x

يعيش الغناء الحر المستقل

الأربعاء 23-01-2013 23:00 | كتب: أحمد الهواري |
تصوير : اخبار

خرجت مسيرات متظاهرى القاهرة الكبرى فى يوم ٢٥ يناير ٢٠١١ من مناطق مختلفة، ووصلت فى نهاية المطاف إلى ميدان التحرير، قلب وسط البلد، وتتفرع منه شوارع تحمل على مقاهيها، أجساد «النخبة المصرية» الثقافية والفنية، فلم يكن غريباً أن يشهد الميدان فى غالبية الأحداث السياسية والاشتباكات، فعاليات ثقافية وغنائية بزغ فيها نجوم غناء جدد، وازدادت فيها شعبية بعض ممن كانوا موجودين على الساحة من قبل.

مع بدء اعتصام المتظاهرين فى ميدان التحرير مساء يوم ٢٨ يناير ٢٠١١، كان الشكل الوحيد للغناء فى الميدان هو ما يمكن تسميته «الغناء السياسى» الذى غالباً كان يقدمه مطربون وفرق غنائية مستقلة لا يقف وراءها منتجون، كانوا يقدمون مزيجا من أغانى قديمة غالبيتها للشيخ إمام، وأغان كتبت لهم خصيصاً بواسطة شعراء يتمركزون مثلهم فى وسط البلد، بعد أن غنى فى الميدان «ارحل»، «طاطى طاطى»، «اضحكى يا ثورة» و«دبورة وشورت وكاب» ليصبح أكثر المغنيين شهرة بعد الثورة، كما ازدادت شهرة العديد من المغنيين المستقلين، فازداد جمهور فيروز كراوية، ودينا الوديدى، ومريم صالح، وحمزة نمرة، وسطع نجم يسرا الهوارى.

إلى جوار هؤلاء المطربين المستقلين تواجدت الفرق الغنائية المستقلة التى ازداد حجم جمهورها، ويأتى على رأسهما «كايروكى» التى قدمت أغنية «صوت الحرية»، بمشاركة هانى عادل عضو فرقة «وسط البلد»، والتى صورت فى ميدان التحرير وعرضت قبل تنحى مبارك بيوم واحد، كما قدمت أغنية «يالميدان» مع عايدة الأيوبى، وألبومى «مطلوب زعيم» ٢٠١١، و«وأنا مع نفسى قاعد» ٢٠١٢.

كانت فرقة «إسكندريلا» تحظى بجمهور لا بأس به قبل الثورة، لكن حجم هذا الجمهور وطبيعته اختلفا كثيرا أثناء الثورة وبعدها، فتواجدها فى ميدان التحرير وشارع محمد محمود وأغانى «النضال السياسى» التى تقدمها ساهمت فى أن يعرفها الجمهور بشكل مباشر فى الشارع، إلى جانب تسليط الإعلام الضوء عليها لجودة المنتج الذى تقدمه وسط اعتبارات أخرى. وكان هذا نفس حال مجموعة أخرى من الفرق المستقلة أبرزها «بساطة» و«مسار إجبارى» و«بلاك تيما» التى تميزت بتقديم فيديو كليب أغنية «حر» بلغة الإشارة حتى يمكن للصم والبكم أن يفهموها.

يعد «مشروع كورال» واحداً من أهم المشاريع الموسيقية التى حققت نجاحاً بعد الثورة، وتقوم فكرة المشروع على إقامة ورشة عمل مفتوحة يشارك فيها كل من يرغب فى المشاركة بغض النظر عن كونه صاحب خلفية فنية أم لا، ويتم اختيار موضوع مختلف للكورال فى كل مرة، وفى خلال أسبوع من «اللعب» والارتجال والتأليف والتلحين بشكل جماعى يظهر المنتج الفنى المكون من عدد من الأغانى. بدأ المشروع، الذى يشرف عليه سلام يسرى، بعد مشاركة ٢٥ شاباً وشابة من مصر ودول عربية فى ورشة بعنوان «كورال شكاوى القاهرة» كجزء من مشروع دولى بدأه شخصان من فنلندا مستندين إلى مثل فنلندى معناه «بدل ما تشتكى غنى».

مركزية وسط البلد لم تتوقف عند المساعدة فى توسيع القاعدة الجماهيرية للغناء المستقل، الذى كان مرتبطاً بها قبل الثورة، بل امتدت لتصبح عامل جذب لآخرين نجحوا بعيداً عنها لتتيح لهم جانباً آخر من الشهرة وقطاعا مختلفا من الجمهور، فعلى سبيل المثال نجح نجوم «المهرجانات الشعبية» مثل «أوكا»، و«أورتيجا»، و«عمرو حاحا» و«السادات العالمى» بالأساس فى المناطق الشعبية، إلا أن الحراك الثقافى والجذب المركزى لوسط البلد قدمهم فى فعاليات «الفن ميدان» وعلى مسرح «الجنينة» فى حديقة الأزهر، وتحول بعض من أغانيهم إلى أغانٍ ثورية مثل «هاتى الثورة يا بت» ليصبحوا بذلك من الرابحين من الثورة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية