى أن مرسي الذي ينتظر لبلاده قرضًا من صندوق النقد الدولي وإتمام صفقة أمريكية لإرسال طائرات «إف-16» إلى مصر يستعين بمتحدث رسمي لتفسير ما يقوله، بدءًا من «كوكب القرود» إلى صواريخ «ناسا»، موضحًا أن إدارة أوباما كان يجب أن تمنع تلك الصفقة، لولا أنها أبرمت في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، ولم يستطع نواب الكونجرس الجمهوريين وقف أموال المساعدات إلى مصر رغم الفيديو المعادي لليهود رغم مشاحناتهم مع إدارة أوباما.
وقال إن هناك مشادات حدثت بين السناتور جون كيري، الذي اختاره أوباما لتولي وزارة الخارجية، وبين سناتور ولاية كنتاكي الجمهوري راند بول بشأن تصريحات مرسي، واعتبر أن الاستمرار في إمداد مصر بالأسلحة والمساعدات لن يغير من موقف حكومتها بينما حاول كيري تبرير التصريحات التي اعتذر عنها مرسي فيما بعد.
وأضاف أن «كيري» كشف عن لقاء جمع مرسي بسبعة من النواب الأمريكيين منذ تسعة أيام، ولكن أيا من «كيري» أو «راند» أشار إلى ما قاله مرسي خلال ذلك اللقاء، بشأن اعتباره ما حدث «افتراءات» لأن الإعلام الأمريكي تتحكم فيه بعض «القوى الخاصة»، وفهم النواب أنه يقصد «اليهود»، وقال المحرر «بيهار» إن «ذلك النوع من كراهية اليهود في العالم العربي، ليس بشأن النزاع على الأرض أو الحدود أو اللاجئين، هو الذي يمثل أكبر عقبة أمام أي سلام مستديم في الشرق الأوسط».
وقال «بيهار» إن الوفد الأمريكي اندهش للغاية من رد مرسي حتى أنه أنهى اللقاء، وكان من المقرر أن يستمر 90 دقيقة على الأقل، بعد وقت قليل للغاية من بدءه، حسبما صرح السناتور كريس كونز لمجلة «فورين بوليسي» الأمريكية.