تحول رئيس الوزراء الإيطالي «سيلفيو برلسكوني» إلى نجم إيطاليا بلا منازع خلال 2009 بعد سلسلة الفضائح والمغامرات الجنسية التي طاردته على مدار العام، الذي انتهى بجراح استلزمت بقاءه لمدة 4 أيام في أحد المستشفيات نتيجة ضربه بتمثال صغير من أحد "المختلين".
بخلاف الأضرار الجسدية التي لحقت بـ«برلسكوني»، والتي تمثلت في كسر جزئي في سطح الأنف وضياع اثنين من أسنانه، فضلا عن جرح عميق بإحدى شفتيه، كان من نتائج هذا الاعتداء أن اشتعلت جذوة المواجهة بين التيار المحافظ الحاكم والمعارضة.
وتمثلت تلك المواجهة في انتقادات واتهامات متبادلة بين الطرفين لم تتوقف طوال فترة وجود «برلسكوني» في المستشفى، حيث أدان التيار المحافظ الترويج لما أسماه "مناخ الكره السياسي"، بينما اتهمت المعارضة رئيس الوزراء بأنه المحرض على هذا الوضع، وهو ما دفع الرئيس الإيطالي «جيورجيو نابوليتانو» للتدخل بنداء من أجل التهدئة.
كما طالب «برلسكوني» نفسه بالتهدئة بمجرد خروجه من المستشفى حتى "لاتذهب جراحه هباء"، على حد تعبيره.
وتزامن بداية الكشف عن أسرار الحياة الخاصة لـ«برلسكوني» (73 عاما) في أبريل الماضي مع الزلزال الذي ضرب منطقة «لوس أبروتسوس» وأسفر عن مصرع 299 شخصا وتشريد الآلاف.
بدأت المسألة حينما حضر رئيس الوزراء الإيطالي الاحتفال بعيد ميلاد الشابة الإيطالية «نويمي ليتيتسيا» الـ18 والتقط معها هي وعائلاتها مجموعة من الصور. وصاحب هذه العلاقة غير المفهومة والغريبة بين «برلسكوني» و«نويمي» تقديم ترشيحات حزب شعب الحرية الحاكم لقائمة الأسماء المرشحة للانتخابات الأوروبية والتي تضمنت فتيات جميلات وموديلات بمجال الدعاية والتليفزيون.
وأمام ذلك الوضع لم تجد زوجة «برلسكوني»، «فيرونيكا لاريو» (54 عاما)، مفرا من طلب الطلاق وبشكل فوري، ولتتحول بعدها حياته الخاصة إلى واحدة من أهم القضايا التي تسعى وسائل الإعلام لتناولها بشتى الصور.
ولم يتأخر بعد ذلك الكشف عن سلسلة من الحفلات الخاصة التي اعتاد «برلسكوني» إقامتها في قصره "فيلا شيرتوزا" بجزيرة سردينيا، وتم نشر صورها التي أظهرت مشاركات فتيات "عاريات النهود" وأخريات بالبكيني في المكان وملحقاته الأخرى مثل المسابح واليخوت، بل وظهر رئيس الوزراء التشيكي السابق «ميريك توبولانيك» عاريا خلال إحدى الحفلات.
وتبع نشر تلك الصور، إجراء حوارات تليفزيونية وصحفية مع بعض الفتيات اللواتي ظهرن بها وكانت أكثرهن شهرة «باتريتسيا داداريو» (42 عاما)، والتي ألفت كتابا بعنوان (الرئيس يستمتع)، روت فيه أدق تفاصيل الليلة الخاصة التي قضتها مع «برلسكوني» في بيته في روما.
وعلى الرغم من كل شيء، ومن الجدل حول إمكانية تأثير تلك الأحداث على الرأي العام الايطالي، إلا ان الحزب الحاكم نجح في الفوز بالانتخابات الأوروبية، ولكن دون الحصول على الأغلبية المطلقة حيث حصل على 36 في المائة من الأصوات، بينما جاء نصيب الحزب الديمقراطي المعارض 26.5 %.
وأثناء محاولة «برلسكوني» الاستفاقة مما حل بسمعته تلقى ضربة أخرى تمثلت في قيام المحكمة الدستورية بإلغاء قانون الحصانة القضائية، المعروف باسم "تشريع أدولفو"، الذي يستفيد منه أصحاب الأربعة مناصب العليا في الدولة. وفتح إلغاء هذا القانون الباب أمام العدالة لاستئناف محاكمة «برلسكوني» في اثنين من أصل 4 قضايا مرفوعة ضده، أحدهما تتعلق بتقديم رشوة قدرها 580 ألف يورو للمحامي البريطاني «ديفيد ميلز» لتزوير شهادته في أحد القضايا عامي 1997 و1998 والأخرى متعلقة بمخالفات في حقوق البيع والشراء التليفزيونية لمجموعته الاعلامية (ميدياسيت).
وأمام هذا الوضع، قرر «برلسكوني» وحكومته التقدم بمشروع قانون جديد، سيسمح في حالة المصادقة عليه، بتعطيل سير ملاحقته القضائية وبشكل يساعده في ترتيب أوراقه من جديد.
وجاء ختام العام لـ«برلسكوني» قاسيا بساحة الدومو بمدينة ميلانو الإيطالية في 13 ديسمبر ، بعد وقت قليل من تصريحاته التي وصف نفسه خلالها بـ"برجل الوزراء الخارق" و"الفحل"، حينما اعتدى عليه المواطن الإيطالي «ماسيمو تارتاليا»، الذي قالت السلطات فيما بعد أنه مختل عقليا.