لم يكن فيلم «الحفلة» مجرد تجربة سينمائية جديدة للفنان الشاب محمد رجب، لكنه كان فرصة للتمرد على نوعية الأفلام الكوميدية، التى قدمها فى الفترة الأخيرة، فضلا عن أنه تحدٍ لقدراته كممثل يسعى لتقديم دور جاد بـ«خفة دم»، محمد رجب يتحدث لـ«المصرى اليوم» عن أسباب حماسه لـ«الحفلة»، وجديده فى الفترة المقبلة.
■ ما الذى جذبك لفيلم «الحفلة»؟
- أعجبنى السيناريو، الذى كتبه وائل عبدالله، وراهنت على شخصية «فاروق»، ضابط الشرطة، وحاولت تقديمها بشكل مختلف يجمع بين الجدية والكوميديا، وهذا كان صعباً، لأن هناك «شعرة» إذا تجاوزتها ضاعت الشخصية، لذلك ذهبت إلى أقسام الشرطة قبل بدء التصوير، ودرست مهام ضباط التحقيقات.
■ لماذا وافقت على تقديم دور ثانٍ فى «الحفلة» بعد أن قدمت أدوار البطولة المطلقة؟
- لم أقدم دوراً ثانياً، لأن «الفيلم بتاعى»، فأنا الطرف المحرك للأحداث، ومشاهدى متساوية مع مشاهد أحمد عز بنسبة 50% لكل منا، وإن كنت لا أحسب الأمور بهذا الشكل، فما يهمنى فى النهاية جودة السيناريو، وتأثير الدور فى الفيلم، وموضوع البطولة المطلقة «عفا عليه الزمن»، ففى أمريكا مثلا الممثلون لا يبحثون عن الدور وحجمه، ولكن يهمهم فقط نجاح العمل ككل، وهو ما حدث معى فى «الحفلة»، الذى أعتبره من أهم المحطات فى حياتى الفنية، وأنا لا أعتبر نفسى فى منافسة مع أحمد عز، وقدمنا الفيلم «بنفس راضية»، خاصة أننى ما زلت أعمل بنصيحة والدى، فهو قال لى فى بداية حياتى: «ما ينفعش تنجح وانت باصص لغيرك، ولو بصيت للى جانبك مش هتلحقه».
■ وما الذى استفدته من تجربتك فى «الحفلة»؟
- شعرت مع هذه التجربة بأننى «اتولدت من جديد»، وخرجت بسببه من نوعية الأدوار الكوميدية، التى قدمتها فى أفلامى الأخيرة، كما أن مساحة التمثيل فيه كانت كبيرة، وشعرت بالإشباع كممثل، لأننى قدمت دورًا جادًا فى إطار من التشويق، ووضعت نفسى أمام اختيار صعب، وهو البحث عن الجريمة والابتسامة فى الوقت نفسه، فكنت أقدم الكوميديا بمنتهى الحذر، ونجحت فى ذلك، لأننى تعاونت مع المخرج أحمد علاء الذى أثق فى إمكانياته، وأتمنى أن تجمعنى به أعمال أخرى.
■ هل أردت توصيل رسالة للجمهور من خلال دورك؟
- أؤمن بأن هدف السينما المتعة، وليس توصيل رسائل، لكننى حرصت على تقديم شخصية ضابط الشرطة بشكل إنسانى، وعشت مشاعره وعلاقاته مع الآخرين، وأسلوبه فى الحوار، وقصدت ذلك بعيداً عن العنف، والصورة السيئة الموجودة فى أذهان البعض عن الضباط.
■ ماذا عن فيلمك المقبل «مطبق من إمبارح»؟
- الفيلم إخراج أحمد سمير فرج، ويشاركنى بطولته ميرفت أمين وباسم السمرة، وتم تأجيل تصويره، لأن معظم مشاهده خارجى، ومن الصعب تصويره فى ظل الظروف السياسية الراهنة، والأجواء المشحونة فى الشارع.
■ هل لديك مشروعات تليفزيونية قريبة؟
- أقرأ حالياً سيناريو مسلسل لرمضان المقبل، لكنى لم أحدد موقفى النهائى منه، وإن كانت الحلقات الأولى جذبت انتباهى، وأتمنى أن يستمر هذا التشويق فى القصة حتى النهاية، وأفضل عدم الكشف عن تفاصيله، حتى أوافق عليه بشكل نهائى.
■ كيف ترى وضع الفن فى مصر حالياً؟
- كنت متفائلاً العام الماضى بافتتاح دور عرض سينمائية جديدة، وسأظل متفائلاً حتى تعود الريادة لمصر، لكن فى الوقت نفسه لا يوجد فنان لا يخاف على الفن، لذلك أطالب الجميع بالصمود، لأن الهجمة على الفن عنيفة، وعلينا أن نساند الفنون وننهض بها، ونرفض أى تهميش أو إقصاء، وأن نحافظ على لقب «هوليوود الشرق».
■ وما رأيك فى تطاول بعض الإسلاميين على الفنانين؟
- للأسف التطاول هو سمة المرحلة الحالية، وأقول للإسلاميين: «إنتو فاهمين الحرية غلط»، فالحرية لا تعنى التجاوز وإهانة الآخر، ومصر ستظل دولة متماسكة إلى يوم الدين، وستعبر هذه الأزمة، فهناك بارقة أمل وضوء خافت يجب أن نسير خلفه.