بعد إعلان بابا الفاتيكان، بنديكت السادس عشر، تقديم استقالته، نهاية فبراير الجارى، بدأت الأنظار تتجه إلى البابا الجديد الذى سيرأس نحو مليار و200 مليون كاثوليكى فى كل أنحاء العالم، وتحاول القارة الأوروبية السيطرة على المنصب، رغم وجود أكثرية كاثوليكية فى أمريكا الجنوبية، فمن سيحسم اللقب الذى يقرره 120 كاردينالاً بالانتخاب، هذا ما يجيب عنه الأب رفيق جريش، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الكاثوليكية فى مصر.
أخبار متعلقة
■ كيف تتم إجراءات انتخابات بابا الفاتيكان، ومن له حق التصويت؟
- بعد خلو المنصب الباباوى يجتمع مجمع الكرادلة، ما بين خمسة عشر وعشرين يوماً، يتم فيها الاختلاء تماماً، بعيداً عن أى مؤثرات خارجية، وبعد أن يقسم الكرادلة القسم القانونى، تبدأ الانتخابات ما بين 120 و125 كاردينالاً، لهم حق التصويت، ومن يحصل على ثلثى الأصوات يسأله كبير الكرادلة إن كان موافقاً على المنصب أم لا، فإذا أجاب بنعم يصبح المرشح هو كاردينال البابا، ولا يحق لأى كاردينال أن يرشح نفسه، وبعد 34 دورة، إذا لم يحصل المرشح على ثلثى الأصوات يصبح بالأغلبية المطلقة كل ذلك فى إطار من الصلوات المكثفة.
■ مَنْ أبرز المرشحين لشغل المنصب، وما حقيقة الحديث عن سيطرة كرادلة أوروبا على المقعد؟
- انتخابات الكنيسة ليست مثل الانتخابات الرئاسية، فلا يوجد مرشح بعينه، لكن يتم الاختيار كما قلنا، ويعلمنا التاريخ أنه مهما كانت التكهنات الإعلامية، فهناك دائماً مفاجأة فى الاختيار.
■ هل تلعب السياسة دوراً فى عملية الاختيار؟
- لا، لأن فكر الكرادلة يكون محصوراً فى مصلحة الكنيسة العليا، ولا يخضع لأى ضغوط سياسية أو اقتصادية.
■ كيف تقيم فترة رعاية البابا الحالى، خاصة فى مجال العلاقات مع المسلمين؟
- كانت فترة ثرية فكرياً ولاهوتياً وإدارياً، وإن كانت قصيرة لم تتجاوز ثمانى سنوات، لكنه استطاع أن يعبر بالكنيسة إلى بر الأمان، خاصة بعد رحيل رجل عظيم، هو البابا الراحل يوحنا بولس الثانى، أما عن علاقته بالمسلمين، فقد كانت دائماً جيدة، إذ كان يلتقى بهم حيث ذهب، وأتذكر لقاء تاريخيا بين البابا وملك السعودية فى الفاتيكان.
■ هل سيسافر وفد مصرى لحضور الانتخابات أو حفل التنصيب؟
- قطعاً سيسافر وفد من الكنيسة المصرية لحضور تجليس البابا الجديد، أما الوفود الرسمية، فمن المبكر معرفة متى ستذهب.
■ بعيداً عن البابا كيف نخرج من الأزمة الراهنة فى ظل الصراع السياسى الدائر حالياً؟
- لن يكون إلا من خلال شيئين: الأول حزمة من الإجراءات السياسية والاقتصادية التى تأتى بنتائج سريعة ترضى الشعب وتخرجه من الإحباطات وسلسلة الأزمات التى يمر بها، فالإدارة السياسية هى المسؤولة عن الخروج من أى أزمة إذا عرفت كيف تديرها. وبعد حزمة الإجراءات يجب إقامة حوار جاد منفتح، لا تكون فيه الغلبة لأحد على أحد، بل لمصلحة الشعب العليا.
■ ما الهدف من مجلس الكنائس المصرى، وهل هو بديل عن مجلس كنائس الشرق الأوسط؟
- ليس بديلاً، لأنه يعمل فى إطار محلى، فهو آلية لتنظيم العمل المشترك، سواء فى المجال الرعوى، أو الخدمى للكنيسة ككل.
