كشف تقرير للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية عن 16 واقعة عنف من قبل رجال الشرطة في 11 محافظة أسفرت عن مقتل 11 شخصاً نتيجة الاستخدام غير القانوني للقوة والإطلاق العشوائي للنار، منهم 3 حالات نتيجة التعذيب في أقسام الشرطة في الفترة بين يوليو وحتي أكتوبر من عام 2012. قال التقرير الذي يغطي فترة الـ4 أشهر الأولي من حكم الرئيس محمد مرسي إن هذه الحوادث لا تمثل إلا عينة من الانتهاكات المستمرة بشكل يومي على يد الشرطة، كما يضم التقرير قائمة بسبع حالات أخري وقعت خلال الفترة المذكورة لوفيات داخل السجون وأقسام الشرطة توجد بها شبهة تعذيب أدي إلى الوفاة.
الواقعة الأولي حدثت إثر مشادة نشبت بين بعض المجندين وأحد أبناء قرية أبوسليم بمحافظة بني سويف، حيث هاجمت مجموعة من ضباط وجنود معسكر قوات الأمن المجاور لسكان القرية في 2 يوليو 2012 - القرية، وخلّف الهجوم أربعة قتلي من أبناء القرية بعد ضربهم وتعذيبهم، اثنان منهم قتلا في موقع الهجوم بينما فاضت روحا اثنين آخرين لاحقاً متأثرين بجراحيهما. وفي 6 يوليو 2012 وبعد أربعة أيام على واقعة «بني سويف» قام عدد من أفراد شرطة قسم مدينة نصر بالتعدي على المحامي محمد عبدالعزيز وتقييده بالكلابشات ثم ألقوه في حجز القسم، ونشبت مشادة مرة أخري مع المحامين الغاضبين لزميلهم، فما كان من قوة القسم إلا أن اعتدت على المحامين بالضرب، وأسفر ذلك عن وقوع إصابات بالغة لعدد من المحامين، منها إصابات بارتجاج في المخ وكسور بعظام الصدر.
الواقعة الثالثة كانت لرامي ممدوح إسماعيل الذي تم تعذيبه في مكان عمله على يد قوة من قسم شرطة الإسماعيلية ثالث في 26 يوليو، انتقاماً للواء شرطة متقاعد يدعي مجدي عبد الله المحمدي.
وفي 2 أغسطس وقعت اشتباكات بين قوات الشرطة وأهالي منطقة رملة بولاق، بعد أن قام ضابط بشرطة السياحة بإطلاق الرصاص على أحد سكان المنطقة، ويدعي «عمرو البني» فأرداه قتيلاً، وأجمع شهود العيان على أن القتيل عمرو البني لم تكن بحوزته أي أسلحة، وعقب مقتل عمرو وصل أحد أقاربه محاولاً إسعافه، فتعرض أيضا لإطلاق الرصاص وأصيب بطلقة في ساقه، وعند وصول ابنه وعدد آخر من سكان الرملة لإسعافه أصيبوا بدورهم برصاص ضابط الشرطة.
سامح محروس فوده، سباك مقيم في قرية الشراقوة بالقليوبية، تم تعذيبه حتي الموت في قسم شبرا الخيمة في 12 أغسطس، وكشف التقرير الطبي عن أن سبب الوفاة توقف بعضلة القلب، وأفاد شاهد عيان - بحسب المبادرة المصرية، كان محتجزاً بالقسم - بأن المجني عليه تعرض للضرب على يد أفراد شرطة القسم بمؤخرات الطبنجات، وأنه فور وصوله للقسم جري تقييده من يديه ورجليه، وانهال عليه أفراد القسم ضرباً لمدة جاوزت نصف الساعة أدت إلى وفاته.
«إهانة الباشا» تلك كانت تهمة الطالب عماد أبواليزيد التي أدت إلى الاعتداء عليه وتعذيبه في الإسكندرية يوم 29 أغسطس، حينما ذهب إلى جامعة الإسكندرية بمنطقة الشاطبي لتقديم طلب للتحويل من جامعة حلوان إلى جامعة الإسكندرية، وبعد فشل محاوله التحويل، قام عماد وزملاءه بتنظيم وقفة احتجاجية في الجامعة، وأثناء الوقفة حدثت مشادة كلامية بينه وبين الرائد خالد، قام الرائد على أثرها بدفع عماد وسحبه وسحله على الأرض بمعاونة بعض المخبرين وصولا إلى الشارع الخلفي لإدارة الجامعة.
وفي 16سبتمبر - وطبقا لتقرير المبادرة المصرية للحقوق الشخصية - قامت قوة من قسم شرطة ميت غمر بالدقهلية بحملة مداهمات على مقاهي المدينة، مارست خلالها وفي أعقابها عنفاً شديداً أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثالث إصابة خطيرة. وفي 23 سبتمبر، بمركز شرطة طهطا، قامت قوة تنفيذ أحكام بمحافظة سوهاج بالتوجه إلى منزل محمد إسماعيل عزام، ويعمل بائع طيور، لتنفيذ حكم صادر ضده بالحبس أسبوعين ودفع غرامة 20 جنيها في قضية تبديد، وتم الاعتداء على محمد بالضرب نتيجة عدم تقبله للإهانة من الضابط، ثم تم اقتياده إلى مركز طهطا وتعذيبه حتي الموت. وإثر مشاجرة نشبت بين مجموعتين من المشتغلين بالحراسة الخاصة (بودي جارد) في مدينة شرم الشيخ يوم 28 سبتمبر، قتل المواطن عبدالهادي عمار على يد العقيد حسن سليمان رمضان، بعدما وصل لمكان المشاجرة، وقام بإطلاق رصاصة في الهواء، وأخري في كافيتريا مجاورة، وثالثة على المتوفي مباشرة.
المواطن محمد حمدي عبدالتواب لقي مصرعه في يوم 6 أكتوبر برصاص ضابط شرطة أثناء فض مشاجرة ببني سويف، حيث قام الملازم أول أحمد زين، بقسم شرطة بندر بني سويف، بإطلاق عيار ناري من سلاحه الميري أصاب المجني عليه في رأسه، مما تسبب في وفاته.
كما قتل بائع الفاكهة مصطفي عيد بميدان الجيزة على يد ضابط بشرطة المرافق بحي الجيزة، في يوم الاثنين الموافق 15 أكتوبر بالرصاص الحي بميدان الجيزة، جاءت إصابة مصطفي بطلق ناري اخترق جسده من الذراع اليسرى ليهشم ضلعه وينفذ من الجانب الأيمن ما أدي إلى مقتله في الحال.
كما تم الاعتداء على المواطن سيد جاد عبدالوهاب بمركز الوقف بمحافظة قنا، يوم وقفة عيد الأضحي الموافق الخميس 25 أكتوبر 2012 بين الساعة الرابعة والخامسة عصراً، في مركز شرطة الوقف، بعد أن اعترض الضحية على احتجاز ابنه البالغ من العمر 9 سنوات، بعد أن تم القبض عليه من قبل ضابط شرطة بدعوي أنه كان يحمل حقيبة بها زجاجتا بيرة.
حفلة تعذيب وإهانة لثمانية مواطنين بمديرية قنا في 26 أكتوبر تعرض لها خمسة أشخاص كانوا يركبون سيارة ربع نقل للقبض عليهم في كمين «المعنا» الذي يقع شمال غرب محافظة قنا، بعد أن نشبت مشادة كلامية بينهم وبين الجنود المتمركزين بالكمين.
المواطن محمود حسن المطري قتل في كمين شرطة بمدينة العريش شمال سيناء يوم 28 أكتوبر، حيث لقي الشاب محمود حسن المطري مصرعه، حينما كان يقود سيارته الأجرة بصحبة أحد الركاب، وقام بتخطي كمين للشرطة، وبمجرد أن عبر محمود موقع القوة أطلق عليه أفراد القوة النار فأصيب بطلقة مباشرة اخترقت رأسه من الخلف، كما اخترقت رصاصتان ظهر كرسي الراكب بجانبه ليستقرا في ظهره.
وفي 31 أكتوبر قتل مواطن آخر يدعي محمد أحمد صابر في كمين المثلث بشمال سيناء، بعد أن قامت سيارتان للشرطة بمطاردته فور تخطية للكمين، وبدأ أفراد الشرطة بسيارة البوكس في إطلاق الرصاص على السيارة.
وقال الشهود إن السائق رفع يديه مستسلماً للشرطة، ولكن قوة الشرطة أطلقت الرصاص عليه مباشرة فاخترقت رصاصة أسفل ذراع محمد أحمد صابر في منطقة الإبط وخرجت من منطقة قريبة من العنق (وهو ما أكده عبد الله سليمان، 33 سنة، ابن عم القتيل الذي حضر التشريح)، كما أصيب محمد حسين صابر برصاصة في ذراعه اليسرى، في حين لم يصب محمود حسين الذي كان يجلس في أقصي اليمين.