طالبت منظمة «هيومان رايتس ووتش»، المعنية بحقوق الإنسان، السلطات المصرية بعدم ترحيل فلسطينيين اثنين إلى سوريا، بعد احتجازهما في مطار القاهرة ورفض دخولهما لمصر.
وأضافت في بيانها المنشور على موقعها الإلكتروني، السبت، أن ترحيل الرجل وابنه إلى سوريا بعد أن قدما لاجئين منها قد يعرضهما إلى الاضطهاد والعنف العشوائي، وبالتالي يجب ألا تقوم السلطات المصرية بترحيل أي شخص إلى سوريا في هذا الوقت.
وأوضحت المنظمة الأمريكية أنه يبدو أن بعض طالبي اللجوء القادمين من سوريا إلى مصر يتعرضون لخطر القمع وإجبارهم على العودة إلى سوريا، فقد قام مسؤولون مصريون في المطار بترحيل سوريين مرة أخرى في 13 يناير، وبهذا انتهكوا التزامات مصر الدولية بعدم تسليم المضطهدين للجهات التي تضطهدهم، مشيرة إلى أن مسؤولي الهجرة منعوا محاولة ترحيل 13 سوريًا في اللحظة الأخيرة في ديسمبر الماضي.
وقال بيل فريليك، مدير برنامج اللجوء في «هيومان رايتس ووتش»، إن مصر ربما لديها الحق في احتجاز الناس مؤقتًا أو استجوابهم بسبب البيانات المزورة، لكنها لا يمكن بأي حال من الأحوال إعادتهم إلى سوريا، وهي ملزمة طبقًا للقانون الدولي بعدم إعادة أي شخص، بغض النظر عن الحالة، إلى مكان يتعرض فيه للاضطهاد.
وطالبت المنظمة السلطات المصرية بالسماح لممثلي المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بزيارة الرجلين، فقد صرح الفلسطينيين الاثنين، وهما أب وابنه، لمصادر موثوق بها أنهما دخلا مصر من سوريا باستخدام وثائق لجوئهما الفلسطينية الرسمية مع بقية أفراد عائلتهم، وسافر الرجل إلى تركيا باستخدام وثائق سفره، ومن هناك حاول السفر إلى بلد تتبع الاتحاد الأوروبي بأوراق غير صحيحة، حسب رواية المسؤولين الأتراك، لكنهم قاموا بترحيله إلى مصر حيث اعتقلته السلطات مع نجله في المطار بسبب محاولة السفر بأوراق مزورة وأخبروهما بأنه سيجرى ترحيلهما إلى سوريا.
وأشارت «هيومان رايتس ووتش» إلى أن مصر وفرت الحماية لأكثر من 13 ألف لاجئ من سوريا، وقالت إنه تطور إيجابي وقد نجح معظم اللاجئين في دخول مطار القاهرة دون صعوبة، إلا أن حالة الرجلين المرحلين قسرًا إلى سوريا تثير المخاوف بشأن استخدام سلطات المطار حجة الأوراق غير السليمة لترحيل الناس إلى سوريا.
وطالب فريليك السلطات المصرية وكل الدول بألا تعيد أي سكان لاجئين من سوريا، بما فيهم الفلسطينيين، إلى سوريا مرة أخرى، في وقت يشتد فيه الصراع والمآسي في سوريا.