x

إيداع «سائق المقاولون العرب» مستشفى الأمراض العقلية ‏في أولى جلسات محاكمته

الأحد 18-07-2010 18:32 | كتب: أحمد عبد اللطيف |
تصوير : حافظ دياب

ظهر اليوم الأحد سائق المقاولون العرب المتهم بقتل 6 ‏أشخاص وإصابة 6 آخرين للمرة الأولى أمام الرأى العام. ‏يرتدى نفس الملابس التى ارتكب بها الجريمة ومثل بها ‏معاينته التصويرية. نفس القميص الأزرق والبنطلون ‏الرصاصى الذى ظهر فى الصور التى وزعتها له وزارة ‏الداخلية بعد الحادث. بدى منهكا.. يدير وجهه إلى جدار ‏قفص الاتهام هربا من عدسات المصورين الصحفيين ‏وكاميرات التليفزيون.. لم ينطق بكلمة واحدة طوال الجلسة ‏إلا عندما سأله القاضى عن جريمته.. تحدث للمرة الأولى ‏أمام الرأى العام.. قال جملتين فقط "مش فاكر حاجة.. ‏ومعملتش حاجة". ‏

دفاعه طلب إحالته إلى مستشفى الأمراض العقلية ‏والعصبية.. والتأجيل للاطلاع وقررت المحكمة ايداع ‏المتهم مستشفى الأمراض النفسية بالعباسية وطلبت إعداد ‏تقرير عن حالته وعن مدى مسؤوليته عن افعاله وقررت ‏التأجيل لجلسة 21 سبتمبر المقبل. ‏

قاعة محكمة جنايات الجيزة بدار القضاء العالي اكتظت ‏بالصحفيين فى انتظار القضية التى شغلت الرأى العام ‏ووصول سائق المقاولون العرب «محمود طه أحمد ‏سويلم»، صاحب الـ54 عاما، المتهم بقتل 6 وإصابة 6 ‏آخرين من العاملين والموظفين بشركة المقاولون العرب، ‏الجميع ينتظر أن يرى ملامح هذا الشخص الذى فتح سلاحاً ‏آلياً وصوبه تجاه زملائه وارتكب الجريمة لأن بعضهم ‏استهزأ به وآخرين نصبوا عليه – على حد قوله – فى ‏واقعة التنقيب عن الآثار. ‏

بعد دقائق دخل المتهم يجر فى قدميه، وأودعه الحرس ‏قفص الاتهام، وبمجرد أن دخل أدار وجهه عن الحضور، ‏وجلس على الأرض يخفى وجهه بكفى يديه، دموعه ‏سقطت على ملابسه بعدما تزاحم المصورون لالتقاط ‏صور له. وهو ما دفع المصورين إلى الابتعاد عنه لحين ‏ابتداء الجلسة، نظر المتهم خلسة بين الحضور فى القاعة، ‏لمح فقط بينهم شقيقه يجلس بعيدا، يشير إليه بيده يشد من ‏أزره. ‏

بدأت الجلسة بقراءة أمين سر المحكمة قرار الإحالة، قال ‏إنه فى يوم 6 يوليو 2010 ارتكب المتهم جريمة القتل ‏العمد مع سبق الإصرار والترصد بأن قتل 6 من موظفى ‏شركة المقاولون العرب وأصاب 6 آخرين. حيث حاز ‏وأعد سلاحاً آلياً وأخفاه تحت كرسى الأتوبيس وارتكب ‏الجريمة.‏

بعدها طلبت النيابة توقيع العقوبة المقررة طبقا للقانون، ‏وقالت إن القضية تضمنت اعترافات المتهم، وأرفقت بها ‏التقارير الفنية الخاصة بتشريح جثث الضحايا والكشف ‏الطبى على المصابين وتقرير المعمل الجنائى الذى أثبت ‏أن المقذوفات المستخرجة من أجساد الضحايا والمصابين ‏تتطابق مع الطلقات الحية التى عثر عليها فى مسرح ‏الجريمة، وأنها خرجت من السلاح المضبوط نفسه.‏

كانت النيابة قد استمعت لأقوال ٢٧ شاهداً من بينهم ‏المصابون والناجون وبعض شهود العيان والعاملين فى ‏الشركة، وكلفت النيابة لجنة من الآثار لمعاينة منزل المتهم ‏فى عرب غنيم بحلوان ومنازل بعض جيرانه، وأثبتت ‏المعاينة صحة أقوال المتهم بأن المنطقة بها «هوس» ‏البحث عن الآثار، رغم أنها لا توجد بها آثار، وطلب ‏النائب العام من محكمة الاستئناف تحديد جلسة عاجلة لبدء ‏محاكمته.‏

انتهت النيابة من تحقيقاتها فى ٤٨ ساعة فقط استمعت فيها ‏لاعترافات تفصيلية من المتهم بارتكابه الجريمة وأنه ‏تحصل على السلاح منذ عامين، واشتراه من أمين شرطة ‏بـ٧ آلاف جنيه وأنه وضعه أسفل مقعده فى الأتوبيس ‏وأخرجه قبل ٣٠٠ متر وسأل عن القتيل عبدالفتاح ‏عبدالفتاح سالم ثم أطلق النار بعشوائية على باقى الضحايا، ‏وقال المتهم فى التحقيقات إنه قرر التخلص من ٣ فقط من ‏زملائه لأنهم شاركوا جيرانه فى البحث عن الآثار أسفل ‏منزله فى حلوان وأن منزله سينهار.‏

وأضاف أن زملاءه لم يتوقفوا عن السخرية والاستهزاء به ‏طوال الفترة الأخيرة، وأنه قرر التخلص منهم ثأراً ‏لكرامته. وشرح المتهم فى تحقيقات النيابة أن جيرانه فى ‏منطقة عرب غنيم فى حلوان كانوا ينقبون عن الآثار أسفل ‏منازلهم، وأنه حرر محضراً ضدهم ولم يتحرك أحد أو ‏يتوقف الجيران عن أعمال التنقيب. ‏

وشكلت النيابة لجنة من هيئة الآثار وكلفتها بالانتقال إلى ‏منزل المتهم ومنازل جيرانه للتأكد من صحة الأقوال التى ‏رددها فى التحقيقات، عن تورط جيرانه فى الحفر أسفل ‏منزله والبحث عن آثار. ‏

وأجمع المصابون على أن المتهم أوقف الأتوبيس فجأة ‏وأخرج سلاحه الآلى وسأل عن القتيل «عبدالفتاح» وأطلق ‏النار بعشوائية على الجميع، وأضافوا أن البعض منهم قفز ‏من نوافذ الأتوبيس، هربا من الموت وقالوا إن محمود طه ‏رجل محترم وتربطهم علاقة طيبة به ولم تصدر منه ‏تصرفات غريبة من قبل. وتلقت النيابة تقريراً من مدير ‏المركز الطبى بالمقاولون العرب الدكتور «حاتم حسين»، ‏أكد فيه أن المتهم منذ تعيينه فى الشركة عام ٨٦ وهو ‏يخضع لكشف طبى دورى، وأنه لا يعانى من أمراض ‏نفسية أو عصبية نهائياً وأنه سليم تماماً وخال من أى ‏أمراض معدية وأنه عرض على لجنة طبية فى نوفمبر ‏الماضى وهو الأمر الذى تتبعه الشركة منذ سنوات طويلة.‏

وسألت المحكمة المتهم هل ارتكبت جريمة القتل فرد من ‏داخل القفص «مش فاكر حاجة».. فسألته مرة ثانية.. وهل ‏حزت سلاحاً آلياً.. فرد "مش فاكر حاجة ومعملتش ‏حاجة".. وطلب دفاع المتهم أمام المحكمة إحالة موكله إلى ‏مستشفى الأمراض العصبية والعقلية لتحديد مدى سلامة ‏قواه العقلية أثناء تنفيذ الجريمة. وقال المحامى محمود ‏خضراوى: "المتهم أصيب بلوسة عقلية أثناء ارتكاب ‏الجريمة وسبق أن طلبت ذلك من النيابة خلال جلسات ‏التحقيق ولم تستجب على الرغم من أن القانون يسمح ‏بذلك». كما طلب الدفاع التأجيل للاطلاع على القضية، ‏وقال «التحقيقات والإحالة تمت بسرعة لدرجة أننا لم ‏نتمكن من الاطلاع على أوراق القضية". فاستجابت لهم ‏المحكمة وقررت التأجيل للاطلاع. وتبين للمحكمة عدم ‏حضور محامين عن المدعين بالحقوق المدنية. عقدت ‏الجلسة برئاسة المستشار إيميل حبشى. داخل القاعة أبدى ‏عدد من أقارب الضحايا غضبهم من طلبات الدفاع بشأن ‏الإحالة إلى المستشفى. وتساءلوا: «يعنى كان مجنون لما ‏ارتكب الجريمة؟». ‏

فيما لم يحضر سوى شقيق المتهم، ورفض الحديث مع ‏وسائل الإعلام. ‏

وخلال ترحيل المتهم من القاعة إلى حجز المحكمة لحين ‏اتخاذ قرار المحكمة التقت «المصرى اليوم» بالمتهم.. ‏رفض الحديث معنا.. وقال "سبونى فى حالى.. أنا رحت ‏فى داهية وخلاص.. عاوزين منى إيه"، سألناه: هل بسبب ‏الاستهزاء أو الآثار أو أى كان ترتكب جريمة بشعة.. فرد ‏‏"محدش عارف حاجة.. ولا حد حاسس بحاجة".‏

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية