x

«جنود الأمن المركزى» ..خوذة ودرع وموت مجاني (تحقيق)

الخميس 17-01-2013 18:30 | كتب: محمد فتحي عبد العال |
تصوير : تحسين بكر

قليلون من يتعاطفون معه، وهم يرونه مرتديا القناع والخوذة، حاملا الدرع والعصا الغليظة، وأحيانا القنابل الخانقة، وجاهز لإلقائها بمجرد الإشارة. هنا يجد جندى الأمن المركزى نفسه رغما عنه فى مواجهة لوحة الموت، مرسومة بقوانين ظالمة صنعتها أنظمة فاسدة، ويجد نفسه دائما مغلوباً على أمره، وإما متهماً أو ضحية لمهمة عابرة، يحسب مدته بالساعة، ولا يملك خلالها سوى الطاعة العمياء وتنفيذ الأوامر فقط، مهما كانت المهمة، ولو اختلطت دماؤه بدماء أبرياء فى مظاهرة أو مطاردة، هنا يعتصر بعضهم الألم، أو يخطفهم الجنون، وآخرون يزدادون ظلما وجبروتاً وبؤساً دائماً.

ورغم أنه شاب تقدم لخدمة وطنه، إلا أن حظه ساقه لمعسكرات الأمن المركزى، ليسمع بأنه «فرز رابع» كما يقول لهم الضباط فى المعسكرات، وقدرهم أنهم أصبحوا قاسما مشتركا فى كل الأحداث السياسية والجنائية والكارثية، لذا اتجهت نظرة أغلب الناس إليهم بالكراهية، رغم أنهم معرّضون فى كل لحظة من حركتهم للحوادث والضغوط النفسية والموت المجانى ذاته، مثلما حدث فى كارثة قطار البدرشين الأخيرة.

فى هذا التحقيق تفتح «المصرى اليوم» ملف جنود الأمن المركزى ومعاناتهم وطريقة تجنيدهم ومراكز تدريبهم والضغوط التى يواجهونها حتى انتهاء فترة تجنيدهم من واقعمعايشتهم فى الشارع الأشهر لتواجدهم، شارع قصر العينى، ولم يكن صعبا أن نتحدث مع عدد منهم وهم فى محل خدمتهم لحراسة مجلس الوزراء، ومجلسى النواب والشورى، أو الموجودين لتأمين محيط وزارة الداخلية

 أمن مركزي

فى البداية يحكى المجند «م. ع» عن يومه فيقول، إنه منذ دخوله الخدمة أوائل عام 2011 وهو يستقيظ فى السادسة صباحا، ثم يتناول طعام الإفطار، وهو عبارة عن خبز وفول وقطعة جبن بيضاء، وأحيانا بيضة مسلوقة لكل مجند، ثم نذهب للحصول على مهماتنا «الدرع والخوذة والعصا» ثم نذهب للسيارة اللورى الخاصة بنا، التى يقودها جندى دفعتى وننطلق إلى مكان لا نعرفه، لكننا تعودنا أنه مكان به مظاهرة أو اعتصام أو إضراب، وعند وصولنا وحسب الحالة الموجودة على الأرض، يعنى لو مظاهرة موجودة ننزل لننتشر بطول المكان المراد تأمينه، أو بعرض الشارع، لمنع المتظاهرين من التقدم، ولو كانت مظاهرة صغيرة يكون الأمر متعلقا بمزاج «الباشا»، إما أن نبقى فى السيارة أو يسمح لنا باستنشاق الهواء والنزول للجلوس على الرصيف.

وعن مهماته التى يحملها ويخرج بها من معسكر الأمن المركزى بمنطقة البساتين فيقول: «إن الضابط اختاره ليكون رئيساً لزملائه، لذلك لا يحمل إلا العصا، أما بقية زملائه فيحملون (الخوذة والدرع والعصا)، وفى حالة حدوث شغب وأعمال عنف يكون هناك عدد من الجنود يحملون بنادق الغاز والخرطوش».

ويكمل المجند « ف. م» من معسكر البساتين: «أنا من سوهاج دفعة يناير 2011، وهى الدفعة التى يصفها الضابط الذى يقودنا بأنها (الدفعة النحس التى خربت الداخلية)، ويقول : بعد الظهر وحتى العصر تأتى سيارة التعيينات وبها طعام الغذاء، وهو عبارة عن أرز وخضار وأحيانا يكون هناك قطعة لحم أو دجاج وكثيرا لا يوجد، وهذا الطعام لا يعد مصدرا رئيسيا لنا فنحن نرسل أحد الزملاء لشراء (ساندوتشات) الفول والطعمية فى منتصف النهار لأن وجبة الإفطار لا تكفى، وأحيانا يتم استعجال القوة فنركب السيارة دون تناول الإفطار.

قوات الأمن تنتشر بشارع التلفزيون إثر مشاجرة بين عائلتين بالأقصر

ويضيف المجند «ح. و» يقول إنه حاصل على دبلوم تجارة ولم يكن يتخيل تواجده فى الأمن المركزى لأن الناس عندها فكرة أن مجندى الأمن المركزى هم «بصمجية» لا يستطيعون التفكير، وليس لديهم إحساس والحقيقة أن هذا ظلم كبير فنحن من أكثر الجنود فى مصر عرضة للإرهاق والتعب والخدمات، وأتحدى أن توجد قوات تقف عدد ساعات الخدمة التى نقفها أو تتعرض لما نتعرض له فى الشوارع، من الناس الذين يمرون علينا، وأحيانا يشتموننا ويسبوننا، بل إن بعضهم يظن أننا قتلة، وأكثر ما يحزننى أن يمر بعض الناس أثناء وقوفنا بجوار مجندى القوات المسلحة فيحيونهم بينما يسخرون منا، رغم أن أحد المجندين بالقوات المسلحة بلدياتى من أسيوط وتقدم مثلى للتجنيد، لكن حظه جاء فى التوزيع على سلاح آخر.

وعن الراتب الشهرى يقول المجند «و. ف» كنت أعمل نقاشاً قبل تجنيدى، وكنت ميسور الحال، وعندما تقدمت للخدمة العسكرية جاء نصيبى فى قوات الأمن المركزى، صحيح أتقاضى 237 جنيها كراتب شهرى، لكنى أصرف أضعافها من جيبى الخاص، خصوصا أن معظم خدمتنا فى الشارع.

وكثيرا ما تزيد مدة خدمتنا على 8 ساعات لتستمر إلى حوالى 11 و12 ساعة ثم تأتى السيارة التى تقل زملاءنا للوقوف فى الخدمة بدلا منا، وتنطلق بنا إلى المعسكر وهناك يكون طابور المساء ثم طعام العشاء والنوم فى تمام العاشرة لنستيقظ فى السادسة إلا الربع، لنبدأ يوما آخر، حتى تنتهى مدة خدمتنا على خير.

أما المجند «س. ع. م» فيقول إن كنت حقا تريد خدمتنا فحاول أن تطلب من الباشا ألا يتم تحميلنا فى اللورى أو سيارة النقل بـ60 أو 70 فردا، لأن السيارة تكون مزدحمة للغاية ولا توجد بها فتحات للتهوية إلا نافذتان ضيقتان، وصيف مصر حار جدا، وكثير من زملائنا يتعرضون لحالات اختناق، وبعضهم يغمى عليه من شدة الازدحام والحر، وفوق ذلك نلبس الخوذة ونحمل الدرع والعصا.

قوات الأمن تطارد المتظاهرين بمحطة الإسكندرية

ويروى المجند «ع. ص» أن الإجازة بالنسبة له تكون مشكلة كبيرة، حيث يقوم خلالها بتغيير زى الأمن المركزى، لأن عدداً كبيراً من الناس يسخرون منا، ويكيلون لنا السباب والشتائم، وهناك من يحاول التعدى علينا بالضرب أو افتعال مشاجرة، وحدث أن ألقى علينا بعض الشباب زجاجات مياه غازية فارغة، أصابت رأس زميلى.

ويضيف بمرارة: لا أشعر مطلقا بأننى مجند يخدم الوطن، أو يقضى فترة تجنيده الإجبارى، بل أشعر أننى متهم ينفذ فترة العقوبة المفروضة عليه، فالضباط يتعاملون معنا بمنطق نفذ الأمر «يا عسكرى بيادة» والناس فى الشارع تنظر إلينا على أننا قتلة ومجرمون، والحقيقة أننا مغلوب على أمرنا، فلو أن أحدنا ترك الخدمة وهرب، لتمت محاكمته ودخل السجن، ومعظمنا جاء من الأقاليم، ويريد أن يقضى خدمته على خير. ويتساءل لماذا يكون مجندو الأمن المركزى «أرخص الناس فى مصر».

اللواء حسن عبدالحميد، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع قوات الأمن والتدريب السابق، يقول إن جندى الأمن المركزى يستيقظ فى السادسة صباحا، ويذهب لأداء طابور اللياقة ثم الإفطار، والتدريبات إذا لم تكن عنده خدمات ثم طابور الغداء بعد الظهر، ودروس محو الأمية وقبل الثورة كان الأمن المركزى مستهلكا فى التشريفات وتأمين المواكب مما أدى إلى توافر جندى بلا تدريب ولا لياقة أو مهارات ضرورية، خصوصا فى استخدام القوة، وهذا ما رأيناه فى أحداث ثورة 25 يناير من جندى الأمن المركزى كان يضرب طلقات الخرطوش فى وضع المواجهة وهذا خطأ فادح، لكن الصواب هو ضرب طلقات الخرطوش فى الأرض لتفرقة المتظاهرين وهذا ما لم يتدرب عليه الجنود، وراتب جندى الأمن المركزى هو 220 جنيهاً ويعمل فى خدمته ومعسكره 20 يوما ثم يأخذ 10 أيام إجازة والحقيقى أن هناك إهمال شديداً بوزارة الداخلية خصوصا فيما يتعلق بقطاع الأمن المركزى.

إجراءات أمنية مشددة خلال خطاب مرسي بمجلس الشعب

ويؤكد «عبدالحميد» أن هناك معاهد تدريبية تخصصية بالإدارات العامة الجغرافية والنوعية لقطاع الأمن المركزى، بالإضافة إلى معهد تدريب الضباط، والمفاجأة أن هذه المعاهد تقدم فرقاً تدريبية لضباط وجنود الأمن المركزى منها فرقة القناصة - حسب الموقع الرسمى لوزارة الداخلية - رغم إنكار قيادات الداخلية أن الوزارة بها ما يعرف بالقناصة.

ويؤكد أن قوات الأمن المركزى توجد فى حوالى 80% من المحافظات ويقدر عددها بحوالى 120 ألف جندى. ويقول اللواء حسن حميدة، الخبير الأمنى ومحافظ المنيا والمنوفية الأسبق، إن هناك خطأ واضحاً فى مفهوم الأمن المركزى، فالأمن المركزى فى المقام الأول مهمته هى حملات المخدرات والقبض على الهاربين وكبار العصابات والإرهابيين أو الحملات المكبرة الخاصة بالمطاريد والمناطق الصحراوية، فمهام الأمن المركزى هى عمليات خاصة وليست فض المظاهرات والشغب كما يحدث، كما أن التشريفات والمواكب ليست من مهام قوات الأمن المركزى.

والحقيقة، كما يقول «حميدة»، أن جندى الأمن المركزى هو أتعس إنسان فى مصر، فهو من يتعرض للوقوف بقرابة 24 ساعة إذا احتدمت الظروف، وهو من يقف قبل التشريفة والموكب بـ6 ساعات انتظاراً لقدوم ومرور المسؤول، وهو أمر ينم عن غباء أمنى لأن انتشار الجنود هكذا إنما يخبر الجميع بأن ثمة شخصية مهمة ستمر من هذا الطريق، أما عدم وقوف التشريفة فلن يعرف أحد، والشرطة مكروهة لأنها تدخل فى كل الأحوال السياسية والجنائية والاجتماعية فى مصر، ويجب على الشرطة من اليوم ألا تكون فى خدمة الحزب الحاكم والرئيس، وإنما فى خدمة الشعب وحمايته وحماية ممتلكاته.

تعزيزات أمنية في محيط قسم الدقي

أما اللواء يسرى الروبى، خبير المرور العالمى، فيقول، إن تصميم أبواب السيارات اللورى الخاصة بجنود الأمن المركزى من الجانب الأيمن تطبيقاً لقرار وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، هو سبب يؤدى لارتفاع عدد القتلى وسط الجنود فى حال تعرض السيارات لحادث، حيث إن «العادلى» خلال توليه منصب الوزير أصدر قراراً بتغيير مكان الباب الخلفى الموجود بسيارة الأمن المركزى، على أن يكون فى الجهة اليمنى من السيارة، وذلك بعد لقائه بالمشير طنطاوى، القائد العام السابق للقوات المسلحة، الذى أخبره بأنه شاهد بعض الجنود يقفون على باب لورى الأمن المركزى الخلفى، ويقومون بمعاكسة السيارات المقبلة خلفهم ويرمون عليهم قشر البرتقال.

ويضيف «الروبى» عند انقلاب سيارة الأمن المركزى يكون ذلك على أحد جانبيها، مما يعنى أنها لو انقلبت على الجانب الأيمن لن تكون أمام جنود الأمن المركزى من مستقلى السيارة فرصة للخروج منها، بعد أن أغلق عليهم المنفذ الوحيد أمامهم، ومن ثم لا يستطيعون الخروج منها والنجاة بحياتهم.

وحول قيادة سيارات اللورى بمعسكرات تدريب الأمن المركزى يقول اللواء «حميدة» إن الجميع يعرف أن هناك عواراً وخطأً فادحاً فى السماح للمجندين بقيادة مثل هذه السيارات رغم أن معظمهم لا يجيد قيادة السيارات الصغيرة فضلا عن الكبيرة، وقانون المرور ينص على أن قيادة اللورى يكون لمن يحصل على رخصة أولى وهذا قطعاً لا يتوفر لمجند بالأمن المركزى. أما العميد محمود قطرى، الخبير الأمنى، فيحمّل وزارة الداخلية المسؤولية كاملة عن حوادث وأحوال مجندى الأمن المركزى، إذن كيف يعقل أن تأتى بمجند لم يقد سيارة إلا 15 أو 20 مرة ليقود لورى ثمنه 300 ألف جنيه وتحمل عدداً كبيراً جداً من الجنود.

ويكشف «قطرى» عن وجود كتيبة فى كل قطاع من قطاعات الأمن المركزى تسمى كتيبة الصناع وهى تتكون من 3 فصائل، وهذه الكتيبة يستخدمها بعض اللواءات فى أعمال الخدمة الشخصية، مثلما حدث فى فيلا حبيب العادلى. والأسوأ أن بعض قيادات الداخلية يقومون بـإهداء المجندين فيما بينهم للقيام بالخدمات الشخصية المختلفة.

الأمن المركزي يؤمن مقر حزب التيار الشعبي بميدان لبنان

وعما يتعرض له جنود الأمن المركزى من معاملة وظروف غير آدمية، تجعلهم يتعرضون للإصابة بأزمات نفسية عديدة، يقول الدكتور يسرى عبدالمحسن، أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة ونائب رئيس الجمعية المصرية للطب النفسى، إن جنود الأمن المركزى يتعرضون ليس فقط لضغوط نفسية بسبب الأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية ولكنهم يعانون نفسيا من نظرة الدونية والإهانة التى يتعاملون بها مجتمعياً ومن قبل قياداتهم فى جهاز الشرطة فهم كمجموعة من البشر خارج حسابات المعايير الإنسانية وخارج الاعتبار حتى بالنسبة للمواطنين فى الشارع على الرغم من أنهم يقدمون خدمات شريفة ومقدسة لخدمة الوطن، ولا شك أن أساليب المعيشة المتدنية والظروف الصعبة لهم ولمعظم عائلاتهم تجعلهم أشبه بعمال السخرة الذين يعملون لدى صاحب العمل وليس لهم حق الاعتراض، ثم إن أسلوب التعامل مع جنود الأمن المركزى تجعله لا يشعر لا بالمسؤولية ولا بقيمته كجندى يخدم بلاده.

وأضاف «عبدالمحسن» أن جنود الأمن المركزى وضعوا فى موضع ومسؤولية خارج الحسابات ووكل لهم مهمات غير مدربين عليها وغير قادرين عليها، ثم لا ننسى أن المستوى التعليمى لمجند الأمن المركزى هو سبب رئيسى لأسباب اختياره حتى يكون فى حالة غياب وعى ويصبح بلا رؤية لمستقبلهم، وهو أحد العوامل الرئيسية للفشل، وهذا الفشل قد يكون سببا فى خسارة حياتهم، ومن الممكن أن نرى حالات انتحار فعلى فى صفوف قوات الأمن المركزى أو نرى حالات انتحار معنوى وهو أن تشعر أنك لست ذا قيمة وأنك تؤدى الدور الذى يوصف ليس بالخادم بل دور الحيوان. والنتيجة إما أن تنقض على من ظلمك أو التمرد بإطلاق النار على رئيسك الذى ظلمك أو ربما الإقدام على الانتحار.

ويضيف «عبدالمحسن» أنه يشبَه جنود الأمن المركزى بقطيع الأغنام الذى يتم اقتياده دون أن يكون له فهم أو رؤية واضحة لما تقوم به، وهم قنابل موقوتة على أنفسهم وعلى المجتمع، ويجب أنه عندما توكل لأحد مهمة أن تكون هناك رؤية وتدريب وتعليم له، مشيرا إلى أن هؤلاء الجنود يتم انتقاؤهم من نوعية معينة، أما أن تختار فئة فى أضعف الحالات الإنسانية لسهولة السيطرة عليها، أو اختيار من لا يقرأون ولا يكتبون ويسيطر عليهم سيطرة غريبة بل وتحاول الشرطة التعامل معهم كأنهم فى قفص والسيارة اللورى التى يركبونها خير دليل، ثم فجأة يسمح لهم بالخروج على الجماهير حتى يمارسوا أنواع الضرب والنهش.

ويطالب «عبدالمحسن» بضرورة إعادة تأهيل مجندى الأمن المركزى وأن يكونوا مقتنعين أنهم يقومون بدور وطنى لحماية وخدمة الشارع، ويطالب بتنظيم جلسات نفسية لهؤلاء، ولا يجب أن ننسى ما حدث فى ثورة 25 يناير حيث انسحب جنود الأمن المركزى لأنهم لم يعلموا كيف يتصرفون فيما يفهمونه وهو الضرب فقط، والمؤكد نفسيا أن جندى الأمن المركزى فى صراع نفسى بين الكر والفر وبين طاعة أوامر قيادته وبين التفكير والتأمل فيما يحدث من حوله.

قوات الأمن المركزي تتمركز أمام مدينة الإنتاج الإعلامي

أما الدكتور مصطفى حسين، مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية والعقلية، فيقول إن مستشفى العباسية يستقبل من 3 إلى 4 حالات يوميا من مجندى وزارة الداخلية عموما، وإن كانت الغالبية العظمى من هؤلاء الجنود من الأمن المركزى، ويأتى هؤلاء الجنود للتقييم النفسى، وعمل تقرير يشخص حالته وإمكانية بقائه فى الخدمة من عدمه، ويستمر المجند فى عنبر العسكريين فترة من 15 يوما إلى 30 يوما للتقييم، وبعدها نرسل التقرير لوحدته العسكرية، ومن ثم تأخذ الداخلية قرارا باستبعاده من الخدمة.

ويضيف أن ثورة 25 يناير لا دخل لها مطلقا بالحالة النفسية للمجندين، ومعظم الحالات التى تأتينا، تعانى من الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة أو تعرضه لحادث معين أو شاهد حادثا، وهى الحالات التى يعانى منها المجند من الحياة العسكرية أو من المعاملة القاسية أو تكليفه بمهمات تمثل له ضغطا نفسيا كالمظاهرات أو الأحداث السياسية الجارية، والقسم عندنا يستوعب 50 مجندا شهريا، وهناك حالات كثيرة خرجت فعليا من الخدمة بناء على التقرير المرفق معها من مستشفى العباسية للصحة النفسية والعقلية.

الأمن يستعين بالأسلاك الشائكة لمنع متظاهري «الإنذار الأخير» من الوصول إلى «الاتحادية»

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية