قال وزير الخارجية، محمد كامل عمرو، في تصريحات لصحيفة الحياة اللندنية، الجمعة، إن السفير المصري لدى تل أبيب مازال في القاهرة ولم يتقرر بعد عودته إلى إسرائيل، وإن مصر مرتبطة مع إسرائيل بمعاهدة سلام، وإن القاهرة تحترم تعهداتها واتفاقاتها الدولية.
وحول سؤاله عن العلاقات المصرية الإماراتية، أوضح أن مصر ليست لديها نيات أو توجهات لتصدير مواقف أيديولوجية لأي دولة في العالم، وأن العلاقات بين البلدين تتسم بالقوة والحضور بغض النظر عن النظام السياسي.
وأضاف أن النظم السياسية تتغير وتبقى الشعوب، وتابع: «أؤكد لك أنه لا مطامع لمصر في تصدير أي أفكار وأيديولوجيات لأي دولة أخرى، ما يحدث في مصر من تحول، وهو عميق، شأن مصري داخلي ولا أظن أنه يمكن أن يتكرر في أي مكان آخر، فما حدث في تونس ليس هو ما حدث في مصر أو ليبيا أو اليمن، ولكل دولة ظروفها الخاصة، وكوزير للخارجية أقول إن ليس لنا أي نية أو توجهات لتصدير سياسات أو مواقف إلى أي دولة في العالم».
وحول الوضع السوري، قال «عمرو» إن المبادرة المصرية الرباعية للحل في سوريا لم تفشل، وإن إيران كعضو في لجنة الاتصال الناجمة عن المبادرة قامت بدورها كقناة اتصال جيدة لكل ما نطرحه على النظام السوري بحكم الصلات الوثيقة بينهما. وتمنى في حديث إلى «الحياة» أن يستجيب النظام السوري للمبادرات المطروحة لأن لا أحد يستطيع أن يقف أمام حركة التاريخ. ولفت إلى أنه بعد هذا العدد من القتلى والمصابين والنازحين والدمار من الصعب أن يكون لنظام الأسد الحالي مستقبل في سوريا.
وربط عمرو التطور في العلاقات المصرية – الإيرانية بالحل والتحرك الإيراني في الملف السوري، مشدداً على أن الاتصالات مع طهران لا تأتي على حساب أي طرف ثالث خصوصاً أمن الخليج. وأكد أن العلاقات المصرية – السعودية طيبة، وأن التنسيق بين البلدين مستمر، وأشار إلى أن حل هذه الأزمة يجب أن يتم في إطار سوري – عربي، ومن التجارب، فإن التدخل الأجنبي من خارج المنطقة تنجم عنه مشاكل أكثر مما ينتج حلولاً، حتى لو نجح في أن يصل إلى ما يسمى بحل في المستقبل القريب السريع، ولكن ينجم عنه في الحقيقة بعد ذلك موقف صعب.
وعن الموقف من المعارضة السورية، قال إن الموقف المصري منذ البداية على ضرورة توحيد المعارضة، كنا نقول في كل محفل وحدة المعارضة عنصر مهم جداً في تطمين كل الأطياف التي لها دور وينبغي أن يكون لها في سوريا المستقبل.
وعن تطور العلاقات المصرية – الإيرانية عما كانت عليه في ظل نظام مبارك، قال «عمرو»: لإيران دور مهم في الأزمة السورية، وموجودة على الأرض في سوريا، هي من الأطراف التي يمكن أن يكون لها تأثير لو أرادت على النظام السوري. وفي كل اللقاءات المصرية – الإيرانية الموضوع السوري أساسي، وإن إيران ستكسب كثيراً لدى المنطقة العربية كلها لو أنها تحركت في الملف السوري وفق الرؤية التي طرحتها القاهرة، وأن الاتصال مع إيران لا يأتي على حساب أي طرف ثالث خصوصاً أمن الخليج، أمن الخليج من ثوابت السياسة المصرية، وإذا كان هناك تواصل مع إيران في الملف السوري فلن يكون على حساب أي طرف ثالث. أمن الخليج هو أمن مصر، ولن نسمح أبداً لأي طرف بالتدخل فيه.