x

معسكر «اليسار والوسط» في إسرائيل يتراجع أمام يمين «نتنياهو»

الإثنين 21-01-2013 22:57 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : رويترز

في الوقت الذي تُظهر فيه استطلاعات الرأي تقدم معسكر اليمين الإسرائيلي، فإنها أيضًا تشير إلى تراجع واضح لمعسكري اليسار والوسط، خاصة بعد تشرذم هذين المعسكرين، ووقوع عدة انشقاقات بين أحزابهما، وفشل كل المحاولات لتوحيد هذين المعسكرين.

وتعد أحزاب «العمل»، «الحركة»، «يش عاتيد»، من أهم أحزاب هذين المعسكرين، إضافة إلى حزب «كاديما»، رغم تضاؤل فرصه في الحصول على تمثيل جيد في الانتخابات المقبلة.

ومن المتوقع أن تمثل هذه الأحزاب المعارضة الإسرائيلية المقبلة، أو المشاركة في الائتلاف الحكومي، الذي سيشكله اليمين الإسرائيلي، بزعامة «نتنياهو»، حيث لن تكون قادرة على فرض شروطها على هذا المعسكر، القادر على تشكيل أغلبية مريحة في الكنيست المقبل.


«يش عاتيد»

أسسه مؤخرًا الإعلامي الإسرائيلي، يائير لابيد، و«يش عاتيد» تعني بالعربية «هناك مستقبل».

ورغم توجهات «لابيد» اليمينية، إلا أن حزبه يمثل خليطًا من اليمين ويسار اليمين والوسط واليسار، كما كان الوضع في حزب «كاديما» عندما أسسه رئيس الوزراء الأسبق، أرئيل شارون.

وبدأ «لابيد» حياته المهنية صحفيًا في صحيفة «معاريف»، ومنها انتقل إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، وفي عام 1995 بدأ في العمل في القناة الأولى الإسرائيلية، ثم انتقل للقناة العاشرة بعد ذلك بسنتين، وقدم برنامج «استديو الجمعة»، وهو البرنامج الأكثر شعبية في إسرائيل.

وابتداء من عام 2010، تحدثت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عن رغبة لابيد في الدخول إلى الساحة السياسية الإسرائيلية، حتى أعلن استقالته في يناير 2012، ودخوله الحياة السياسية، وتأسيسه حزب «يش عاتيد».

وأثر ظهور الحزب الجديد بشكل كبير على حزب «كاديما» برئاسة شاؤول موفاز، الذي انتقل العديد من مؤيديه، بحسب استطلاعات الرأي، إلى التصويت لحزب «يش عاتيد»، الذي تشير الاستطلاعات إلى حصوله على ما بين 9 و14 مقعدا في الانتخابات المقبلة.

 ويدعم الحزب الاستيطان، وبدأ حملته الانتخابية، التي يخوضها بشعار «سنُغير للأفضل»، من مستوطنة أرئيل، كما يدعم الحزب المفاوضات مع إسرائيل، وربط دخوله الائتلاف الحكومي المقبل بجلوس رئيسه على مائدة المفاوضات مع الفلسطينيين، إلا أنه يؤكد في نفس الوقت أنه لا انسحاب من شرق القدس المحتلة، وأنه لا عودة للاجئين، وهو ما يتماهى مع تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

 

«الحركة»

كما أسس «لابيد» حزبه قبيل الانتخابات، أسست وزيرة الخارجية السابقة، وزعيمة حزب «كاديما» السابقة، تسيفي ليفني، حزبًا جديدًا، باسم «الحركة» بعد عودتها للحياة السياسية مرة أخرى، في أعقاب اعتزالها لها لفترة قصيرة، في أعقاب هزيمتها أمام شاؤول موفاز، على رئاسة حزب «كاديما».

واستطاعت «ليفني» عقب تأسيس حزبها الجديد، ضم سبعة من نواب حزبها السابق «كاديما»، بالإضافة إلى نائبين من حزب العمل، من بينهما وزير الدفاع السابق عامير بيرتس، وعدد من القيادات الأمنية الإسرائيلية السابقة.

غير أن الحزب الذي يدعو لإقامة دولة فلسطينية، وإلى خدمة اليهود المتدينين «الحريديم» في الجيش، ليس قادرًا على الظهور كمنافس لـ«نتنياهو» في الانتخابات المقبلة، التي يخوضها تحت شعار «الأمل يغلب الخوف»، حيث تمنحها استطلاعات الرأي ما بين 8 و10 مقاعد.

 

«العمل»

تأسس عام 1968، من وحدة 3 أحزاب أبرزها «الماباي» الذي لعب دورًا كبيرًا في إقامة إسرائيل، والذي تأسس عام 1930.

وجاء في بيان تأسيس الحزب أنه يسعى إلى تجميع «الشعب اليهودي» في بلاده، وإقامة مجتمع عمالي عادل في دولة إسرائيل، وسيعمل من أجل تعميق الديمقراطية ورفاهية الشعب.

ويقول الحزب إنه اتخذ لنفسه طريقًا صهيونيًا اشتراكيًا، رغم طغيان صهيونيته على اشتراكيته. إلا أن المد اليميني الموجود حاليًا في الشارع الإسرائيلي دفع رئيسة الحزب شيلي يحيموفيتش، إلى اعتبار الاشتراكية تهمة ونفيها عن حزبها.

حكم الحزب إسرائيل حتى عام 1977، عندما انتقل للمرة الأولى إلى صفوف المعارضة، بعد خسارته أمام حزب الليكود.

وتعرض الحزب، الذي تترأسه حاليًا الصحفية «يحيموفيتش»، لانشقاق خلال دورة الكنيست الـ 18، إذ شكّل وزير الدفاع إيهود باراك، مع أربعة آخرين من نواب الحزب بالكنيست كتلة جديدة تعرف باسم «الاستقلال».

ويخوض الحزب الانتخابات تحت شعار «الوضع يمكن أن يكون أفضل هنا»، وتشير استطلاعات الرأي إلى حصول الحزب على ما بين 17 و19 مقعدا في الكنيست المقبل.

 

«كاديما»

تأسس عام 2005 بمبادرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، أرئيل شارون، بعد انشقاقه عن حزب الليكود، الذي كان يترأسه، بعد انتقادات له بسبب قراره الانسحاب من قطاع غزة بشكل أحادي الجانب.

ويترأس الحزب حاليًا شاؤول موفاز، بعد انتصاره على زعيمة الحزب السابقة تسيفي ليفني، في الانتخابات الداخلية الأخيرة للحزب.

وحصل «كاديما» على 28 مقعدا في الكنيست الـ 18، إلا أنه لم يتمكن من تشكيل ائتلاف حاكم، في حين استطاع بنيامين نتنياهو القيام بذلك.

ويؤمن «كاديما» بحق الشعب الإسرائيلي التاريخي في كامل أرض فلسطين التاريخية، ويرى أن التنازل عن جزء من هذه الأرض لا يعني التنازل عن الأيديولوجيا الصهيونية، وإنما تطبيق لها، وذلك لضمان وجود دولة يهودية وديمقراطية في إسرائيل.

وتتوافق هذه النقطة تحديدًا مع مواقف «شارون» الذي ترك رئاسة «الليكود» بعد انسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، عندما كان رئيسًا للوزراء، بسبب الانتقادات التي وجهت إليه.

وتشير استطلاعات الرأي إلى حصول الحزب على مقعدين أو ثلاثة مقاعد كحد أقصى، في انتخابات الكنيست المقبلة، التي يخوضها بشعار «إلى الأمام»، (نفس اسم الحزب)، حيث توزع مؤيدو الحزب على حزبي «يش عاتيد»، و«الحركة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية