احتضنت محافظة الإسكندرية، العديد من قادة الحركة الإسلامية، خلال حقبات تاريخية مختلفة، ومن بينها نماذج اشتهرت بالعمل الدعوى والتنظيمى، على حد سواء، من بينهم عباس السيسى ومحمد حسين عيسى ومحمد عبدالمنعم، والداعية الشهير وجدى غنيم والشيخ محمود عبدالحليم وجيهان الحلفاوى، وأحدثهم جمعة أمين، نائب المرشد الحالى للجماعة.
رأس الشيخ محمد حسين عيسى، المكتب الإدارى للجماعة بالمحافظة، خلفاً لـ«محمود شكرى»، صاحب دار الدعوة ، الذى خلفه أسامة نصر، عضو مكتب الإرشاد الحالى، عضو مجلس الشعب لدورة 1987.
ألف «عيسى» 50 كتابا فى الفقه والاجتماعيات والتربية والأسرة والدعوة التى تشكل جزءاً كبيراً من عقائد التدين لدى الإخوان، ومن مؤلفاته «الاختلافات الفقهية.. أسبابها وآدابها» و«فضل العشر من ذى الحجة» و«أحكام الأضحية» و«حضور القلب فى الصلاة» و«دفع الخواطر» و«فضل جزاء الدعاء والذكر» و«صفات الأخ المسلم» و«دليل الفَلاح فى زكاة التاجر والفلاٌَح» و«أحكام الحج والعمرة».
كان «عيسى» تعرض للاعتقال عام 1981 ضمن المتحفظ عليهم وحوكم محاكمة عسكرية عام 1995 مع مرشدى الجماعة الحالى والسابق، ثم اعتقل عام 2000 ثلاثة شهور فقط تفرغ بعدها للعمل الدعوى، بعيدا عن العمل التنظيمى، بعدما اعتلى أعلى المناصب التنظيمية فى الجماعة.
ومن أبرز الدعاة السكندريين أيضا، الحاج عباس السيسى، عضو مكتب الإرشاد الأسبق، أحد أشهر دعاة الجماعة، الذين كتبوا فى الذوق والسلوكيات الدعوية، وتميز بأسلوبه الدعوى المرح الذى جعله قبلة للمئات من شباب الإخوان المسلمين حول العالم والذى قدمه فى كتابه «الحب فى الله» و«الدعوة إلى الله حب».
حضر «السيسى»، معارك الحرب العالمية الثانية عام 1940 فى الصحراء الغربية وتعرف على دعوة الإخوان المسلمين عام 1936 وتقابل مع مؤسس الجماعة الأول حسن البنا واعتقل عام 1948 لانتمائه للجماعة، لمدة ستة أشهر ثم اعتقل عام 1954 لمدة عامين.
ويعد «السيسى» أحد الذين أسهموا فى إحياء جماعة الإخوان وبعثها من جديد بعد خروجه من المعتقل فى السبعينيات. فقد كان عضوا بمكتب الإرشاد لسنوات طويلة، وقرر الاعتذار عن عدم الاستمرار فى موقعه لمن يأتى بعده، ليجدد ويطور فسجل بذلك واقعة غير مسبوقة فى تاريخ الجماعة وساهم بدور بارز وفعال فى نشر فكر الجماعة خارج مصر، وقد تواصل معه آلاف الشباب حول العالم.
ويعد الشيخ وجدى غنيم، أحد أهم وأشهر دعاة الجماعة فى الإسكندرية. وكان تم ترحيله من إنجلترا بعد اتهامه بالتحريض على الإرهاب وأبعد عن البحرين بسبب موقفه من الكويت أثناء حرب الخليج ورحل إلى اليمن ثم غادرها كما صرح مراراً بأنه لا يريد أن يحرج الحكومة اليمنية معه.
وترك محمد عبدالمنعم، أحد أبرز كوادر الجماعة بالمحافظة، أثرا على الحركة الإسلامية بالإسكندرية فهو بمثابة الفيلسوف والعالم والمفكر، وهو أحد الذين رفضوا أن يوقعوا على خطابات تأييد للرئيس الأسبق جمال عبد الناصر فى المحنة الكبيرة بين الجماعة، التى راح ضحيتها عدد من قيادات الجماعة.
وترك الشيخ محمود عبدالحليم، بصمات عديدة على الجماعة وتجسدت أفكاره فى كتابه الذى جمع تاريخ دعوة الإخوان المسلمين ثم انفصل عن التنظيم فور خروجه من السجن فى أوائل الثمانينيات بعد أن قضى نحو 20 عاماً خلف القضبان.
وتعد جيهان الحلفاوى ومعها جمعة أمين، من أبرز الوجوه المعاصرة للحركة الإسلامية، فـ«جيهان» أول قيادة نسائية ترشحها الجماعة فى الانتخابات البرلمانية عام 2000 وهى زوجة القيادى البارز الدكتور إبراهيم الزعفرانى، عضو مجلس الشورى السابق، أما جمعة أمين فهو النائب الحالى للمرشد العام لـ«الإخوان»، وعاصر الشهيد سيد قطب، وهو أحد مؤسسى الجماعة بالإسكندرية قبل سفره لألمانيا ما بين 1980 و1991.
ويعتبر المهندس خالد داوود، أحد مؤسسى «الجيل الثانى» للحركة الإسلامية بالإسكندرية ومعه المهندس حامد الدفراوى، عضو المكتب الإدارى الأسبق لـ«الإخوان» بالمحافظة.