خيم الهدوء على ميدان التحرير، ظهر الأربعاء، بعد اشتباكات وكر وفر بين قوات الأمن والمتظاهرين في ساعات مبكرة بمنطقة كورنيش النيل وكوبري قصر النيل.
واستمر اعتصام عدد من القوى والحركات السياسية والثورية في «التحرير»، للمطالبة بإسقاط النظام، وتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وتقديم المسؤولين عن قتل المتظاهرين للمحاكمة، كما استعد المعتصمون لتظاهرات «جمعة الرحيل»، المقبلة، وشكلوا لجانا شعبية جديدة داخل الميدان قامت بتسيير حركة المرور، ووضعت بعض الحواجز الحديدية على مداخل ومخارج الميدان.
ونقلت اللجان الشعبية الباعة الجائلين إلى مدخل شارع قصر العيني، بعد مشادة وقعت بين أحد المتظاهرين وبائع متجول، قام خلالها البائع بإطلاق الخرطوش على المتظاهر، وتم نقله للمستشفى.
وفي السياق نفسه، قامت هيئة النظافة التابعة لمحافظة القاهرة بتنظيف الميدان، وطلاء الأرصفة، وتزيين الصينية الوسطى للميدان وجمع القمامة وحرقها منذ الصباح الباكر، وسط تردد أنباء عن زيارة الرئيس الإيراني، أحمدي نجاد ميدان التحرير، كأحد معالم ثورة 25 يناير، وهدد المتظاهرون بملاحقته كما حدث له، الثلاثاء، أمام مسجد الحسين.
كانت حالة من الكر وفر نشبت بين قوات الأمن وبعض المتظاهرين من «الصبية»، ليلة وفجر الأربعاء، حيث قام «الصبية» برشق قوات الأمن المتواجدة خلف الجدار الخرساني بجوار فندق شبرد بالحجارة، وطاردت الشرطة «الصبية» حتى عادوا مرة أخرى إلى ميدان التحرير، ثم عاد المتظاهرون مرة أخرى إلى طريق كورنيش النيل وأشعلوا بعض إطارات السيارات، وأوقفوا حركة سير السيارات المتوجهة إلى منطقة المعادي، ولاحقتهم قوات الأمن مجددا، وألقت القبض على مجموعة منهم في محيط ميدان سيمون بوليفار.
وتسبب إلقاء القبض على بعض «الصبية» في زيادة حدة الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، وأطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين، ونجحت في إبعادهم عن المنطقة، وتمكنت من فتح الطريق.