ربط الحب بين قلبى طالبة جامعية وشاب فى مدينة نصر، اختارا الطريق الصحيح وطلب يدها من أسرته واتفقوا على إتمام الارتباط بعد انتهائها من دراستها، واشترطت الأم الاكتفاء بالزيارات العائلية حتى يتم الارتباط رسمياً، لم يستطع الحبيبان تنفيذ رغبتهما وتم ضبطهما متلبسين بتبادل الغرام فى مكالمة تليفونية وعاقبت الأم ابنتها بوصلة قاسية من التوبيخ، ضمت كومة من الاتهامات، لم تستطع ابنة الثمانية عشر ربيعاً احتمالها وتخلصت من حياتها بالقفز من الرابع، تلقى اللواء إسماعيل الشاعر مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة إخطاراً بالحادث وتولت النيابة التحقيق.
حصلت الفتاة على الثانوية العامة بمجموع ألقى بها فى كلية التجارة، فقدت نصف أحلامها، لكنها وجدت عوضها فى الشاب، خطف قلبها فى أول لقاء، بادلته حباً نقياً وعاهدته أن تكون له حتى آخر يوم فى حياتها، اختار الحبيبان الطريق الصحيح واتفقا على الارتباط، وطلب الحبيب زيارة أسرتها، وفى لقاء جمع الأسرتين تم الاتفاق على إتمام الارتباط بعد انتهاء العروس من سنوات الدراسة، وقبل أن ينتهى اللقاء أخبرت والدة العروس ضيوفها أنها امرأة تعيش زمن الحفاظ على التقاليد وأخبرت العريس أنها تعتبره كابنها ولا تطالبه بشىء سوى الحفاظ على سمعة ابنتها واشترطت عليه أن تكون المقابلات بينهما من خلال زيارات عائلية فلم يعترض.
مضت الأيام بين الحبيبين دون مشاكل، لكنهما لم يحتملا رقابة والدة العروس وتعددت اللقاءات بينهما، وفى صباح يوم من الأسبوع الماضى، كانت عقارب الساعة تقارب السابعة، استيقظت الأم «وفاء» لتجد ابنتها غارقة فى وصلة غرام مع خطيبها فانهالت على مسامعها بوصلة توبيخ شديدة القسوة، كالت لها فيها اتهامات، مست سمعتها، والطرف الآخر من المكالمة على الخط يسمع التفاصيل.
لم تستطع «العروس الصغيرة» الصمود إلى نهاية وصلة التوبيخ وأغلقت سماعة التليفون واندفعت فى اتجاه الشرفة وألقت بنفسها من الرابع، لم تصدق الأم مسامعها وهى تتلقى صوت الارتطام، عجزت أقدامها عن حملها وقطعت المسافة من موضع قدميها إلى الشرفة حبواً لتجد فلذة كبدها غارقة فى الدماء على الأرض.
تعالت صرخاتها تطلب النجدة وتم نقلها إلى مستشفى التأمين الصحى وفى الطريق لفظت أنفاسها، تبين من الكشف الطبى عليها إصابتها بكسور متفرقة. وأفادت التحقيقات الأولية التى جرت بإشراف اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة أن خلافات نشبت بين المتوفاة ووالدتها بسبب اتصالها بخطيبها تليفونياً دون أن يكون هناك ارتباط رسمى بينهما، تحرر المحضر اللازم وتم إخطار النيابة التى صرحت بدفن الجثة بعد توقيع الكشف الطبى عليها لبيان سبب الوفاة.
عادت الأم إلى المنزل غارقة فى أحزانها لا تقوى على الحديث، رافضة كل أشكال الطعام، تردد اسم ابنتها وتقرر أنها السبب فى وفاتها، بينما انفجر نهر من الدموع من عينى خطيبها.