بدأت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا»، إرسال إشارات لمركبتها الفضائية الصغيرة «سبيريت مارس» في محاولة أخيرة لانتشال المركبة العالقة في رمال الكوكب الأحمر وإعادتها للأرض.
وتحاول الوكالة الأمريكية من خلال أجهزة التحكم الأرضي إرجاع المركبة للوراء في الاتجاه الذي أتت منه وذلك بتحريكها سنتيمترات قليلة في كل محاولة، وقد تستمر المحاولات حتى فبراير المقبل، حيث من المقرر أن تجري مراجعة سنوية للبرنامج.
وتعد«سبيريت» واحدة من مركبتين فضاء فاقتا كل التوقعات، وتعملان للعام السادس بعد إنتهاء مهمتهما التي لم تكن تتجاوز ثلاثة أشهر والمتمثلة في استكشاف سطح المريخ لنقل اكتشافات مهمة عن احتمالات وجود مياه على الكوكب الأحمر، وقد تغلبت المركبة على عقبات لم يكن أحد من العلماء يتوقع أن تتمكن من اجتيازها لتنال عن جدارة لقب «المركبة القادرة»، تيمنا باسم كتاب الأطفال المصور الشهير «المحرك الصغير القادر» والمعروف أيضا باسم «زي بوني إنجين».
وتعطلت «سبيريت» عندما اصطدمت في أبريل الماضي بكتلة صخرية وعلقت عجلاتها في تربة لها قوام مسحوق "التلك" وهو مسحوق «سيليكات الماغنيسيوم» ويتميز بنعومته الشديدة، ومنذ ذلك الحين والعلماء عاكفون في مختبرات الدفع النفاث في كاليفورنيا لإيجاد حل لهذا المأزق.
لكن ما زاد الموقف تعقيداً، وجود حافة صخرية ناتئة تحت قاع المركبة ما قد يتسبب في حدوث شرخ في قاعها، وفي حال فشل ناسا في تحرير المركبة، فقد يضطر العلماء لتركها في موقعها، مع التركيز على إجراء الأبحاث في ذلك الموقع حتى تفقد المركبة قدرتها على العمل.
يذكر أن المركبة «سبيريت» حطت على سطح المريخ في الثالث من يناير عام 2004، وأعقبتها نظيرتها «أوبرتيونيتي» بعد ثلاثة أسابيع، ومنذ ذلك الحين تمكنت المركبة التي لا يتجاوز حجمها حجم عربة الجولف، بتزويد العلماء بمعلومات مهمة عن تاريخ المياه والسوائل على الكوكب الأحمر، وقد تمكنتا من إرسال 250 ألف صورة والسير مسافة تزيد على 13 ميلا. ولا تزال المركبة الأخرى «أوبرتيونيتي» بحالة جيدة وتتحرك باتجاه فوهة بركان« أنديفور» لمهمة استكشاف رابعة.