قال مظهر شاهين، إمام مسجد عمر مكرم، الملقب بخطيب الثورة، إن هناك تيارات سياسية ترى كرسى شيخ الأزهر أهم من كرسى رئاسة الجمهورية، لافتاً إلى أن تطاول بعض الشيوخ وخوضهم فى أعراض الناس، لا يليق بمنهج الإسلام السمح. وأضاف «شاهين» فى حواره لـ«المصرى اليوم» أنهم بصدد إعلان تأسيس الجبهة الوطنية لحماية الأزهر، لتكون بمثابة حائط صد للفتاوى التكفيرية التى نراها. وفيما يلى نص الحوار:
أخبار متعلقة
■ لماذا دعوتم لتأسيس الجبهة الوطنية لحماية الأزهر؟
- قمت بالفعل باتخاذ خطوات فعلية لتأسيس الجبهة الوطنية لحماية الأزهر، ومن المنتظر الإعلان عنها الأسبوع المقبل، وتضم رموزاً وطنية كبيرة، ومنهم رموز من المسيحيين، الذين يعرفون فضل الأزهر وقيمته، وسبب تأسيس هذه الجبهة أن الأزهر يقوم بواجب شرعى ووطنى، فالأزهر يحقق الوحدة الوطنية بين المسلمين والمسيحيين، كما يقدم المنهج السمح للإسلام، وشاهدنا ظهور تيارات تحمل الغلو فى الإسلام.
■ ما الدور الذى ستقوم به هذه الجبهة؟
الجبهة ستقوم بالحفاظ على الهوية المصرية، التى يحافظ عليها الأزهر الشريف، وستكون حائط صد للفتاوى التكفيرية التى نراها، وكل الجبهات التى تريد أن تنال من علماء الأزهر، والجبهة لن تنخرط فى العمل السياسى، إنما فقط ستهتم بالعمل الدعوى ونشر المذهب الوسطى للأزهر.
■ هل كنت تتمنى أن يضم الدستور مواد بعينها؟
الدستور المصرى لم يحقق كل المتطلبات، فكنا نريد وضع مادة فى الدستور، تقول إن الأزهر الشريف هو المؤسسة الوحيدة المنوط بها إصدار الفتوى، ولا يحق لغيرها إصدار الفتاوى، خاصة أننا نرى كثيراً من الجمعيات الأهلية تصدر فتاوى ليل نهار، فهل يمكن لأحد أن يؤسس قسم شرطة، فلماذا التجرؤ على الفتوى، ومن خلال الجبهة الوطنية لحماية الأزهر سنطالب مجلس الشعب القادم بسن قوانين تنص صراحة على عدم إيجاز الفتوى إلا بتصريح من الأزهر، وإن كنت أعرف أن هناك عدداً كبيراً من العلماء أمثال الشيخ أبى إسحاق الحوينى لهم فضل كبير فى جوانب علمية كعلم الحديث، لكن يجب تنظيم الأمر.
■ كيف ترى الدعوات الخاصة بجماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر؟
- أولاً هذه هى جماعة الشيطان وليست جماعة الأمر بالمعروف ولا النهى عن المنكر، وهم أشخاص يريدون أن ينصبوا أنفسهم أولياء على المجتمع، ولا يحق لأحد ممارسة هذا الدور إلا الدولة ومن خلال مؤسسات رسمية.
■ كيف تفسر الهجمات التى يتعرض لها الأزهر الشريف؟
البعض من المتواجدين على الساحة يرون أن كرسى مشيخة الأزهر هو أهم من كرسى رئاسة الجمهورية، وذلك لأن كرسى الرئاسة متغير، أما كرسى شيخ الأزهر فهو ثابت، أيضاً لمقام مشيخة الأزهر ودورها فى التأثير على الناس، واحترام الناس لمنصب شيخ الأزهر، وسمعنا بالفعل تطاولات من البعض على شيخ الأزهر، إلا أننا لم نسمح بالتعدى على علماء الأزهر، كما أننا لن نسمح بوجود شيخ للأزهر ينتمى لتيار بعينه أو جماعة.
■ ما رأيك فى المطالبة بتطبيق الحدود فى مصر؟
نحن لا ننكر تطبيق الحدود فى الشريعة الإسلامية، وأنا مع تطبيق الشريعة، لكن هناك شروط وضوابط لتطبيق الحدود، ولا يجوز لأحد تطبيق الحدود من نفسه، إنما يختص بها ولاة الأمور والمتمثلة فى الدولة، ولو ترك الأمر هكذا لأصبحت البلاد فى فوضى عارمة.
■ لماذا ذهبت لتهنئة المسيحيين بأعياد الميلاد رغم فتاوى «تحريم التهنئة»؟
بعض الناس يظنون أنه حدث فتح إسلامى لمصر من جديد، أنا أستغرب من مثل هذه الفتاوى، فعلى سبيل المثال الإسلام يبيح الزواج من مسيحية، فماذا تفعل يوم العيد الخاص بزوجتك، هل تتركها أم تغلق عليها الباب، هذه فتاوى غريبة، والإسلام دين السماحة ويجب ألا نلتفت لأمثال هذه الفتاوى، التى لا تفهم الواقع ولا تريد لمصر الخير والوحدة والاستقرار.
■ كيف ترى تصريحات عبدالله بدر المسيئة للفنانة إلهام شاهين؟
- تصريحاته لا تمت للإسلام وبمنهجه بصلة، وأنا أقول إن عرض إلهام شاهين هو عرضى لأنها مسلمة، وأرفض أن يخوض أى عالم فى عرض شخص بعينه، وإنما الدعوة تكون باللين والقول الطيب.
■ ما تقييمك لأداء الرئيس مرسى وحكومة قنديل؟
- فى الحقيقة أنا أتساءل على أى أساس ينتقى الدكتور «مرسى» الوزراء والقيادات، ولماذا يتم إقصاء الكفاءات حتى لو كانت لا تنتمى لتيار الإخوان المسلمين، وكنا ننتظر من د. «مرسى» وحكومته تحقيق مطالب الثورة، لكن للأسف هذا لم يحدث.
■ هل توافق على انضمام علماء الأزهر لأحزاب سياسية؟
لا أحب هذا مطلقاً، وأنا لا أنتمى لأى جهة أو جماعة سوى الأزهر الشريف، ولكن ما نقدر عليه حالياً هو الدفاع عن استقلال منصب شيخ الأزهر، وألا يكون رمزاً لجماعة أو تيار، ولهذا أرفض أن يكون علماء الأزهر ممثلين لجماعات أو أحزاب.
