قال الرئيس السوداني، عمر البشير، رئيس حزب المؤتمر الوطني الحاكم، إن السودان لن يرضخ لأي املاءات أو تهديدات دولية أو إقليمية تسعى لإجباره على تقديم المزيد من التنازلات لصالح حكومة الجنوب، في إطار تنفيذ الاتفاقات الموقعة بين البلدين حول القضايا العالقة.
ونقلت وكالة الأنباء السودانية عن «البشير»، في خطابه بالجلسة الافتتاحية الاجتماع مجلس الشورى القومي للحزب الحاكم، الجمعة، إن الاتفاقات الموقعة في سبتمبر الماضي مع دولة الجنوب لا رجعة فيها ولا تعديل فى سطر واحد ولن نقبل أي تراجع في منطقة «14 ميل».
وأضاف: «سنلتزم بترسيم الحدود المتفق عليها أولا، والمختلف عليها ثانيا، وإذا لم يتم ترسيم الحدود المتفق عليها وحل مشاكل المتنازع عليها فليس هناك حديث أو نظر فيما يسمى بالمناطق المدعاة».
وحول منطقة «آبيي»، جدد «البشير» تمسك السودان بالمرجعيات الأساسية التي تحكم الملف متمثلة في البرتوكول الموقع في إطار اتفاق السلام الشامل وقانون الاستفتاء حول المنطقة.
وقال الرئيس السوداني، في خطابه: «لن نقفز للحل النهائي ما لم تنشأ المؤسسات الانتقالية وتطبع الحياة في آبيي وبعد ذلك لاحقا سنتحدث عن الحل النهائي«، مؤكدًا أن مجلس السلم والأمن الأفريقي أو مجلس الأمن لن يمرر علينا هذه المطالب.
وقال «البشير» إن تمسك السودان بهذا الموقف، دفع الأطراف الأخرى لمحاولة إعادته للإدانات من مجلس السلم الأفريقي ومجلس الأمن ومحكمة الجنايات الدولية وغيرها، وأكد أنه ليس بمقدور أحد أو جهة أن يفرض على السودان رأيا أو قرارا، مهما تعاظمت الضغوط وكل أنواع الحصار.
وكشف في هذا الصدد عن تحركات لمن وصفهم بأعداء السودان في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من أجل فرض مزيد من العقوبات على البلاد في إطار تحقيق هدفهم النهائي المتمثل في إسقاط النظام.
من جانب آخر، أكد الرئيس السوداني أن بلاده ليس لديها مسعى أو توجه لتوقيع اتفاقية جديدة مع ما يسمى «قطاع الشمال» أو غيره فيما يتعلق بمعالجة قضايا منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان.
وأضاف أن السودان متمسك بما تم التوقيع عليه من بروتوكول حول قضايا المنطقتين، مؤكدا العزم على المضي في تنفيذ استحقاق «المشورة الشعبية» والعمل من أجل معالجة قضية حملة السلاح من أبناء السودان، كما أكد قدرة القوات المسلحة على القضاء على بقايا حركات التمرد في دارفور.