ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن زيادة انتشار تدخين الشيشة والسجائر في مصر في الآونة الأخيرة «يحقق فوائدا سياسية» للحكومة المصرية بإبقاء الناس سعداء وبالهم مشغولا بعيدا عن الدولة، ناقلة عن سعد الدين محمد (48 سنة) كهربائي، قوله بأن «الفقراء في مصر يتخلصون من همومهم اليومية مع دخان الشيشة الخارج من أفواههم».
ونوهت الصحيفة الأمريكية إلي أن هذه «الفوائد السياسية» يقابلها ارتفاع في تكاليف الرعاية الصحية للأشخاص المصابين بأمراض ناجمة عن التدخين مما يشكل عبئا على الدولة وفقا لما يراه بعض المسؤولين المصريين في وزارة الصحة.
وربطت الصحيفة بين كون مصر واحدة من الدول النامية، وانتشار ظاهرة التدخين بها على اعتبارها التسلية الوحيدة المتاحة في ظل وجود التبغ بأسعار رخيصة، موضحة أن «انخفاض سعر بعض أنواع السجائر إلي 45 سنتا أي ما يعادل (3 جنيهات) جعل التدخين في متناول القاهرة التي يعيش نصف سكانها على أقل من 2 دولار يوميا (قرابة عشرة جنيهات).
وقالت الصحيفة «إن العثمانيين هم الذين أدخلوا الشيشة إلي مصر منذ حوالي 200 سنة ، ليحولها المجتمع المصري إلي جزءا من ثقافته، فالفقراء يدخنون الشيشة في الشوارع والأزقة بينما يدخنها الأغنياء في المقاهي والمطاعم الكبرى في الوقت الذي لا توجد أي إحصائيات موثوق بها عن أعداد المدخنين في مصر».
وأشارت الصحيفة إلي أنه «على الرغم من إصدار مجلس الشعب قانونا عام 2007 بحظر التدخين في الأماكن العامة في مصر، إلا أنه لم يطبق حتى الآن لعدم إسناد تنفيذ القانون لجهة معنية، وعدم وجود إرادة سياسية حقيقية في ظل عدم قدرة المؤسسات الحكومية على التواصل والعمل معا على نحو جيد».
ولفتت «نيويورك تايمز» إلي أن «الحكومة تواجه تحديا بخلق مشروع وطني قومي يطالب بمنع التدخين في الأماكن العامة، بعد أن أصبح سمة عامة في كافة سيارات الأجرة والمطاعم والمكاتب والجامعات والحدائق وحتى المستشفيات».
وذكرت الصحيفة أن الأمين العام للبرنامج القومي لمكافحة التدخين في مصر «بعثت رسالة إلي الحزب الوطني الديمقراطي باعتباره الحزب الحاكم للحصول على الدعم السياسي لهذه الحملة، موضحة أن استجابة الحزب تمثلت بقرار تدخين الشيشة في مقاهي الإسكندرية، ومنعها في خان الخليلي بالقاهرة إلي أن الأمر لم يستمر أمام ضغوط أصحاب المحلات التجارية».
وأوضحت الصحيفة أن «وزارة الصحة تستغل حالة الهلع لدى المصريين من أنفلونزا الخنازير لتربط بين تدخين الشيشة والإصابة بالفيروس»، ناقلة عن الدكتور إيهاب أسعد، مدير وحدة مكافحة التدخين بوزارة الصحة أنه «إذا قلنا للناس الشيشة مضرة لن يستمعوا لنا، ولكن إذا قلت لهم تدخينك للشيشة سيصيبك بأنفلونزا الخنازير سيبعدون عنها».