هنا قرى «المهدية وشبانة والعجرة»، أو «مثلث الرعب» كما تطلق عليه الأجهزة الأمنية وتصنفه كأخطر البقع فى سيناء، وأنه يؤوى العناصر الإجرامية، ونقطة البداية لعمليات التهريب عبر الحدود، بجانب جبل الحلال. يدخل هذا المثلث ضمن قرار حظر التملك فى نطاق الخمسة كيلو مترات الحدودية، حسب القرار 203 لسنة 2012، الذى أثار حالة من الغضب بين أبناء ومشايخ القبائل بسيناء، واعتبروه انتقاصاً من قدرهم وتشكيكاً فى وطنيتهم وانتزاعاً لحقهم فى المواطنة، وهو ما دفع القوات المسلحة إلى عقد لقاءين متتاليين مع مشايخ شمال سيناء وجنوبها لشرح فحوى القرار وتفسير النقاط الملتبسة فيه إلا أن حالة الانقسام والرفض مازالت مستمرة. قرار القوات المسلحة ينص على أن حظر التملك يشمل 5 كيلومترات عرضا، و2000 كيلو متر طولاً بالمنطقة الحدودية، تبدأ أول نقطة فيه من معبر كرم أبوسالم بشمال سيناء، وتمتد إلى آخر نقطة حدودية فى طابا بالجنوب. المناطق التى يشملها الحظر ـ حسب مركز معلومات مدينة رفح ـ بها نحو 7 آلاف أسرة، بينهم 120 ألف مالك لأراض زراعية بعقود عرفية ونظام وضع اليد منذ عشرات السنين. «المصرى اليوم» دخلت نطاق منطقة الحظر لرصد أسباب ودوافع رفض القرار، كما رصدت بالصور تلك النقاط المحظورة، بداية من أول نقطة حدودية وحتى نهايتها فى شمال سيناء. الرصد لم يكتف بقضية حظر التملك فحسب، وإنما تطرق «دون تخطيط مسبق» إلى ما يثار حول مخطط التوطين أو الوطن البديل للفلسطينيين، خاصة لارتباطها، وفق تخوفات الأهالى، بقرار حظر التملك الذى اعتبروه بداية لتفريغ المنطقة، لتكون سياجاً أمنياُ لإسرائيل، وتسكين أهالى غزة. واخترقنا مجتمع «فلسطينية سيناء» كما يطلق عليه «السيناوية»، وتحدثنا معهم عما يسمونه «مخطط التوطين»، وكانت جميعها لقاءات مشوبة بالحذر الشديد لخوفهم من «انقلاب الدنيا عليهم»، حسب قولهم، خاصة بعدما أصبحوا يعانون من مشاكل وعداء بعض الأهالى، لاسيما بعد تولى الرئيس مرسى الحكم.
الأهالى يحذرون: تفريغ المنطقة يشرد 10 آلاف أسرة.. ويهددون: الدم مقابل الأرض
بدأت جولتنا من أول نقاط الحظر والتى تبدأ عند «معبر كرم أبوسالم» مرورا بقرية المهدية غير المأهولة بالسكان فى المنطقة الحدودية، ولاحظنا خلال جولتنا، انتشار زراعات الخوخ والزيتون، بداية من أول نقطة حدودية وعلى طول الطريق حتى قرية نجع شبانة والقرى المجاورة لها، ولم نر أى منطقة صحراوية فى نطاق منطقة الحظرإلا فى جزء موجود برفح..المزيد...
عسكريون: القرار يحمى سيناء من أى مخططات.. والتهجير «شائعة»
يؤكد خبراء عسكريون أن قرار القوات المسلحة حظر التملك فى المناطق الحدودية هو حق للقوات المسلحة، التى تتخذ التدابير اللازمة لخدمة أغراض الأمن القومى، مشيرين إلى أن أزمة حظر التملك المثارة حاليا فى سيناء ناتجة عن «عدم اهتمام الدولة بشرح وتفسير قراراتها..المزيد..».
سكان الـ5 كيلو يتحدون «الحظر» بالبناء واستصلاح الأراضى
نص قرار حظر التملك رقم 203 على «حظر تملك أو حق انتفاع أو إيجار أو إجراء أى نوع من التصرفات فى الأراضى والعقارات الموجودة بالمناطق الاستراتيجية ذات الأهمية العسكرية، والمناطق المتاخمة للحدود الشرقية لجمهورية مصر العربية، بمسافة 5 كيلومترات غرباً، ما عدا مدينة رفح والمبانى المقامة داخل الزمام وكردونات المدن فقط، والمقامة على الطبيعة قبل صدور القرار الجمهورى رقم 204 لسنة 2010. وهو ما فسره الأهالى بعدم إمكانية التصرف فى أى من الأراضى الموجودة فى نطاق الخمسة كيلو، سواء بالبناء أو الإيجار أو حق الانتفاع فى الفترة المقبلة، وهو ما دفعهم إلى تحدى القرار ببناء منازل ومساكن جديدة ظناً منهم أن ذلك سوف يمنع تنفيذ القرار أو على الأقل عدم المساس بالمبانى التى أنشئت..المزيد..
انقسام بين مشايخ قبائل سيناء حول تطبيق قرار حظر التملك
حالة من الانقسام بين مشايخ سيناء وعواقلها لاتزال تتواصل فيما بينهم بسبب القرار، ورغم أن حالة الرفض كانت جماعية عند صدور القرار إلا أنه بعد لقائهم بقادة القوات المسلحة، اقتنع البعض وعدل عن اعتراضه فى حين ظل آخرون معترضين يطالبون بتفسير مكتوب للقرار والتراجع عن الحظر بشكل عام وأمهلوا القوات المسلحة فترة للشرح والتفسير..المزيد...
«فلسطينيو سيناء» يتحدثون للمرة الأولى: لن نرضى بغير أرضنا بديلاً
مخطط التوطين أو الوطن البديل للفلسطينيين هو أكبر مخاوف أبناء المنطقة الحدودية التى رصدناها بشكل عام، خاصة بعد قرار حظر التملك فى الخمسة كيلو، معتبرين أنه بداية لتفريغ المنطقة من السكان لتكوين سياج أمنى لإسرائيل وتسكين أهالى غزة فى الـ25 كيلو المتبقية من المنطقة «ج..المزيد..».
«لاجئو فلسطين»: لا علاقة لنا بتمويل أى تيار.. ولا نقبل تبرعات مجهولة
مثل أى تجمع سكانى قرر اللاجئون الفلسطينيون فى سيناء أن يكون هناك كيان رسمى يعبر عنهم، فقرروا إنشاء جمعية أهلية – تحت التأسيس - قالوا إن الهدف منها هو جمع التبرعات لمساعدة المحتاجين وتحسين أوضاعهم، وأعرب مؤسسو الجمعية فى حديثهم لـ«المصرى اليوم» عن أن الجمعية الهدف منها إنسانى بحت، وليس لها أى نشاطات سياسية، ولا تمول أى تيار ولا تقبل تبرعات مجهولة ولا يمكن لمؤسسيها أن يسمحوا بذلك..المزيد...
ضباط من «فتح»: مخطط الوطن البديل تحت التنفيذ
«الجميع يخاف بسبب الإخوان»، إذا كان الفلسطينيون من مؤيدى حماس يخافون من بطش أبناء سيناء بهم لتأييدهم الإخوان، فـالمنتمون لحركة فتح فى سيناء يخافون بطش الدولة «الإخوانية» التى تحكم مصر حالياً، على حد قولهم..المزيد...
أبناء «حماس»: ليس لدينا مشاريع فى سيناء والأعمال الإرهابية هدفها الوقيعة بيننا
فكرة الإعلان عن الانتماء السياسى للفلسطينيين الموجودين فى سيناء كان من السهل البوح بها سابقاً، أما الآن فإن تولى الرئيس مرسى الحكم وتوجيه البعض الاتهامات المباشرة له بالعمل لصالح «حماس» والإخوان المسلمين أكثر من مصلحة مصر ـ دعا كثيرين للتخوف من مجرد ذكر التعاطف مع الإخوان، بل إن الانتماء لحماس أصبح «اتهاما مباشراً بارتكاب أعمال إرهابية على أرض سيناء، لذلك كان حديث المنتمين لحماس معنا من سكان سيناء حذرا للغاية مع تحفظهم على ذكر الأسماء» كما يذكر أحد المؤيدين لحماس..المزيد...