أشعل متظاهر عراقي النار في نفسه، الأحد، احتجاجًا على تردي الأوضاع المعيشية وذلك في تحول مثير في الاحتجاجات التي يقوم بها السنة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، والتي تمثل تحديًا لحكومة رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي.
وقالت الشرطة إنه خلال احتجاجات شارك فيها نحو ألفا متظاهر في مدينة الموصل الشمالية أشعل رجل النار في نفسه قبل أن يسارع الآخرون بإطفاء اللهب بستراتهم. ونقل الرجل إلى المستشفى مصابًا بحروق في وجهه ويديه.
وقال غانم العبيد منظم الاحتجاج في الموصل التي تبعد 390 كيلومترًا شمالي بغداد: «لا نريد أن يشنق الناس أنفسهم أو أن يحرقوا أنفسهم هذا مخالف لتعاليم الإسلام لكنه (الرجل) وصل إلى حالة من اليأس جعلته يشعل النار في نفسه».
وترددت أصداء إشعال النار في النفس في العالم العربي منذ أن أشعل بائع الخضراوات التونسي محمد البوعزيزي النار في نفسه قبل عامين. وأثارت وفاة الرجل في يناير 2011 موجة الثورات التي أطاحت بزعماء عرب في أنحاء شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
ويبين الحادث في العراق عدم تراجع حالة الإحباط بين السنة رغم التنازلات التي قدمها «المالكي».
ويشعر الكثير من العراقيين السنة بأنهم مستهدفون على نحو جائر من قوات الأمن ومهمشون من السلطة منذ سقوط نظام صدام حسين بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 وصعود الأغلبية الشيعية للحكم من خلال صناديق الانتخابات.
وتركزت الاحتجاجات في محافظة الأنبار وهي منطقة صحراوية واسعة تمثل ثلث الأراضي العراقية وأغلب سكانها من السنة الذين يعيشون في بلدات وقرى على امتداد نهر الفرات.