فيما يبدو أنها القرارات والتصريحات الأخيرة الهادفة لجذب أصوات اليمين الإسرائيلي والمستوطنين، قبل يوم واحد من إجراء الانتخابات الإسرائيلية، الثلاثاء، قرر وزير الدفاع، إيهود باراك، استكمال بناء الجدار العازل بين القدس المحتلة ومستوطنة معاليه أدوميم بالضفة، فيما رفض رئيس الوزراء، وزعيم قائمة «الليكود- بيتنا»، بنيامين نتنياهو، تفكيك أي مستوطنات في أي مفاوضات مقبلة، مؤكدا أن كل المستوطنات ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية.
وقالت «هاآرتس» إن وزير الدفاع، إيهود باراك، والذي أعلن اعتزاله الحياة السياسية بعد الانتخابات المقبلة، وضع خطة لاستكمال إقامة الجدار العازل بين مدينة القدس المحتلة ومستوطنة معاليه أدوميم، وهو الجدار الذي سيعزل الفلسطينيين خارج المنطقة الاستيطانية «إي وان» (E1)، بالضفة الغربية المحتلة، والتي أقام فيها نشطاء فلسطينيون مؤخرًا قرية «باب الشمس».
وشهدت الانتخابات الداخلية لحزب الليكود، صعودًا كبيرًا لتيار المستوطنين، الذي يقوده داخل الحزب موشي فيجلين، والذي حصل على حوالي 29% من أصوات أعضاء الحزب في معركته على رئاسة الليكود أمام «نتنياهو»، وهي النسبة التي لم يكن يتمتع بها «فيجلين» وتيار المستوطنين من قبل.
وركز «نتنياهو» في حملته الانتخابية على الاستيطان والتأكيد على عدم إخلاء الكتل الاستيطانية، وذلك على حساب حديثه عن البرنامج النووي الإيراني، الذي يأتي على صدارة برنامجه الانتخابي، والذي يؤكد أيضًا في كل مناسبة أن إيران لن تكمله ولن تصبح دولة نووية طالما كان هو رئيسًا للحكومة.
وقال «نتنياهو» في حديث بالفيديو لموقع «والا» الإخباري الإسرائيلي إنه لا يُفضل إقامة دولة فلسطينية، وإنما يُفضل «نوعًا ما من الحكم»: «لا أريد أن أسيطر على الفلسطينيين، ولا أريدهم مواطنين في دولة إسرائيل، كما أنني لا أريدهم رعايا، لذا سيكون هناك نوع ما من الحكم في إطار منزوع السلاح».
وحقق تيار المستوطنين داخل حزب الليكود تقدمًا جديدًا في الانتخابات التحضيرية للحزب التي تحدد هوية وترتيب الذين ستتضمنهم القائمة التي سيخوض بها الحزب انتخابات الكنيست المقبلة، حيث احتل عدد من رموز هذا التيار أماكن متقدمة في القائمة، على حساب عدد ممن يُصنفون على أنهم «معتدلون».
وقال «نتنياهو»، الذي تشير كل استطلاعات الرأي إلى تصدره السباق الانتخابي، إن حكومته بعد الانتخابات لن تُخلي أو تُفكك أي مستوطنة، قائلًا: «لقد فككنا مستوطنات (في قطاع غزة) وحصلنا على صواريخ، وأنا لا أعتزم القيام بهذا الأمر»، في إشارة إلى انسحاب رئيس الوزراء الأسبق، أرئيل شارون، ورئيس حزب الليكود، الذي يترأسه «نتنياهو» حاليًا، من قطاع غزة، بشكل أحادي الجانب.
ورفض «نتنياهو» إخلاء مستوطنات حتى لو كان ذلك باتفاق، قائلًا: «ماذا يعني باتفاق؟ هل هذا يغير شيئًا؟ هل بإمكان أحد ما أن يضمن أنه عندما تخلي منطقة، وتقتلع يهودًا، ألا تدخل حماس ومندوبو إيران؟ كل شخص رأى ما حدث فعليًا»، في إشارة إلى إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، بعد الانسحاب أحادي الجانب منها، وتفكيك المستوطنات الإسرائيلية التي كانت بها. وأضاف «نتنياهو»: «جوش عتسيون، أرئيل ومعاليه أدوميم ستبقى جزءًا من دولة إسرائيل».