صدر عن مكتبة الإسكندرية، العدد الثاني عشر، من مجلة «ذاكرة مصر المعاصرة»، التي تصدر بدورية ربع سنوية عن مشروع «ذاكرة مصر المعاصرة»، وشرح الدكتور عماد هلال، خلال هذا العدد إحدى دراساته التي تناولت تاريخ الإفتاء في مصر وتطوره.
وأشار «هلال» في هذا العدد إلى أن مصر لم تعرف المناصبَ الرسمية للإفتاءِ منذ دخول الإسلام إلا في بداية العصر المملوكي، لافتًا إلى «كان الإفتاء طوال تلك القرون فرض كفاية يقوم به متطوعًا حَصَلَ على إجازة من بعض الشيوخ بالإفتاء».
وتابع: «تصدّر للفتوى كبار العلماء والمجتهدين، بداية من الصحابة الذين دخلوا مصر عند الفتح، واستمر الإفتاء تطوعيًّا في العصرين الفاطمي والأيوبي، وعندما خضعت مصر للعثمانيين سنة 923هـ/ 1517م، فإنهم تركوا الأمور على حالها، ولم يهتموا بتعيين مفت حنفي ولا حتى مفت من مذهب آخر».
وأوضح أن «غياب وظائف الفتوى في مصر في القرن السادس عشر لا يعني أن العلماء المصريين لم يتصدروا للفتوى، ولم يقوموا بفرض الكفاية على أكمل وجه، فقد ظهر عدد من الفقهاء الكبار الذين وصف كل واحد منهم بأنه المعول عليه في الفتوى في زمانه، أو المشار إليه بالفتوى في وقته، فهذه الألقاب لا تشير إلى وظائف رسمية، بل تشير فقط إلى مكانة سامية في الفتوى، استهل القرنُ الحادي عشر الهجري، السابع عشر الميلادي، وقد تربع على عرشِ الفتوى الإمام شمس الدين الرملي، ويبدو أن الدولة العثمانية كانت تحاول إيجاد مناصب رسمية للفتوى يتم تعيين شاغليها من إسلامبول».