جذب اللاعب الإماراتي الشاب عمر عبدالرحمن، الشهير بـ«عموري»، الأنظار بشدة في بطولة كأس الخليج العربي رقم 21 التي أقيمت مؤخرا في دولة البحرين.
وفاز بها منتخب بلاده «الإمارات» بعد تغلبه في اللقاء النهائي على منتخب العراق بهدفين مقابل هدف واحد، كان لصاحب الواحد والعشرين عاما نصيب في افتتاح التسجيل في هذه المباراة النهائية لصالح بلاده، بعدما راوغ ثلاثة لاعبين على طريقة الأسطورة الأرجنتينية «مارادونا»، وأودع الكرة الشباك بقدمه اليسرى المهارية.
كان هذا الهدف الثاني له في البطولة كلها، بعد هدفه الأول الرائع في مرمى منتخب قطر في أولى مباريات الإمارات بكأس الخليج، وكان هذا الهدف هو الذي أعاد منتخب بلاده إلى المباراة بعد تأخره بهدف، حيث تصدى لركلة حرة مباشرة خارج منطقة الجزاء، وسددها ببراعة لتستقر في الشباك وسط مشاهدة حارس المرمى لها، وفتح الطريق لفوز الإمارات بثلاثة أهداف، صنع منها هدفا أيضا، ليثبت استحقاقه لقب «أفضل لاعب في البطولة»، الذي حصده بعدما أبهر الجميع بمهاراته العالية وتمريراته المتقنة وقدراته الهجومية العالية.
«عموري»، اليمني الأصل، الذي لم ينجح في الحصول على الجنسية السعودية، منحته دولة «الإمارات العربية المتحدة» جنسيتها قبل ما يقرب من خمس سنوات، ليبدع مع فريق نادي العين الإماراتي، وهو لا يزال في سن صغيرة للغاية، ويجبر المدير الفني الألماني «وينفريد شيفر» على تصعيده إلى الفريق الأول عام 2009، ليبدأ «عبد الرحمن» مسيرته الكروية المحترفة الحقيقية.
صاحب القدم اليسرى الحساسة للغاية والمتفجرة بالموهبة، ولد تحديدا في 20 سبتمبر عام 1991 بمدينة الرياض لأسرة يمنية الأصل، لعب كرة القدم في منطقة فقيرة بالرياض تدعى «ساحة الملز» وحاول بعض الكشافين ضمه إلى صفوف «زعيم أندية الكرة السعودية – نادي الهلال»، إلا أن عدم حصوله على الجنسية السعودية ظل عائقا قويا أمامه، ليهاجر مع أسرته إلى الإمارات وينطلق في ناديها الكبير نادي العين.
«عمر»، الذي يمتلك شعرا كثيفا يشبه فيلايني، نجم إيفرتون، يجعله أقرب للاعبي السبعينيات، لديه 60 من الكيلوجرامات وزنا و173 سنتيمترا طولا، وقدمه اليسرى مع مهارته الفائقة جعلتهم يطلقون عليه في الخليج «ميسي الإمارات».
وهو ما علق عليه اللاعب الشاب، بقوله: «كل ما أعرفه هو أن اسمي عمر، ولست ميسي، أحب أن يطلقوا علي عموري، فهو لقبي المفضل».
وحول قميصه رقم «21» الذي ارتداه في البطولة التي تحمل نفس الرقم، ابتسم قائلا: «الأمر كله مصادفة بالتأكيد»، وحول دوره الكبير مع منتخب بلاده في هذا التتويج الرائع، أكد: «الفريق بأكمله هو نجم البطولة، وأن الجماهير الإماراتية التي ساندت منتخبها لها الكثير من الفضل في ذلك».
شارك «عموري» مع منتخب الإمارات في وقت مبكر أيضا نظرا لمهاراته الواضحة، حيث بدأها بالفوز بكأس آسيا للشباب عام 2008، ثم فضية عام 2010 والتأهل إلى أوليمبياد لندن 2012 الأخيرة، مشاركا منتخب الإمارات الحالي في أحلامه المستقبلية لما يضمه هذا المنتخب الواعد من عدد كبير من الشباب صغير السن والممتلئ بالقوة والمهارة.
وجاء الفوز بكأس «خليجى 21» ليؤكد أن الإمارات وفريقها الشاب سيكون أحد عمالقة القارة الآسيوية في المستقبل القريب، وسيكون «عمر» هو أحد أهم لاعبي القارة إذا ما استمر بهذا المستوى الرائع.
لعب «عموري» حوالى 70 مباراة، ما بين فريق العين وكل الفئات العمرية لمنتخبات الإمارات، خلال دقائق تجاوزت الـ5482 دقيقة، عبر المشاركة في 60 مباراة كأساسي و10 كبديل، أحرز خلالها 24 هدفا، بمعدل يصل إلى هدف واحد تقريبا كل ثلاث مباريات شارك فيها، ولم يحصد عددا كبيرا من البطاقات، حيث بلغ حصاده حوالى 11 بطاقة صفراء، وتحولت إحداها إلى حمراء في مناسبة واحدة فقط.
إجمالا، تبرز قدراته على التسجيل مبكرا في المباريات التي خاضها مع النادي أو المنتخب، حيث أحرز 60% منها في الأشواط الأولى، وكان أفضل فتراته التهديفية هو نهاية الشوط الأول «31 – 45»، وأول ربع ساعة من الشوط الثاني أيضا.
سجل 3 ركلات جزاء مثبتة في السجلات، وخلال خمس مباريات أحرز في كل منها هدفين، أغلبها في الموسم الماضي مع فريق العين.. ويظهر في السجلات أن «عموري» قد سجل هدفا في مرمى نادي الزمالك في مباراة ودية جمعت بينه وبين فريق العين عام 2010 وفاز الزمالك «2 /1».
خلال بطولة «خليجي 21» شارك في كل المباريات «5» في 399 دقيقة لعب منها واحدة فقط كبديل، وسجل كما ذكرنا هدفين مؤثرين، وصنع هدفا ثالثا، كما كان بتمريراته الإيجابية مساهما في باقي الأهداف.
وبلغت تسديداته 11 تسديدة «بمعدل تسديدتين في كل مباراة تقريبا» منها 7 بين القائمين والعارضة «نسبة دقة 30% تقريبا»، وتعرض لخمسة عشر خطأ ضده في محاولات إيقاف مراوغاته ورشاقة حركته، وهو أغزر اللاعبين في منتخب الإمارات تعرضا لأخطاء من المنافسين.
تعرض اللاعب صغير السن إلى الإصابة اللعينة في الرباط الصليبي مرتين، موسم 2009 /2010 ثم في عام 2011، وغاب في كل مرة ستة أشهر عن الملاعب، إلا أنه كان يعود بشكل أقوى مما سبق، وإن كانت مسيرته الكروية المتوقعة قد تتأثر بفعل هذه الإصابة تحديدا.. وهو ما لا نتمناه مع لاعب صاحب مهارة خاصة جدا، قد تدفع به إلى أفضل دوريات العالم الكروية، ويصبح في أحد الأيام لاعبا عالميا كبيرا، وفخرا لدولته وللعرب جميعا.