قالت الفنانة سوسن بدر، إن ما جذبها في مسرحية «المحروس والمحروسة» هو دور «شجر الدر»، مشيرة إلى أن موقف «الدر» من الخليفة المستعصم ووقوفها أمام غزو التتار والمتأمرين من الداخل، أثرى تلك الفترة الزمنية، مشيرة إلى أنه من الهام أن نتحدث عن مثل هذه القصص حاليًا، مطالبة المصريين بقراءة التاريخ بعد أن أخذ الإنترنت الناس من القراءة.
أخبار متعلقة
وأشارت إلى «من بين أسباب حماسي للعرض أنه يتحدث عن امرأة، خاصة أن التاريخ يضم أسماء لعبت أدوارًا هامة فى حياة الناس مثل هدى شعراوي، سيزا نبراوي، وحكمت فهمي، وأم كلثوم» موضحة أنها لم تخف من خوض تجربة العمل بالمسرح فى الظروف الحالية، مبررة ذلك قائلة:« لو استمر الخوف سيظل المسرح مهجورًا، بينما المرحلة الحالية تحتاج للتماسك والتعبير عن الرأي».
وعن تجسيدها دور «شجر الدر» بعد أن قدمته تحية كاريوكا على شاشة السينما فى فيلم «واإسلاماه» قالت: «خائفة من المقارنة، خاصة أن تحية كاريوكا قدمت الدور بعبقرية، لكنني والمخرج شادي سرور نحاول أن يكون هناك اختلافاً على مستوى الأداء».
وقال المؤلف أبوالعلا السلامونى: «المسرحية تدور أحداثها حول مرحلة مهمة من تاريخ مصر، أثناء فترة الحكم الأيوبي والعباسي، وتبرز الدور الذى لعبته شجرة الدر، زوجة السلطان نجم الدين أيوب، وحيلتها في طريقة الانتصار على لويس التاسع ملك فرنسا، كما تتعرض لواقعة طلبها موافقة الخليفة العباسى المستعصم بأن تصبح ملكة على مصر، لكنه أفتى بعدم جواز حكم المرأة ليبدأ صراع ينتهي بمقتلها».
وأكد «السلامونى» على أن «العرض يحاول الرد على من يدعون بأنه لا ولاية للمرأة، وتوعية الناس بأن تولي الحكم ليس له علاقة بالجنس، وأن الحاكم الرشيد ليس شرطا أن يكون رجلاً أو امرأة».
وأشار إلى أن «سوسن بدر ستقدم شخصية «شجر الدر»، بينما يقدم أحمد راتب شخصية الخليفة المستعصم، والمسرح المصري طوال تاريخه يواكب كل الحركات السياسية».
وأضاف: «لو عدنا إلى ثورة 25 يناير سنجد أن المسرحيات التى تم عرضها بعدها غلب عليها السياسة، لأن المسرح طوال تاريخه يتكلم عن علاقة الحاكم بالمحكوم، ونتمنى أن يساهم العرض فى توصيل رسالة للجمهور رغم أننا نعمل فى ظروف صعبة خاصة على المستوى الاقتصادي».
وقال المخرج شادى سرور إن «مساحة الخيال الموجودة فى النص هى التى جذبته لتقديمه، خاصة أنه يتضمن تمثيلاً داخل التمثيل نفسه، وإسقاطا على الواقع، كما يطرح فكرة رفض تولى المرأة الحكم.
وأشار «سرور» إلى أنه لا يشعر بالخوف من جرأة العرض، لأنه فى النهاية يعرض قصة شجرة الدر والمستعصم بالله، «واللي على راسه بطحة بيحسس عليها»، موضحًا أن الفن الحقيقي يعتمد على التلميح وليس التصريح.
«المحروس والمحروسة» إنتاج فرقة المسرح القومى، وتجرى بروفاتها حاليا على مسرح ميامى تمهيدا لعرضها خلال أيام، وهى من تأليف أبوالعلا السلامونى وإخراج شادى سرور ويشارك فى بطولتها سوسن بدر وأحمد راتب ولقاء سويدان وأحمد صيام.
