x

«اليمين المتطرف» يرسم سياسة إسرائيل بانتخاب «نتنياهو»

السبت 19-01-2013 17:55 | كتب: جيهان فوزي |
تصوير : أ.ف.ب

حملت التوقعات بأن تكتل اليمين المتدينين في إسرائيل، بقيادة بنيامين نتانياهو، هو الذي سيشكل الحكومة المقبلة بعد الانتخابات البرلمانية التي ستجري، الثلاثاء, بأحزاب وشخصيات محسوبة على الاعتدال لإبداء مزيد من التشدد من أجل أن تنال الاستحسان لدى «نتنياهو» وحزبه, وبالتالي لتكون جزءًا من توليفته الحكومية.

وبلا شك، فإن الانتخابات الإسرائيلية تنطوى على أهمية بالغة، ليس بالنسبة للإسرائيليين أو الفلسطينيين فقط, لكن بالنسبة لكل دول المنطقة، وربما دول العالم المقررة في الشأن الدولي، وبالتحديد الأوروبيون والأمريكيون.

الموقف الأمريكى يأتى في المرتبة الأولى، نظرًا لتأثيره البالغ على إسرائيل. وعليه، فإن وسائل الإعلام نقلت مؤخرًا تصريحات منسوبة للرئيس الأمريكي باراك أوباما، تشير إلى احتمالات ممارسة ضغوط ما على الحكومة الإسرائيلية القادمة, وهو ما أثار حفيظة قادة حزب الليكود. كذلك يدرك «نتنياهو» تماما أن سياسة البيت الأبيض خلال الولاية الثانية لـ«أوباما» ستكون مختلفة لعدة اعتبارات عن ولايته السابقة, ما يوحى بأن هناك خلافًا محتملا بين تل أبيب وواشنطن.

وربما تكون التصريحات المنسوبة لـ«أوباما» والتى يقول فيها إن «حكومة نتنياهو تدير سياسة مضرة بمصالح إسرائيل», وإن خطر إيران على إسرائيل مؤقت، بينما ضرر سياسة «نتنياهو» بعيد المدى, تشير إلى مدى الخلاف بين الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية, الأمر الذى جعل زعيمة المعارضة تسيبى ليفنى تشن هجوما شديدًا على «نتنياهو»، بسبب تصريحات «أوباما».

وقالت «ليفني»: «من الممكن أن تحب أو لاتحب الرئيس الأمريكى, لكن العلاقات مع الولايات المتحدة مهمة جدًا لنا. فهي جزء لا يتجزأ من قوة الردع الإسرائيلية».

أما الاتحاد الأوروبى فيعد خطة جديدة مفصلة لاستئناف المفاوضات «الفلسطينية-الإسرائيلية» يتوقع أن يعرضها بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية مباشرة, هدفها الوصول إلى إقامة دولة فلسطينية، على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وستشمل الخطة جداول زمنية واضحة لاستكمال المفاوضات فى المواضيع الأساسية خلال العام الحالى.

ولأنه بات واضحًا أن اليمين واليمين المتشدد في إسرائيل هو من سيربح هذه الانتخابات, فيما يزداد نفوذ اليهود المتطرفين الذين يتوقع أن يكون لهم ثقل فى تشكيل الحكومة المقبلة، دعت صحيفة «هاآرتس» اليسارية الإسرائيلية للمرة الأولى فى تاريخها باللغة العربية العرب في إسرائيل إلى الإدلاء بأصواتهم فى انتخابات الكنيست.

وأشارت الصحيفة إلى أن حكومة رابين الثانية اعتمدت على أصوات ممثلى المواطنين العرب فى الكنيست, فيما يعمل اليمين بمنهجية لنزع شرعية العرب فى اتخاذ قرارات سياسية حاسمة تنعكس اليوم فى حملة التحريض ضد أعضاء الكنيست العرب فى التشريعات المعادية للديمقراطية.

واعتبرت الصحيفة أن الانتخابات البرلمانية جوهر النضال المدني, وعليه فإن الانخفاض في نسبة مشاركة العرب في التصويت والدعوات إلى مقاطعة الانتخابات بين الجمهور العربي مقلقة.

غير أن الإحباط والفقر يدفع العرب فى إسرائيل إلى العزوف عن المشاركة فى الانتخابات, خاصة أنهم يمثلون واحدة من أفقر الأقليات وأقلها مشاركة سياسية. كما يكافحون لإيجاد مكان لهم فى الدولة، ويراود كثيرون منهم الشك فى أن مشاركتهم فى الانتخابات ستغير الأمر، إذ يتجاوز الاهتمام بالشؤون المحلية بكثير الاهتمام بالحياة السياسة الوطنية. ويكشف استطلاع للرأى أن نحو 57 % من العرب يعتبرون أن قضايا البطالة والإسكان والصحة والتعليم مثار اهتمامهم الرئيسى.

صحيح أن المؤشرات تؤكد فوز اليمين واليمين المتطرف فى الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية, لكن المعادلة الداخلية ربما تتغير, ومركز الحكومة القادمة التى اعتمدت على تحالف (نتنياهو – ليبرمان) سيتراجع فى قوته، رغم أن التحالف بينهما سعى لعكس ذلك. لذلك يواصل عدد الناخبين اليهود المتطرفين فى الارتفاع لأسباب ديمغرافية, إذ  يأملون فى كسب نفوذ حتى يكون لهم ثقل فى تشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة.

وفى حال إعادة انتخابه سيكون «نتنياهو» أمام خيارين: إما تشكيل ائتلاف مع الأحزاب الدينية المتشددة, وحزب «البيت اليهودي» ويضمن لنفسه غالبية من 65 -70 نائبا من أصل 120 أو يتحالف مع الأحزاب الوسطية التى ستعطى الحكومة صبغة أقل تطرفا, لكنها ستطالب باستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين.

غير أن هناك من يرى أن انشغال الدول العربية بأوضاعها الداخلية يقلل من قدرتها على مساندة الملف الفلسطينى, الأمر الذى يغرى «نتنياهو» على الاستمرار فى التنكر لاستحقاقات الملف الفلسطينى, بما ينذر بانفجار كبير فى أي لحظة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية