كشف سامح عاشور، رئيس الحزب الناصرى، القيادى فى جبهة الإنقاذ، وجود موظف فى الديوان الخاص بالرئيس ينقل له تعليمات مكتب الإرشاد، وأن الدكتور محمد مرسى، لا حول له ولا قوة، وأن القرار فى يد الجماعة وليس فى يده.
وأشار، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، إلى أن السبب الرئيسى لأزمة مصر هى جماعة الإخوان المسلمين وأن الشعب هو من يدفع ثمن الإدارة السيئة للبلاد، وقال إن أحداً لم يتوقع حجم العنف أو الانفلات وفشل الدولة فى التعامل مع الأحداث الأخيرة، فيما وصف وزير الداخلية الحالى بالسفاح الذى قام بما لم يجرؤ على فعله حبيب العادلى.
وأكد «عاشور» أن الحديث عن أن جبهة الإنقاذ قامت بعمل غطاء سياسى لأحداث العنف الأخيرة يعتبر فشلًا ومحاولة لإخفاء الجرائم التى ارتكبت فى حق الشعب، مشدداً على أن الشارع المصرى هو الذى يحشد لجبهة الإنقاذ ويستدعيها وليس العكس.
فيما لفت إلى أن دعوة الرئيس لقوى المعارضة بغرض عقد حوار ما هى إلا محاولة لدغدغة مشاعر الشعب والهدف منها هو الجلوس والتقاط صور تسوق للخارج لتؤكد أن مرسى يستطيع إنهاء المشاكل الداخلية للدولة.
وقال «عاشور» إن جماعة الإخوان ستكون أسوأ من الحزب الوطنى لأنها ستغلف تزوير الانتخابات بالدين.
وإلى نص الحوار:
■ فى ضوء الأحداث الجارية الآن كيف ترى المشهد الحالى؟
- الوطن بأكمله يدفع ثمن أخطاء النظام، فمنذ الإعلان الدستورى الصادر فى نوفمبر الماضى تعطلت أحكام القضاء والدعاوى القضائية، وتم خداع الشعب بادعاء أن هناك حوارًا سيتم لمدة شهرين حول الدستور الجديد، ثم فجأة تم إقراره بعملية تصويتية مشبوهة.
والرئيس وجماعة الإخوان لم يصدقوا ما قلناه عن أن الدستور يجب أن يخرج بتوافق، وأنه لا يمكن لأمة أن تقبل بأن يسرق دستورها، وحتى وإن صوتت عليه أغلبية الشعب، فلا يعترف أصلا بالإدارة المتخفية للإخوان المسلمين من وراء كواليس محمد مرسى، ونحن ندفع ثمن أخطاء جسيمة جدا وقع فيها النظام، والرئيس يعيش حالة من الازدواجية فهو يصدر قرارات خاطئة ثم يتراجع عنها، فتكتشف أنه لا حول له ولا قوة وأن القرار ليس فى يده وإنما فى يد جماعة الإخوان المسلمين، والشعب المصرى عندما اختار لم يختر جماعة الإخوان المسلمين ولم ينتخب المرشد العام للجماعة
■ تتحدث وكأنك متيقن من أن من يدير البلاد هو المرشد العام وجماعته، ما الدليل على ذلك؟
- أنا متيقن بما لا يجعل مجالا للشك من ذلك، والدليل أن كل ما يقوله مرسى كرئيس للجمهورية ولا يتوافق مع فكر الإخوان وتوجهها، يعدل عنه بسرعة، فقد وعد مرسى قبل فوزه بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية وبعدها عدل عن ذلك، لأن هذا يتعارض مع مصلحة الجماعة، ثم حاور القوى السياسية فى أشياء وهمية غير موجودة وأصدر قرارات لا علاقة لها بما تم بحثه.
■ هل تعتقد أن جماعة الإخوان تضغط على الرئيس لاتخاذ قرارات على غير رغبته؟
- لا.. مرسى والجماعة شىء واحد، وهو جزء أصيل من جماعة الإخوان، وغير قابل لأن ينفصل عنها ولا يوجد لدى مرسى إمكانيات بدون الإخوان لينفصل عنها، فالعضو فى هذه الجماعة فاقد للإرادة ولا يخرج عنها ومن يفعل يعانى من تبعات ذلك.
■ هل ترى أن أزمة مصر الحالية تكمن فى جماعة الإخوان؟
- السبب الرئيسى لأزمة مصر هى جماعة الإخوان، والإدارة السيئة للبلاد ونحن من يدفع الثمن يومياً.
■ كيف ترى الوضع القانونى لجماعة الإخوان؟
- أنا رافض لفكرة أن تظل جماعة الإخوان بعد وصولها للحكم كجماعة غير قانونية، لأنه خطأ كبير، فهل لا يوجد قانون «على مقاس جماعة الإخوان»؟ فهم يرون أنهم هيئة فوق الوطن ومصر تتبعهم، فلنتخيل أن الشعب المصرى كله دخل جماعة الإخوان المسلمين، وتملكنا فى مجالس برلمانية منتخبة والرئاسة والمحافظين وغيره، فلنسأل: لمن سيكون انتماء هذه القيادات للجماعة أم لمصر؟ بالطبع سيكون للجماعة، لأن وطنهم هو الإخوان المسلمين.
ولكن عليهم أن يعلموا أن الشعب المصرى لن يسمح بذلك، ولن يقبل بأن تسرق قيادة البلد لفصيل واحد، وتصبح الدولة المصرية مؤسسة من مؤسسات الإخوان المسلمين.
■ وما المانع فى أن تتولى جماعة الإخوان جميع المواقع التنفيذية لتنفيذ مشروعها؟
- هذا مستحيل، فجماعة الإخوان ليست حزبًا سياسيًا وإنما هى تخضع لمفاهيم الحزب السياسى فى التعامل والوصول، وفى الداخل هى جماعة يقسم المنتمى لها على المصحف والسيف على السمع والطاعة ويبايع على ذلك، وولاؤه لقيادته المباشرة ثم الأعلى فالأعلى.
■ وما رأيك فى حل المرشد لـ«مرسى» من البيعة؟
- هذه كذبة وشىء مغاير للحقيقة، فقد تم حل «مرسى» من البيعة شكلياً، حتى يقبل الشعب هذا الموضوع، ولكن فى الواقع لم يحدث ذلك، فهناك موظف فى الديوان الخاص بالرئيس يتبع مكتب الإرشاد هو الذى يقوم بتوصيل التعليمات من مكتب الإرشاد
■ ما ذكرته عن موظف فى ديوان الرئيس يتبع الإرشاد هل هى معلومة مؤكدة؟
- بالطبع، وهذا الموظف موجود، فـ«مرسى» لا يحضر اجتماعات الإرشاد واجتماعات ومناقشات الجماعة لا تتم فى التيلفونات العادية ولا فى الموبايلات خشية أن تكون مراقبة، وبالتالى لابد من وجود من ينقل له التعليمات.
■ هل كنت تتوقع العنف الذى حدث فى الأيام الماضية؟
- لم نكن نتوقع العنف أو الانفلات ولا حتى فشل الدولة فى التعامل مع هذه الأحداث، فالمفروض أن الدولة لديها خبرة الآن من كمية التجارب التى مرت عليها خلال العاميين الماضيين، والتدخل الأمنى المباشر أو غير المباشر أو بالشرطة السرية، وإطلاق الأعيرة النارية وقنابل الغاز، كل هذا ليس فى أيدى المواطنين العاديين، فإن حمل الخرطوش ليس سهلا لأنه لا يستطيع إخفاء البندقية الخرطوش لأنه ليس سلاحًا أبيض يسهل إخفاؤه، وبالتالى لا يمكن أن يتحدث أحد عن مندسين، لأن المندس هو يتبع الأمن، فمن قتل الشاب جيكا أو الحسينى أبوضيف، من يكون هل هو اللهو الخفى؟ أم أنهم قناصة ينفذون ما يطلب منهم وليس مجرد قتل خطأ.
■ وكيف ترى أحداث بورسعيد؟
- بورسعيد جزء من تاريخ الوطن الغالى، وأرى أن اتهام عدد من أبناء بورسعيد بقتل الألتراس، لا يدين مدينة بورسعيد بأكملها ولا يجعل الجريمة جريمة مدينة، ولا يجوز معاقبتها، وهناك رأى يقول إنه تم الضغط على القضاء يمكن أن يأتى بنتيجة فى الحكم.
■ ومن أين جاءت الجرأة فى إمكانية التأثير على حكم قضائى؟
- الشعب رأى رئيس الجمهورية يفعل ذلك، فقد منع القضاء الإدارى والمحكمة الدستورية من إصدار الأحكام، وأرسل بلطجية لمحاصرة الدستورية من باب التعطيل، و«التعطيل هو وسيلة من وسائل الحكم لصالحك» لأنها تمنع المحكمة من أن تفصل فى الدعوى، وهناك من يتبع مقيمى الدعاوى سواء كانت ضد التأسيسية أو مجلس الشورى فى القضاء الإدارى ويعتدى عليهم، وهذا الرأى يأتى لأن الإخوان أجهضوا قيمة القضاء فى الشارع.
■ وما رأيك فى تعامل الدولة مع أزمة بورسعيد؟
- خطأ فادح، ولم تقدم الدولة حلاً للأزمة بأساليب محترمة لأحتواء أزمة شعب ومدينة، ولم تقعد حوارات، ولذلك تكبدنا وفاة 36 فرد، وبعد وفاتهم منعوا من دفنهم، ثم فرض حظر تجوال وتدخل الجيش.
وكانت النتيحة أن أهل بورسعيد ومدن القناة تحدوا الرئيس،ويبدؤون مظاهراتهم بعد الساعة 9 مساء لأنهم أرادوا أن يكسروا هيبة رئيس الجمهورية، ويكسروا شوكته، فهذا رد فعل، ومرسى عليه أن يعلم أن حسنى مبارك قد حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة لأنه مسؤول عن حماية المواطنين وتقاعس عن حمايتهم فحكم عليه، ومرسى حتى الأن متقاعس عن حماية المواطنين.
■ وما رأيك فى تعامل «الداخلية» مع الأحداث؟
- وزير الداخلية الحالى سفاح، وفعل ما لم يفعله حبيب العادلى.
■ ولماذا تقول إنه سفاح فى حين أن تسليح الداخلية كان بقنابل الغاز فقط، على حد قولهم؟
- أنا ضد ترك وزير الداخلية لرجال الشرطة دون سلاح، ولكن يجب أن تكون هناك قواعد للتعامل، فالسويس سقط فيها 9 أشخاص كيف ماتوا؟، وكذلك شهداء بورسعيد، والإجابة أنهم ماتوا بالرصاص، إذن هناك شىء خطأ وهناك تسليح حقيقى وليس قنابل غاز فقط، وعلى الجميع أن يعلم أننا لن ننسى شهداءنا.
■ وما رأيك فى الاعتداء الذى تم على أحد المواطنين وتجريده من ملابسه أمام الاتحادية ونفيه اعتداء الشرطة عليه؟
- هى جريمة بشعة وغير مبررة، ويجب أن يحاكم وزير الداخلية بسببها والحكومة عليها أن تستقيل، ومرسى عليه أن يعتزل، ونفى المعتدى عليه أن الشرطة هى المعتدية يؤكد أنه تحت ضغط ونحن من سيدافع عنه لأننا بهذا الدفاع ندافع عن كل مواطن مصرى.
■ هل كنت تتخيل أن يسقط كل هذا العدد من الشهداء فى عهد «مرسى»؟
- لم يكن يخطر على بال أحد أن يحدث فى مصر ما يحدث حاليا، فإننا تجاوزنا معدلات الوفيات فى أيام الثورة وتجاوزناها، بالإضافة إلى وجود انهيار اقتصادى، فأين وعود الرئيس الاقتصادية، فكل ما نراه هى سفريات للرئيس ومعه رجال أعمال الإخوان والشعب لا يشعر بشىء أو بأى تحسن، فهل الرئيس يشجع أصحابه ويسهل لهم صفقات ونحن فى النهاية من ندفع الفواتير، فانخفاض سعر الجنيه فى رقبة مرسى، فقد طبع «بنكنوت» جديدًا دون غطاء ذهبى ليصرف رواتب الموظفين الشهر الماضى، وهى ورقة بلا قيمة ومزورة بمعرفة الدولة.
■ ما رأيك فى الدعوة للحوار والتفكير فى هذا الحل فى كل مرة تحدث فيها أزمة؟
- إنها دعوات الغرض منها دغدغة مشاعر الشعب والرأى العام، فإنه يدعو من أجل الجلوس والتقاط صورة تسوق للخارج وليس من أجل حل حقيقى، فالدعوات الفاقدة لبرنامج أو آليات لتنفيذ ما سيصدر لا داعى لها، وتكرارها يجعلها مضحكة، وهناك تجارب سابقة مريرة جدا، فنحن لن نذهب حتى نتصور وسأحرم الرئيس من هذه الصورة، وأتركه يظل يتحاور مع من يتبعونه فقط، فهو يجرى حوارات مع أحزاب كانت فى الجماعة وخرجت أو مع أحزاب مؤيدة للجماعة.
■ هل كان هناك هدف لشق جبهة الإنقاذ من الداخل من خلال تحديد أسماء دون غيرها لحضور الحوار مع الرئاسة؟
- قد يتصور أن بهذا يمكن شق الجبهة من الداخل ويستهدف إحداث حالة ريبة داخل الجبهة، ولكن هذا لن يحدث.
■ وما سر تمسك جبهة الإنقاذ بأن يعترف الرئيس بتحمله المسؤولية السياسية عن الدماء التى سالت؟
- لأنه بدون الاعتراف بالتجاوز الذى حدث، لن تكون هناك نية لحل شىء، ومرسى سواء اعترف أو لم يعترف بالمسؤولية فهو مسؤول، والاعتراف بها يعطينا مصداقية للحوار فقط.
■ كيف نظرت لترحيب الرئاسة بوثيقة الأزهر؟
- قيمة وثيقة الأزهر فى معنويتها، والحكومة ترحب بها وتؤيدها لأنها تستخدمها فى محاولة لتحجيم المعارضة.
■ ما الذى تحتاجة مصر فى الوقت الحالى؟
- تحتاج إلى بداية صحيحة، والتى لا يمكن أن تتوفر بدون دستور يعبر عن الأمة وليس عن جماعة الإخوان المسلمين، وتشكيل حكومة محايدة، لأنه لا توجد حكومة حاليا، فحكومة قنديل بالكامل موظفون فى مكتب الإرشاد، مع كامل احترامى لشخوصهم، لكننى أتحدث عن أجندات الحكومة التى تتبع مكتب الإرشاد، فنحن نحتاج إلى رئيس وزراء قوى له مأمورية وطنية واضحة ومحددة ويحافظ على الأرواح ويوقف سيل الدماء ويحمى الشعب المصرى مما يحدث، ثم نجلس لمراجعة الدستور.
■ وهل يمكن أن يستجيب الرئيس لمطالبكم بتغيير الحكومة؟
- لن يستجيب، إلا عندما يعوم فى دماء المصريين، وأؤكد أننا لن ننسى شهداءنا، وتلك جرائم لن تسقط بالتقادم، فكرة الثلج تكبر، ولابد من حكومة إنقاذ وطنية تنقذنا مما نحن فيه، وبعدها نضع الدستور للأمة المصرية، ويجب تقنين جماعة الإخوان حتى بالشكل الذى تريده هى، فإننى أوافق على القانون الذى يريحهم ويقننون وضعهم عليه، لأن هذا القانون لن يكون مقصورًا على الجماعة وإنما قانون عام.
■ هل الرئيس هو صاحب القرار منفردا فى تغيير الحكومة أو تعديل الدستور؟
- مرسى ليس صاحب قرار، فى هذا الموضوع،فالإخوان «ركبوا البلد» وسيطروا عليه وليس لديهم استعداد للتنازل، وسنعيش ذلك لفترة طويلة لأن الإخوان لن يقوموا بانتخابات صحيحة.
■ هل تعتقد أن تعاد ممارسات الحزب الوطنى مرة أخرى؟
- جماعة الإخوان أسوأ من الحزب الوطنى، لأنها ستغلف تزوير الانتخابات بالدين وقال الله وقال الرسول، وأطيعوا الله والرسول وأولى الأمر منكم.
■ ما الذى تغير فى مصر بعد مرور عامين على الثورة؟
- لم نغير شيئًا، فقد غيرنا «محمد حسنى مبارك»،بـ« محمد مرسى مبارك»، وغيرنا «الحزب الوطنى الديمقراطى» بـ«حزب الحرية والعدالة الديمقراطى»، فنحن أمام نفس الأساليب والأدوات والعبارات والكلمات وسيد قراره وسيد موقفه، إنه نفس الكذب والتعالى وطريقة الكلام، حتى خطاب مرسى نفسه هو نفس طريقة مبارك، فأننى لم أستبعد أن تفعل جماعة الإخوان هذا، ولكن لم أكن أتوقع أن تكون بهذه البشاعة والفجاجة والفشل، فأين مشروع النهضة، وما سر تمسكهم بالصك الإسلامى، وأحب أن أؤكد أن قناة السويس خط أحمر، فمشروع تطويرها اتضح أنه ما هو إلا فكرة تطبيق الصك الإسلامى، وعليهم أن يعلموا أن قناة السويس خط أحمر فأذا اقترب أحد منها ستتحول مياهها إلى دم.
■ لماذا أصروا على تطبيق مشروع الصكوك رغم رفض الكثيرين له؟
- إنه لأمر غريب أن يتمسكوا بتطبيقه فى ظل حالة الرفض، ولكنهام أيضا يؤكدون أنهم لا يمتلكون البدائل أو الرؤى والحلول المختلفة، ثم إن هذا هو المشروع الذى أرسل من مكتب الإرشاد ولم يتم تغييره إلا منه أيضا، ويظل العمل قائما لحين إرسال ورقة جديدة.
■ وما رأيك فى الحوار الوطنى الذى تم فى مؤسسة الرئاسة وهل يمكن أن يخرج عنه شىء؟
- لن يخرج بشىء مؤثر، فمرسى جلس يحدث نفسه، ومع احترامى للحاضرين فى الحوار فإن نسبة الاختلاف عن مرسى داخلهم ليست كبيرة باستثناء حزب أو اثنين على الأكثر.
■ وما رأيك فى تعامل الرئيس مع الأزمة السابقة والخطاب الذى خرج به فى اليوم الثالث للأحداث؟
- لقد كنت أتوقع أن ينزل مرسى الشارع ليقوم بعمل مصالحة مع الشعب، والإخوان لم يكونوا يتوقعون حجم الغضب الموجود فى الشارع والذى ساهم فيه بشكل كبير اتجاههم لأخونة الدولة، والشارع العادى الآن يطلب منا «ألا نجلس مع مرسى، أو نشارك فى انتخابات الإخوان»، فالشعب المصرى ذكى وقد فهم الإخوان بشكل كبير وسريع.
■ ما النسبة المتوقع أن يحصل عليها الإخوان فى الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- لو بقواعدهم الخاصة ومع استمرار عجلة التمكين سيحصلون على حميع المقاعد، فالاستفتاء الماضى على الدستور، كان يفترض أن يجرى التصويت عليه لمدة يومين، لكن الإخوان صوتوا فى اليوم الأول حتى الساعة الخامسة وبعد ذلك ظلوا يزاحمون الناخب ويعطلون طوابير التصويت، ولم يجعل التصويت على يومين لأنه يعلم أن الذى سيذهب فى اليوم الثانى لن يصوت لصالح نعم، فهذا نوع من التزوير، بالإضافة إلى أنه أعطى عملية رقابة التصويت لـ «25» ألف شخص يتبعون «المجلس الإخوانى لحقوق الإنسان» «المجلس القومى لحقوق الإنسان سابقا»، ويخرجون بعد ذلك ويتحدثون عن الاستفتاء وأنه أفضل استفتاء فى الدنيا فى حين أننى كنت حاضرًا داخل اللجان، فتزوير الإخوان ليس تزويرًا مباشرًا فى الصندوق وإنما فى تزوير العملية.
■ هل ستدخل الجبهة الانتخابات المقبلة؟
- لو استمر الوضع على ما هو واستمر سقوط الشهداء وسيل الدم، فلماذا إذن ندخل الانتخابات، إلى جانب ضرورة خروج ضوابط حقيقية لمراجعة قانون الانتخابات وضمان نجاح العملية الانتخابية، وإذا لم يحدث هذا فما هى قيمة أن نشاركهم فى مثل هذه الانتخابات، فلن نمكنهم من ذلك، فنسبة انسحاب جبهة الإنقاذ من الانتخابات هى الأكبر.
■ لو فرضنا خوض الجبهة للانتخابات هل ستخوض بقائمة واحدة أم اثنتين؟
- فكرة القائمتين هى وجهة نظر انتخابية، وهى فكرة غير صحيحة لأنها تفتت الأصوات والفائز فيها هو الخصم، وجبهة الإنقاذ حالة غير قابلة للتكرار والشارع تقبلها كما هى «على بعضها» بشكلها الحالى، ولو كل واحد ترشح منفردا لن يكون محل اتفاق الكثيرين، ثم إنه لا يوجد عضو فى الجبهة ليس محل انتقاد، فأذا لم يكن هناك إيمان بأهمية هذه الجبهة ووحدتها فى قائمة واحد، وتم خوض الانتخابات بقائمتين إذن فليخض كل فصيل منا الانتخابات منفردا.
■ ما رأيك فى المقولة التى تتردد عن أن جبهة الإنقاذ قامت بعمل غطاء سياسى لأحداث العنف الأخيرة؟
- هذا فشل ومحاولة لإخفاء الجرائم التى ارتكبت فى حق الشعب، فهل كانت جبهة الإنقاذ غطاء لما حدث أمام قصر الاتحادية من اعتداءات على المتظاهرين، فإننى أتساءل عمن كانوا يعذبون من كانوا أمام الاتحادية وشاهدهم الجميع على شاشات التيلفزيون، فهم يدفنون رؤوسهم فى الرمل فى حين أن كل أجزاءهم واضحة، فلا يصح أن «يرموا بلاهم على جبهة الإنقاذ» لأننا أول من أدان العنف.
■ هل جبهة الإنقاذ هى التى تحشد للتظاهر؟
- لا.. فالشارع المصرى هو الذى يحشد جبهة الإنقاذ، ويستدعيها، وأنما أصبحنا رمزيته فقط، فنحن لا نملك حشدهم، فلو قالت جبهة الإنقاذ لمن فى المظاهرات عودوا إلى منازلكم فهل سيستجيبون لذلك؟ لن يستجيبوا، فهناك فرق كبير بين «ناسنا وناسهم» ف«ناسنا» ومؤيدونا ليسوا ممن يلتزمون بالسمع والطاعة ولا يوجد من يحركهم أو يحضرهم فى «أتوبيسات» ولا يوجد رئيس عليه ولا يوجد من هو أحسن منه أو من يعطيه بدل انتقال، والفريق الآخر يأتمرون بأمر قياداتهم الذين يحركونهم يمينًا ويسارًا، حتى وإن كان هذا التصرف ضد رغبة العضو نفسه.
■ هل أنت متفاءل؟
- لست متفائلًا لأن النظام غبى ويصر على أن يدخل بالبلد فى الحائط فهم يعتقدون أن فرصة وصولهم للحكم فرصة ثمينة لا يمكن أن يقدموا بمقتضاها أى تنازلات لأحد.
■ لماذا لا تتم دعوة المرشد لحضور الحوار الوطنى؟
- لأن مرسى لا يملك دعوة المرشد، وإنما العكس صحيح، لأنه رمز لمؤسسة حاكمة ومهيمنة على أعضائها بمن فيهم مرسى.
■ ما الذى تقوله لمرسى وللمرشد ولجبهة الإنقاذ؟
- أقول لمرسى إن الوقت ليس فى صالحك، وللمرشد يجب إعادة النظر فى علاقة الإخوان المسلمين بمؤسسة القضاء، ولجبهة الإنقاذ اعلموا أن المشوار صعب ومكلف وعلينا أن نتحمل مسؤولية الشعب ولا نتراجع.