x

مصابو قطار البدرشين في مستشفى «الحوامدية»: أرواح البسطاء بلا قيمة

الثلاثاء 15-01-2013 23:30 | كتب: أحمد عبد اللطيف |
تصوير : محمد هشام

لم يصدق المجندون الناجون من الحادث أنفسهم وأن العناية الإلهية أنقذتهم.

داخل مستشفى الحوامدية، الذي استقبل 7 جثث و67 مصابا تم عمل الإسعافات الأولية لهم، وسط تضافر شعبى من أهالى البدرشين، الذين سارعوا إلى التبرع بالدماء، روى المصابون لحظات الموت على قضبان السكة الحديد بصوت مخنوق.

وقال إسماعيل أحمد سليمان «20 سنة»، من محافظة سوهاج وبلهجة صعيدية: «ركبت القطار مع زملائي من محافظة أسيوط متوجهاً لمركز التدريب بالقاهرة، الكلام ده كان الساعة 6 المغرب، وأثناء سيرنا في الطريق شعرت بأن حركة القطار بها شيء غريب، مما أدخل على قلبي الخوف، واستغرقت في النوم لمدة 4 ساعات، وبعد الوصول إلى محطة المنيا تعطل القطار لمدة نصف ساعة، وبعد إصلاح بعض الأعطال تحرك القطار ليكمل رحلة الموت للقاهرة.

وأضاف: أمام مدينة البدرشين، سمعت صوت ارتطام واهتزاز بالعربة الأخيرة، التي انفصلت عن باقي القطار، ولم أشعر بنفسي إلا في المستشفى.

وأشار إلى أنه أصيب بجرحين بالرأس والساق.

يصمت إسماعيل لحظات، ويتذكر الحادث: «أنا مش عارف كل ده حصل امتى المشكلة إني ماحسيتش بحاجة، ومش عارف أتصل بأهلي في البلد لأن كل الأرقام اللي كانت معايا ضاعت في المحفظة، واللي حصل ده كله نتيجة الفساد والاستهتار بأرواح البسطاء التي أصبحت لا قيمة لها».

وداخل الغرفة، يرقد في السرير المجاور، شنودة فايز نصري، «20 سنة»، من سوهاج أيضا، قال: خرجت من منزلي الساعة 6 صباحا متوجها إلى منطقة التجنيد بأسيوط، وركبت القطار المنكوب في الساعة 5 ونصف مساءً من محطة أسيوط، وبعد استقلال القطار شعرت بالقلق، وكأن القدر يخبئ لي شيئا ما فحركة القطار لم تكن طبيعية، وقبل الوصول لمحافظة المنيا فوجئت بحركة اهتزاز شديدة في العربة، وبعد توقف القطار وإصلاح الأعطال تحرك بنا بعد نصف ساعة من التعطل.

وأضاف: أثناء استغراقي في النوم شعرت بحركة غريبة داخل العربة، وفجأة انفصلت عن باقي القطار، ووجدت زملائي يتساقطون أسفل العجلات، وسط حالة من الصراخ، وتتحول أجسادهم إلى أشلاء.

 

أما عبدالرحمن عبدالمقصود «20 سنة» من أسيوط، قال: «أنا قاعد في منطقة تجنيد أسيوط من الساعة 6 صباحا تمهيدا لنقلنا إلى معسكر التدريب، وبعد استقلال القطار استغرقت في النوم، واستيقظت على حركة اهتزاز غريبة بالمنيا، وبعد إصلاح العطل، تحرك بنا إلى القاهرة، وفجأة سقطت على الأرض وأصبت بكسر بالذراع وجروح وكدمات متفرقة».

وقال محمد علي محمد، من سوهاج، الذي تبين إصابته بجروح وكدمات متفرقة بالجسم، إنه غير قادر على الحركة بعد إصابته بجرح قطعي بالرأس، والساعد الأيسر، نتيجة سقوطه على قضبان السكة الحديد، مضيفا أن «الله كتب لنا عمرا جديدا بعد أن شاهدنا الموت بأعيننا»، وأوضح أنه يعمل باليومية، وأن والده يعمل بدولة الكويت في المعمار، وأنه المسؤول عن أشقائه.

وقال وليد التوني، وأبانوب شنودة، اللذان يرقدان داخل المستشفى، إنهما شعرا بوجود اهتزاز شديد بعربة القطار منذ بداية تحركه من أسيوط، وحتى وقوع الحادث، وبعدها لم يشعرا بشيء إلا وهما داخل المستشفى، أثناء عمل الإسعافات الأولية.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية