x

ليه غدرت بينا ؟!

الإثنين 11-02-2013 21:51 | كتب: اخبار |
تصوير : حافظ دياب

كما البرق يمرون لكن بريقهم النابع من حبهم للوطن يبقى ليتحول من ضوء خاطف إلى أشعة مضيئة مستمرة، تذهب أجسادهم سريعاً لكنهم يبقون للإنسانية ولشعبنا، هكذا كان رفاعة الطهطاوى، قاسم أمين، طه حسين، سلامة موسى، العقاد، توفيق الحكيم، النديم، عبدالصبور، أمل دنقل، بيرم التونسى، صلاح جاهين، لكن جلال عامر اختلف، فما إن اكتشفه قراؤه واكتشف هو نفسه وانتقاه ضمير الموجعين بوطنهم ليفاجأوا ويسعدوا بنهر من الاستنارة بأحوال العالم ومثقفيه وكتابه وأدبائه وساخريه ومقاتليه متجسدة فى كلمات بالغة الاختصار هائلة الدلالة محددة للآلام صانعة للآمال يجيدها ساخر يسرق أذنك وذهنك بقدر ما يجسد ويطرح عليك الهموم بقدر ما يلحقها بمفاتيح الحرية والتحرر والنصر.

 لسنوات طوال أراه وقت المعارك الانتخابية يحاور غير المدركين، قليلاً ما يهل على دكنتنا- مكتبتنا- يلقى السلام والتحية والاطمئنان لتبدأ زينب الحضرى إعداد الشاى فإذا به يصر خجلاً على تركنا «خلاص إنتو كويسين».

تبدأ سنوات العد التنازلى لثورة 25 يناير، يحتل صاحب التخاريف العبقرية مكانته عبر تلك السنوات.. بعد رحيل مبارك، يحتضنى باكياً، لكن تيارات أخرى تسارع لالتهام الثورة، تضيق نفسه عن تحمل هذا الاغتيال الإجرامى، يسقط فى الانفعال الحزين على الوطن فتسقط الروح الذكية عن الجسد، يغدر بنا ويغادرنا.. كثيرة هى لحظات القتل التى تعرضت أنا شخصياً لها دون أن تنقلنى من شعورى وثبات موقفى، ولم تذرف لى دمعة، عزت دموعى إلا فى الأعوام الثلاثة السابقة عن الثورة لكنها نزفت كثيراً ونحن نتقبل العزاء لا أقول فى جلال عامر فقط لكن فى كواكب من الرجال والنساء والشباب رحلوا غدراً وتعذيباً وحرماناً على درب الحرية والكرامة والعدالة.. ليتك تمهلت لتسعد بمصر تنتفض فى وجه مغتصبى ثروتها وسلطتها متمسكة باستمرار ثورتها.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية