وصف تقرير مصور لشبكة «سي إن إن» الأمريكية شوارع القاهرة بأنها "غابة" من السيارات والأتوبيسات وعربات النقل والتاكسيات؛ حيث تعيش القاهرة في "ضوضاء" متواصلة من وسائل النقل المتنوعة.
وذكر التقرير الذي أعده «بين ويديمان» مراسل الشبكة في القاهرة، أن هذا الوضع جعل المصريين يبتكرون تصرفا بسيطا إيجابيا يتمثل في عبور الطريق أثناء سير السيارات على الرغم من أن ذلك يشمل قدرا كبيرا من المخاطرة.
واحتوى التقرير على عدة لقطات لعبور بعض المواطنين المصريين لشوارع القاهرة في وسط البلد وشارع الكورنيش وسط سير السيارات والأتوبيسات، دون وجود إشارات مرورية تحدد توقيت سير السيارات أو حركة المشاة.
وقال التقرير الذي حمل عنوان "عبور الطريق في مصر"، إن عبور شوارع القاهرة أمرا يتطلب " لياقة بدنية، وسرعة حركة، وقلب قوي جرئ" خاصة في بلد بها 80 مليون مواطن وسائقين ليس لديهم صبر، مضيفا أن القاهرة صارت مليئة بالسيارات القاتلة في الشوارع المزدحمة التي تمثل نموذجا فريدا للزحام.
وأشار التقرير الذي تم وضعه على موقع الشبكة، إلى أن الكثير من المصريين يعبرون الطرق أثناء سير السيارات سواء في الشوارع أعلى أو تحت الكباري، في الوقت الذي تقتل حوادث الطرق في مصر نحو 8 آلاف مصري سنويا، بما يعادل 20 شخصا يوميا.
واعتبر التقرير أن الشوارع المصرية تمثل مزيجا من السيارات الكثيرة وإهمال السائقين، فضلا عن البنية التحتية "المتردية"، لافتا إلي أنه على الرغم من ما فعلته الحكومة من وضع إشارات مرورية ضوئية الكترونية في منطقة وسط القاهرة، إلا أنه لا يزال المصريين يعبرون الشارع أثناء حركة السيارات، إذ أن عبور الشارع بهذه الطريقة يعد نوعا من " التقليد" الذي يصعب اختراقه.
ووصف «بين ويديمان» في تقريره عبور شوارع القاهرة بأنه "نوعا من الحلم"، قائلا: إنه لابد على المواطن أن يبني علاقة اتصال بالعين مع سائقي وسائل المواصلات حتى لا يتم دهسه، وهو الأمر الذي يخلق علاقة حميمية بين السائق والمواطن.
واعتبر التقرير أن المصريين اخترعوا طرقا للتعامل مع هذا الجنون والفوضى في عملية سير السيارات في الشوارع من خلال "حس الفكاهة" لديهم، ناقلا عن سلوى مواطنة مصرية قولها: إن "عبور الشارع في القاهرة مثل الرياضة يحتاج إلي تركيز".
وأوضح التقرير أن المصريين يستخدمون جملة "شويه.. شويه" لكي يسمح لهم السائق بعبور الشارع، ثم يشكرونه على ذلك بقولهم "تحياتي يا أستاذي"، مؤكدا على أن عبور الشارع في القاهرة يتطلب "الحرص".
أخبار متعلقة
