حالة من الانقسام بين مشايخ سيناء وعواقلها لاتزال تتواصل فيما بينهم بسبب القرار، ورغم أن حالة الرفض كانت جماعية عند صدور القرار إلا أنه بعد لقائهم بقادة القوات المسلحة، اقتنع البعض وعدل عن اعتراضه فى حين ظل آخرون معترضين يطالبون بتفسير مكتوب للقرار والتراجع عن الحظر بشكل عام وأمهلوا القوات المسلحة فترة للشرح والتفسير.
ويقول الشيخ عارف أبوعكر إن الاعتراض على القرار فى البداية كان ناتجا عن عدم الفهم إلا أن وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى، شرح لهم مضمون قانون التملك، ووعد بالتراجع عن النقاط الخلافية فيه، كما وعدهم بأن جميع أبناء سيناء القاطنين داخل زمام الشريط الحدودى سواء بالمدن الحدودية أو القرى المطلة على الحدود سيكون لهم الحق فى تملك أراضيهم وزراعتها ماعدا الأراضى الخلاء وأراضى القوات المسلحة، و«لكن للأسف لم يستجب لنا»، وهو ما سيجعله يفقد السيطرة على الأهالى فى سيناء.
وعن مخاوف التوطين يقول أبوعكر «التوطين مشروع موجود وله مؤشرات وهو مشروع إسرائيلى مرفوض».
ويؤكد أن أهالى سيناء لن يسمحوا بنزوح أى فلسطينى إلى أرض سيناء والإقامة فيها، وإذا أرادوا الإقامة يمكن أن يقيموا فى الوادى أو يذهبوا الى الإسماعيلية أو أى مدينة أخرى، لأن سيناء لا تتحمل هذا الكم من النازحين الذى قد يصل إلى الآلاف فى حال وقوع اجتياح برى لقطاع غزة.
من جانبه يقول الشيخ عبدالله الجهامة رئيس جمعية مجاهدى سيناء: «نثق فى قرارات القوات المسلحة التى أوضحت فى أكثر من لقاء أن قرار الحظر يتعلق بالأمن القومى، وهو خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو الاعتراض عليه، كما أن القرار لا يضر أبناء سيناء فى أى شىء، وأن فكرة التهجير والتشريد مجرد مخاوف لا محل لها من الإعراب مؤكداً أن بعض المعترضين لهم مصالح خاصة».
فى حين قال حامد أبوعشب من قبيلة الترابين، أحد المعترضين على القرار «إن بعض المشايخ الذين عقدوا لقاءات مع ممثلى القوات المسلحة يمثلون آراءهم لا آراء أبناء المنطقة المتضررة من القرار، وبالتالى لا يملكون حق إعطاء الموافقة أو الرفض خاصة أنهم يختارون فى كل لقاء بعيدا عن أبناء المناطق المؤثرة».
الشيخ إبراهيم عليان، منسق اتحاد قبائل سيناء، أكد أن هناك مخططات وراء قرار حظر التملك، وأن القوات المسلحة تريد وقف التطور الطبيعى فى المنطقة (ج)، مؤكدا أن تحرك أبناء القبائل سيكون سلمياً إلى أن يحصلوا على حقهم، كما أنهم متمسكون بالأرض ولن يخرجوا منها، وأضاف «قد يكون القرار صعب التنفيذ الآن، فتخوفاتنا ليس من الوقت الحالى بقدر ما هى تخوفات مستقبلية، فنحن نعرف أن القرار صدر لظروف استثنائية، ومن هنا تأتى تخوفاتنا من تهجير أولادنا وأحفادنا من أراضينا بعدما تربوا وتعبوا فى استصلاحها».
وقال إبراهيم المنيعى، رئيس اتحاد قبائل سيناء، إن الوعود بتملك الأرض كلها مجرد أحلام وكلام معسول يقال فى الهواء فى حين أن إجراءات التمليك فى حد ذاتها تحتاج إلى موافقات تبدو مستحيلة من المخابرات والجيش، ولذلك فقد يأخذ الأمر وقتا طويلا.