x

محمد العرابي: الولايات المتحدة تراقب «الإخوان» ولن تسمح بالمساس بالحريات (حوار)

السبت 19-01-2013 19:10 | كتب: عماد فؤاد, محمود رمزي |
تصوير : أحمد طرانة

لم يستمر محمد العرابى فى منصبه وزيراً للخارجية فى حكومة الدكتور عصام شرف فترة أكثر من شهر، ربما يراها البعض غير كافية أمامه للاطلاع على جميع ملفات مصر الخارجية، لكنه بحكم خبراته الدبلوماسية التى تمتد لأكثر من 40 عاما، يملك قدرة على التحليل ورصد الأداء المصرى فى السياسة الخارجية. وهو يرى أن العالم سينتفض غضباً إذا دخلت مصر محور «إيران- حزب الله- حركة حماس».

وقال «العرابى»، الذى تولى مؤخراً، منصب نائب رئيس حزب المؤتمر، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إن قطر «تمسك مصر من إيديها اللى بتوجعها» أى الاقتصاد، مبديا مخاوفه من أن نكون هدفا لمخططها الاستراتيجى، مشيرا إلى أن فكرة توطين الفلسطينيين فى سيناء مستحيل تنفيذها، وأن قرارات الفريق أول عبدالفتاح السيسى بشأن تنظيم التملك هناك ضمانة لعدم تنفيذها، وإلى نص الحوار:

■ ماذا دار خلال لقاء قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى بالسيناتور جون ماكين، عضو مجلس الشيوخ الأمريكى، الذى حضرته قبل أيام؟

- «ماكين» والوفد المرافق له جاء لتقييم الأوضاع فى مصر، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية، وخلال اللقاء أكدنا معارضتنا سياسات الحكومة، دون التطرق لشرعية النظام الحاكم على الإطلاق، كما أوضحنا أنه حتى تكون هناك ديمقراطية حقيقية يجب على النظام الاعتراف بالمعارضة، وأن مصر تعانى حاليا من أزمة اقتصادية، وتحتاج من واشنطن الإفراج عن المساعدات الاقتصادية، فيما طالب «ماكين» المعارضة عامة بتنظيم صفوفها، وخوض انتخابات مجلس النواب المقبلة.

■ أثارت زيارة قائد فيلق القدس الإيرانى، اللواء قاسم سليمانى، جدلاً فى الأوساط السياسية، ما رأيك؟

- لست من المقتنعين بعودة العلاقات بين مصر وإيران دون شروط، وفى هذا التوقيت الخطير الذى تتشابك فيه العلاقات الدولية، فضلا عن اختلاف أسلوب التعامل المصرى على المستوى الدولى، عن إيران التى تميل إلى السياسة الخشنة ومحاولة التدخل فى سياسات الدول المجاورة، بعكس تركيا التى تسعى إلى تعظيم دورها عبر ما يمكن وصفه بالسياسة الناعمة، ولذا يجب أن يسبق إعادة العلاقات بين البلدين الجلوس على مائدة المفاوضات، ليعرف كل طرف الخطوط الحمراء التى لا يجب تجاوزها فى علاقته بالآخر، وأرى أن تضحية مصر بمحيطها العربى والقومى والاستراتيجى من أجل إيران خطأ جسيم.

■ ما طبيعة المخاوف لديك من عودة العلاقات بين البلدين؟

- مازال العالم لا يعرف جيدا طبيعة التيار الإسلامى الذى يحكم مصر، ويترقب ماذا سيفعل بعد أن نجح فى الوصول إلى سدة الحكم، خاصة أن سياساتنا الخارجية غير واضحة المعالم حتى الآن، وهناك مخاوف من دخول مصر محور «إيران وحزب الله- حماس»، وإذا ما حدث ذلك فسينتفض العالم غضباً، وسيترتب على ذلك تداعيات وخيمة على جميع المستويات سواء الاقتصادية أو السياسية أو غيرهما.

■ فى ظل هذه المخاوف، ألا ترى أن مجرد الحوار مع إيران يشعر العالم بالخطر؟

- يجب أن يبدأ الحوار أولاً بشكل غير رسمى على مستوى النخبة الثقافية والسياسية، ولدى الجانبين ما يكفى من الخبراء فى هذا المجال.

■ البعض يرى أن وصول الإسلاميين للحكم يزيد من صعوبة الأمر على خلفية الصراع السنى- الشيعى؟

- فى هذا جزء من الحقيقة، لكن علينا الانتباه إلى أن الصراع السنى- الشيعى جزء من مخطط دولى كبير، بدأ بعد تفجيرات أحداث 11 سبتمبر، ويهدف لتصدير خطر الجهاديين الإسلاميين إلى الدول العربية والإسلامية، ونقل مسرح الصراع من أمريكا والدول الغربية إلى الدول العربية، ويجب وضع هذا فى الاعتبار فى حوارنا مع إيران، خاصة بعد أن بات المخطط واقعاً، ويجب أيضا فى حالة عودة العلاقات وضع الضوابط الضرورية ومنها تنظيم الزيارات السياحية والتواجد الشيعى فى مصر والإقامة وغيرها من الملفات، والحقيقة أنا تفاءلت خيراً بزيارة الرئيس محمد مرسى إلى إيران وخطابه القوى أمام قمة عدم الانحياز هناك.

■ لكن البعض وقتها انتقد خطابه واعتبره عنصرياً وخروجاً على العرف الدبلوماسى؟

- هذه حقيقة، وهذا ما يؤكد أهمية مواجهة مخطط إشعال الصراع السنى- الشيعى، وأرى أن ذلك المخطط سيفشل لوجود عقلاء يتصدرون المشهد على المستوى العربى، ولكن فى المقابل نلحظ النهم الإيرانى فى محاولة السيطرة على المنطقة، وهذا السلوك مكشوف بشكل كبير.

■ 7 أشهر مضت على تولى مرسى الحكم، ولم تظهر ملامح واضحة للسياسة الخارجية المصرية، بم تفسر ذلك؟

- هذا طبيعى جداً، لأن البيت المصرى من الداخل غير مرتب من الأساس، ولا أعرف ما هى الرسالة التى يمكن أن يحملها وزير الخارجية عند أى زيارة خارجية، فى ظل أحداث العنف التى شهدها محيط قصر الاتحادية الرئاسى، وحصار المحكمة الدستورية العليا، ومدينة الإنتاج الإعلامى، والخلاف حول الدستور الذى شق الصف، ووجود عناصر مسلحة فى سيناء، وبصراحة الصورة سيئة للغاية.

■ ألم تسهم جولات مرسى الخارجية فى تغيير تلك الصورة القاتمة؟

- يجب أن نفرق بين ما أقوله بشأن الأحداث الداخلية، وجولات الرئيس الخارجية بعد انتخابه، التى أراها ضرورية وحتمية حتى يرى العالم الرئيس المصرى الجديد، ويعرف رؤيته بشكل مباشر وعن قرب، وبين توابع وتصاعد الأحداث والأزمات الداخلية بعد ذلك، التى أثرت بطبيعة الحال على صورة مصر، بما لا يتناسب مع حضارتها وشخصيتها، ومدى تأثيرها فى المنطقة، وعلى المستوى الدولى.

■ هل ترى فى تولى عصام الحداد، وهو قيادى إخوانى بارز، منصب مساعد الرئيس للشؤون الخارجية، إضافة جديدة على المستوى الدبلوماسى؟

- مازال الرجل فى البداية، ولذلك لم يشعر أحد بأى تغيير فى الأداء، ويجب أن نعترف بقبضة الرئاسة القوية والواضحة على السياسة الخارجية الحالية، وهذا حدث للحق فى عهد الرئيسين الراحلين جمال عبدالناصر، وأنور السادات، وحسنى مبارك، لكنه كان يتراوح صعودا وهبوطا، وبعض الدول ترى أن التواصل المباشر مع مبعوث مباشر من الرئيس والاستماع إليه هو الأهم.

■ لكن البعض لديه تخوفات من دور الحداد ورفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، فى تعيين السفراء؟

- من الظلم أن نقول هذا فى وجود محمد كامل عمرو وزيراً للخارجية، لأنه من الوزراء الذى يعملون دون ضجيج، والحقيقة أن مهمة الطهطاوى ثقيلة، ولا تسمح له بلعب دور آخر فى وزارة الخارجية، وهو سفير من طراز رفيع، ولا يجب القول إن موقفه المؤيد لخطوات جماعة الإخوان بعد ثورة 25 يناير، ستسمح له باتخاذ خطوات مخالفة لتاريخه، أما «الحداد» فلا أعرفه، ولم ألتق به من قبل، ولكن يجب أن يسعى الجميع لتطوير أداء الوزارة حتى لا يتهم الجهاز الدبلوماسى بالإسراف فى موارد الدولة، ومن سبل التطوير أن تنقل هذه السفارات التجارب الاقتصادية والعلمية للدول المتقدمة الموجودة بها، والتنسيق فى هذا الأمر مع الوزارات ومؤسسات الدولة بكاملها، ورغم أهمية رعاية المصريين فى الخارج فإنها ليست المهمة الوحيدة المطلوبة من الجهاز الدبلوماسى، ولكن ما آمله لم يحدث حتى الآن.

■ هناك مخاوف من محاولات «أخونة الخارجية»، كما يسميها البعض، بدعم من الحداد، ما رأيك؟

- من المنطقى أن تكون هناك محاولات لأخونة الوزارة، وإضفاء السمة الأساسية لنظام الحكم وتوجهاته على كل مؤسسات الدولة، ولا ننفى هذا الحق الشرعى فى وجود رئيس منتخب عن حزب الحرية والعدالة، التابع للإخوان، وأؤكد أن «الأخونة» لم تصل بعد إلى الوزارة، ولم يخترقها أحد، وفى كل الأحوال أرى ضرورة أن تظل الوزارة الخارجية محصنة عن لون الحكم الحالى.

■ هل من الوارد قبول نقل مقر حركة حماس، الفلسطينية، من سوريا إلى مصر؟

- بالطبع وارد بعد تصاعد الأحداث فى سوريا، وهذا طبيعى فى ظل تغيير خريطة التحالفات بين دول المنطقة، فالتحالف المصرى مع الحركة صار أكبر بعد صعود الإخوان للحكم، وأمريكا والدول الأوروبية ترى أن وصول التيار الدينى لحكم مصر يعنى إمكانية السيطرة على حماس، ووضعها فى الإطار المطلوب، ما تبلور فى أحداث غزة الأخيرة نتيجة ثقة حركة حماس فى الإخوان والرئيس مرسى، ولكن أظن أن نقل مقر حركة حماس للقاهرة سيقابله رفض شعبى مصرى، وترحيب دولى، لأنه يعنى احتواء الحركة.

■ هل نجاح مرسى فى احتواء أزمة العدوان على غزة مؤخرا يدعم وجهة نظرك؟

- هناك خصوصية للعلاقة بين حماس والإخوان، وكان ذلك سببا فى حل الأزمة سريعا، ولكن لا يمكن إغفال التواصل القوى لوزارة الخارجية والأجهزة السيادية مع قادة الحركة منذ تأسيسها حتى الآن.

■ لكن هناك استياءً من جانب حركة فتح، مما تعتبره انحيازا من الإخوان لـ«حماس»؟

- بالفعل، وظهر ذلك جلياً فى تصريحات قادة فتح، لكننى أراه مبالغا فيه، لأن مرسى تحدث أكثر من مرة عن جهود وضرورات المصالحة بين الحركتين، وعموما يجب ألا ينحاز الرئيس أو الإخوان لفصيل منهما، لأن هذا يعوق جهود المصالحة الفلسطينية.

■ فكرة توطين الفلسطينيين فى سيناء تثير مخاوف الكثيرين، فإلى أى مدى ترى إمكانية تنفيذها؟

- هناك قدر من المبالغة، لأن هذا الأمر غير مطروح حاليا، فضلا عن صعوبة تنفيذه، وقرار الفريق أول عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، حول قواعد التملك فى سيناء يعد ضامنا لعدم حدوث ذلك، ويجب تعزير تواجد الجيش فى سيناء بقوات إضافية، لأن الخطر الأكبر يكمن فى تمركز الجهاديين وعناصر تنظيم القاعدة، وأعضاء حماس المسلحين لخلق التوترات، وليس التوطن فيها.

■ بم تفسر الإشادات الإسرائيلية المتكررة بالرئيس منذ وصوله للحكم؟

- يجب أن ننظر إليها بحذر، لأن إسرائيل لديها القدرة على خلق اضطرابات داخلية، وتأجيج الصراع، وتسميم الأجواء، وزعزعة الثقة بين الرئيس وشعبه، وليست صافية المقاصد دائما.

■ لكن خطاب الرئيس إلى إسرائيل، مؤخرا، اظهر التناقضات بين حديثه المعلن عنها والموقف غير المعلن؟

- صحيح، مفيش كلام، لكن يجب ألا ننسى أن نظام الحكم الحالى يريد البقاء، وهذا هو سبب اتخاذه خطوات يمكن وصفها بـ«المتناقضة»، ويراها هو ضرورة لإحداث التوازن السياسى الدولى المطلوب، وعلى فكرة ما يقوله الرئيس أو حزبه أو جماعة الإخوان مرصود دوليا، ورهن للتحليل الدقيق من دول العالم، والسفراء الأجانب فى مصر لا يلعبون، لكنهم يراقبون الوضع، ويرسلون إلى دولهم انطباعاتهم نحن تحت المجهر، ويجب ندرك ذلك.

■ ما انطباعاتك عن تفاقم الأزمات بين نظام مرسى ودولة الإمارات، وما يتردد عن نشاط جماعة الإخوان هناك؟

- لمست ضيقا شديدا من الإماراتيين أثناء زيارتى لهم، عندما كنت وزيرا للخارجية، فى حكومة الدكتور عصام شرف، لا تتناسب مع طبيعة الشخصية الإماراتية، والحقيقة هناك مبالغة فى تقديرنا لنواياهم نحونا، كما أنهم يبالغون فى نوايانا تجاههم بعد وصول الإخوان للحكم، ويرجع الخلاف من رصد الأمن الإماراتى لنشاطات الإخوان لديهم لا يمكن إنكاره، خاصة أنه يرونه أنه يهدد أمنهم القومى، وهم لن يسمحوا بتجنيد جماعة الإخوان لأبنائهم، أو أن يلعب أحد فى عقولهم، كما يرون أن ضم مستثمرين إماراتيين إلى قضايا فساد مع مسؤولين فى النظام السابق خطأ يمثل إهانة لهم، وتصدر ضاحى خلفان للحديث عن الأزمة تسبب فى تفاقمها وهو مرفوض وكان يجب على المسؤولين فى الإمارات منعه لأنه يتحدث عن مصر.

■ بماذا تفسر الاهتمام الزائد من مؤسسة الرئاسة بأعضاء الإخوان الذين تم اعتقالهم مؤخراً، قياساً بالمصريين- غير المنتمين للجماعة- المحتجزين فى دول خليجية فى قضايا مختلفة؟

- الزيارة التى أجراها «الحداد» ومدير المخابرات للإمارات جانبها الصواب، من زاوية الاهتمام بأعضاء الإخوان المتهمين فى قضايا أمنية هناك، ولكنها مبررة اذا كان لدى الرئاسة ما يشير إلى أن القضية قد تمس مستقبل العلاقات أو الأمن القومى، ويجب دخول «الحداد» بأجندة وتصور كامل لجميع قضايا المصريين فى الإمارات، وليس مجموعة إخوانية فقط، وكان يجب أيضا ألا تكون الزيارة للإمارات فقط وإنما تمتد للسعودية والكويت والعراق.

■ ألا تلاحظ أن هناك جموداً فى العلاقات مع دول الخليج رغم النفى الرسمى من الجانبين؟

- طبيعى أن نمر بأزمة مع دول الخليج، بعد أن أبدى النظام الحالى استعداده لعودة العلاقات مع إيران، وإطلاق بعض التصريحات العدائية تجاههم والاعتداء غير المبرر على السفارة السعودية أضف إلى ذلك أننا لم نتواصل معهم بشكل جيد بعد الثورة، وعندما ألتقى مسؤولين خليجيين ألمس لديهم نبرة حزن ورثاء على الوضع فى مصر، وتهكم على القرارات والسياسات، وخوف من تصدير الثورة لبلادهم، ويكررون سؤال: «لماذا تفعلون فى بلدكم كل هذا؟».

■ هل لتعاطف دول الخليج مع مبارك دور فى الأزمة؟

- تعاطف دول الخليج مع الرئيس السابق عامل ساهم فى تفاقم الأزمة معهم، ولكنه ليس عاملاً رئيسياً لأن مبارك يمثل لهم أهم ركائز الأمن القومى فى المنطقة، وهو من حرر الكويت من الاحتلال العراقى، ويتضايقون من تعاملنا معه بهذا الشكل بعد الثورة، وما زاد من الاحتقان أحداث السفارة السعودية ونشاط الإخوان فى دولهم لأنهم يرونه مهددا لأمنهم، فضلا عن التواصل مع إيران.

■ هناك قلق كبير من تغلغل الدور القطرى فى مصر، البعض يراه يمس السيادة ويقزم الدور المصرى فى المنطقة، فما تعليقك؟

- قطر دولة صغيرة بإمكانيات وقدرات اقتصادية كبيرة، وتريد لعب دور فى المنطقة، وبالمقابل اكتفينا بدور المتلقى، وقطر ساهمت فى حل أزمات فى السودان وسوريا وليبيا، ونحن غائبون تماما، هم يدخلون إلينا من نقطة ضعفنا وهى الاقتصاد، «وده مسك من الإيد اللى بتوجعك»، وأتمنى ألا نكون هدفاً من مخطط استراتيجى تقدم عليه قطر.

■ لماذا هذا الاهتزاز القوى فى العلاقات المصرية - الليبية؟

- نتيجة للأوضاع الليبية المتدهورة وانتشار السلاح والجهاديين، وقد وضعت خطة للمساهمة فى إعمار ليبيا ولم يسعفنى الوقت لتنفيذها.

■ رغم خطابات الرئيس المتكررة عن العمق الأفريقى، لم نجد زيارة رسمية أفريقية إلى مصر أو تأثيراً حقيقياً لنا فى دولة من دول القارة، أو حلاً فى أزمة مياه النيل.. ألا يعد هذا تناقضاً بين القول والفعل؟

- الحديث عن العلاقات بشكل عام دون خطوات لن يفيد، والرئيس لم يفعل شيئا فى استعادة النفوذ المصرى فى أفريقيا على أرض الواقع، ويتم التعامل مع هذه الدول على طريقة النظام السابق، وللعلم هناك توجس ومخاوف لديهم من نظام الحكم الإسلامى فى مصر ومن انتشار بعض الأفكار المتطرفة، لذلك على الرئيس والخارجية التواصل مع رؤساء هذه الدول من منطلق التنمية والشراكة.

■ ما رأيك فى التخوفات من الدور الإسرائيلى فى أفريقيا؟

- بدل الكلام الكتير عن الدور الإسرائيلى نعمل زيها.

■ لماذا تراجع التأييد العربى للثورة السورية، وهل تلمس جهداً لمصر فى تلك الأزمة أم لا؟

- النظام السورى أصبح عبئاً على الشعب، والعالم كله يريد التخلص من بشار الأسد، ولكن فى الوقت نفسه هناك مخاوف على مستقبل سوريا فى ظل تسليح المعارضة بشكل مخيف وتوافد الجهاديين وأعضاء تنظيم القاعدة على سوريا، لذلك قل التأييد العربى والأنظمة أيضا لهذه الثورة، ويجب حل القضية السورية فى إطار سلمى، بحيث ينسلخ نظام الأسد تدريجيا مثلما حدث فى اليمن، لأن عواقب استمرار الوضع بهذا الشكل خطيرة جداً، أما عن الدور المصرى فقد تأخرنا كثيرا فى التدخل وكان يجب بدلا من انتظار الأخضر الإبراهيمى، المبعوث الأممى، كان يجب علينا مباشرة الذهاب إلى القوى الفاعلة فى استمرار هذه الأزمة وهى روسيا والصين وتركيا وإيران للتفاوض حول الطريقة المناسبة لحلها.

■ مواقف الرئيس مرسى داعمة للثورة السورية وفى المقابل لم يعترف بالائتلاف الوطنى السورى الثورى مثلما فعلت دول أخرى.. ألا يعد هذا تناقضاً؟

- الاعتراف بالائتلاف الوطنى السورى يجب أن يتم فى إطار عربى وليس بمبادرة من مصر.

■ هناك استياء فى مصر من الموقف الأمريكى تجاه الأحداث الدامية التى جرت بعد الإعلان الدستورى، والبعض يراه فى إطار التفاهمات الإخوانية الأمريكية.. ما رأيك؟

- أمريكا تنظر إلى مصر فى إطارين، الأول أن هناك انتخابات رئاسية حرة جرت، والإطار الثانى عدم السماح تحت أى ظرف من الظروف بفشل ثورات الربيع العربى ومكتسباتها، وهى تترقب وترصد عن بعد وتنتظر إجراءات النظام الإسلامى الحالى فى مصر بعد الانتخابات البرلمانية وما سيخرج من تشريعات سواء من النواب أو الشورى، ومدى تأثير ذلك على الحريات العامة والأقليات ومساسه بالتجربة الديمقراطية، كما يترقب أيضا الاتحاد الأوروبى.

■ هل تعتقد أن هناك صفقة تمت بين الإخوان وأمريكا فى الانتخابات الرئاسية، كما تردد قوى المعارضة؟

- غير صحيح، لكن الولايات المتحدة الأمريكية تراقب الوضع منذ أيام النظام السابق، وبحثت عمن يأتى بالاستقرار بعد مبارك الذى سينتهى نظامه حتما فى أقرب وقت سواء بالتدخل الإلهى أو بثورة، وتأكدت أن الإخوان هم الفصيل البديل والمنظم، ووضعته تحت عبارة «عنوان الاستقرار بعد مبارك» ولن تسمح أمريكا بالمساس بالأعمدة الأساسية للتجربة الديمقراطية، الخاصة بالحريات ودور المرأة وحرية الاعتقاد.

■ عندما كنت وزيراً فى حكومة شرف، هل لمست تفاهمات بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان المسلمين فى هذه الفترة؟

- كانت هناك حالة من المخاوف المتبادلة بين المجلس العسكرى وجماعة الإخوان، والحكومة تتخوف من الاثنين وكانت مغلولة اليد، فخسر الجميع.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية